الحوار الوطني.. السبيل الوحيد.. والحل السحري للخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي نعيشها الآن, والذي يعيد الأمن والأمان للشارع والأسرة المصرية مرة أخري, وبه تدور عجلة الإنتاج وتعود المصانع التي أغلقت إلي مجال العمل من جديد,وتتدفق الاستثمارات الخارجية وتنتعش حركات التجارة والصناعة والسياحة,ولكن رموز القوي السياسية المناهضة للسلطة لا تريد لبلادنا كل هذا الخير الوفير والاستقرارفي المجالات المختلفة وترفض الحوار بكل أشكاله.. ولا تتوقف عن هذا الرفض..بل تكره بشدة, لأنها تريد استمرار الصراع السياسي من أجل مصالحهم الشخصية فقط دون النظر إلي المصلحة العليا لمصرنا الغالية, وخلال هذا التحقيق نكشف أسباب عدم الاستجابة لدعوات الحوار التي دعا إليها الرئيس محمد مرسي مرارا وتكرارا دون استجابة من قوي المعارضة. في البداية يقول محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية إن القوي السياسية ومؤسسة الرئاسة ليس لديهم بديل سوي الحوار ولكن لابد أن يتحلي كل طرف بشوية صبر وتسامح وهذا لن يقلل من قيمة كل طرف, مشيرا إلي أنه ينتظر من الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية أن يخرج علينا لتجديد الدعوة للحوار مع تقديمه بعض الأشياء الإيجابية منها تقديم نوع من الضمانات والتطمينات للموضوعات التي يتحدث عنها الناس في الوقت الراهن وتشغل بالهم واهتماماتهم مثل بحث دستورية وضع النائب العام الحالي, والحيادية في إدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة من قبل الحكومة. مشيرا إلي انه يطالب الرئيس بتقديم تنازلات أو الانصياع لشروط معارضيه لقبول الحوار, ولكن أن يطمئن الناس بأن الحوار سيكون جديا وسيحترم الجميع حتي يضع كل شخص من القوي السياسية أمام الشعب في حالة إصراره علي الاستمرارفي الصراع وحتي يستطيع الشعب أن يحاسب رموز هذه القوي بشكل جيد ويكشفهم حتي لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك. ويؤكد الدكتور شريف كامل وكيل كلية الحقوق جامعة القاهرة أنه لا بديل عن الحوار الذي سينهي كل الازمات والمشكلات التي يعاني منها الشعب ويعيد الاقتصاد إلي أفضل ما كان عليه من قبل, نظرا لان مصر هي أم الدنيا بالفعل وليس بالكلام المرسل ومكانتها عالية وقيمتها كبيرة وسط دول العالم ومن يسافر إلي اي دولة في العالم يعرف ويري ذلك عين اليقين. وأوضح أن القوي السياسية عليها أن تضع مصلحة المواطنين أولا بدلا من وضع شروط مسبقة من أجل قبول الحوار مع مؤسسة الرئاسة, مضيفا انه يجب علي القوي السياسية أن تستمع أولا وبعد ذلك يأتي دورها في الكلام والتعليق وإبداء وجهات النظر وإقناع الناس بحديثهم حتي تكتسب هذه القوي أرضية تمكنها من الحصول علي ثقة اكبر عدد من المواطنين بدلا من الاعتداء علي القصر الجمهوري الذي يمثل رمزا وقيمة للدولة. ويري الدكتور بركات عبد العزيز أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن التخلف الثقافي وضيق الأفق والتعصب الأعمي للرأي وسوء التربية السياسية للأفراد هي التي أوصلتنا إلي الحالة التي نعيشها الآن, مشيرا إلي إن مصر ليس فيها عقلاء يستطيعون أن يأخذوا بأيديها إلي بر الأمان, بل تحول الجميع للبحث عن مصلحتهم الشخصية ومن وجد في نفسه عدم القدرة علي ذلك فضل الابتعاد والدخول في صمت لا يسمن ولا يغني من جوع. وقال انه من غير المنطقي أن تملي جبهة الإنقاذ شروطها علي الرئيس حتي تقبل الجلوس علي مائدة الحوار, موضحا أنها بذلك تريد فرض شروطها علي الحوار قبل طرح الموضوعات ومناقشتها مؤكدا أن مصر ليس بها النخبة القادرة علي حل مشكلاتها, لان أفكار القوي السياسية هدامة وغير رشيدة وغير منطقية, ولذلك فمعظم أطياف الشعب المصري ترفض كل الدعوات التي تطلقها الجبهة لإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية فقال إن الشعب لم يعتد علي الحوار علي مدار60 سنة منذ عام1952 وحتي الآن, ولذلك فالناس لم تتغير والنفوس كما هي حتي نستطيع الدخول في نقاش أو حوار مثمر, ولذلك فنحن نحتاج لمزيد من الوقت حتي نفهم معني الحوار وكيفية إدارته والمغزي منه. أضاف أن كل الدعوات التي أطلقها الرئيس من قبل لإجراء حوار وطني مع القوي السياسية والأحزاب المختلفة فشلت لأننا لم نتغير بعد ولا نعرف قيمة الحوار ولم نعتد علي الديمقراطية التي وجدناها بين أيدينا في يوم وليلة لم نسع إليها في الثورة التي أقيمت من اجل الحصول علي مطالب معينة. ويقول الدكتور سعد رمضان أستاذ علم النفس بالقصر العيني إننا لا نعرف الحرية التي تعتمد علي حدود ومقومات ولو فهمنا معناها لاستطعنا أن نقيم حوارا ونصل للحلول للمشكلات التي نعاني منها الآن, ولذلك فكل حزب من الأحزاب التي كانت موجودة قبل الثورة لا تعرف معني الحرية التي وصلت إليها فجأة وأراد كل حزب أن يغتنم الفرصة في السيطرة وحب التملك بعد أن أصبح الحصول علي السلطة أمرا ليس صعبا مثل العقود السابقة, ليصاب كل حزب وفصيل سياسي ببريق السلطة ليدخل المجتمع في صراع غير محسوب دون النظر إلي مصلحة الدولة العليا. قال إن رموز القوي السياسية الذين أسسوا أحزابا بعد الثورة أرادوا الحصول علي قطعة من الكعكة الغالية علي حساب الغلابة.موضحا أن هذه الرموز تريد مصالحها الشخصية فقط ولا تريد مصلحة مصر لعدم وجود الشخص الذي يحترم ويقدر شعب وتاريخ مصر العريق حتي الآن. وأشار إلي أن القوي السياسية تجر الشعب إلي الهاوية لعدم وجود مشروع واضح للنهضة وأصبحوا يعيشون في الأوهام, في الوقت الذي يشعر الثوار أن أصواتهم ارتفعت وأصبح لهم حق في تقويم الأمور المعوجة بدون منهجية أو تنسيق مع القيادة العليا للدولة, ويقف الإخوان المسلمون في البرج العالي من السلطة غير مصدقين أنهم علي القمة, ليحدث نوع من الارتباك في المجتمع ونعيش في صراعات عديدة نستطيع التغلب عليها بوحدة الصف الذي يدعمه الحوار.