تمر السينما المصرية بأزمة طاحنة يقف أمامها الجميع مكتوفي الأيدي, كل يحمل المسئولية علي الأخر, وعلي حالة الانفلات الأمني في الشارع, وعدم الاستقرار اسياسي والاتصادي مما جعل المنتجين يعزفون عن الانتاج السينمائي, ولجأ البعض منهم علي استحياء إلي الانتاج الدرامي. مرت السينما المصرية في المائة عام الماضية بعصور إزدهار حيث وصل انتاج السينما المصرية في الخمسينات, والستينيات إلي100 فيلم في العام الواحد, وكانت الدولة ترعي الإنتاج السينمائي وظهر هذا جليا في إنتاج مجموعة من اهم كلاسيكيات السينما, وفي السبعينيات والثمانينيات بدأ إنتاج السينما يقل نظرا لظروف الحرب, وتغير المناخ السياسي فوصل الانتاج إلي50 فيلما في العام الواحد. وفي التسعينيات واجهت السينما موجة جديدة وتعثرا آخر مع ظهور المشاكل الاقتصادية, وأفلام المقاولات وإهمال الدولة للسينما, فازدهر الإنتاج الدرامي, ولم يتجاوز الإنتاج السينمائي12 فيلما في العام الواحد, وسيطر عليها كبار النجوم, وفي بداية2000 ظهرت موجه سينمائية جديدة تعتمد علي الشباب, والأفلام الكوميدية فأنعشت كثيرا الانتاج السينمائي, وأعادت الجمهور للسينما, غير أنه في السنوات الماضية بدأت السينما تواجه تعثرات جديدة مع انتشار القرصنة, وارتفاع أجور النجوم ليتضاءل إنتاجها مرة أخري ويصل إلي8 أفلام في2012. المنتجون يتحدثون عن الظاهرة وأسباب عزوفهم عن الانتاج وإتجاه البعض للإنتاج الدرامي يقول المنتج جمال العدل: أعتقد أن اتجاه بعض المنتجين إلي الإنتاج الدرامي شيء طبيعي بعد أن أصبح الإنتاج السينمائي مليئا بالمخاطر, فالكثير من المنتجين تكبدوا خسائر كبيرة في العامين الماضيين بسبب تباطؤ القنوات الفضائية في دفع مستحقاتهم عن عرض الأفلام, وهذه المشكلة تواجه أيضا منتجي الدراما حيث ان بعض القنوات الفضائية لم تسدد جميع مستحقات المسلسلات. وتقول المنتجة إسعاد يونس: إن السينما المصرية تواجه تحديا كبيرا فهناك ضعف في الإيرادات ليس سببه فقط عدم الاستقرار, وتقلب مزاج الجمهور, والإنفلات الأمني, بل كذلك إغلاق السوق الخارجي أمام الفيلم المصري, بسبب القرصنة علي الانترنت, وعلي الدولة أن تتدخل وتجد آلية لضبط الأمور. كما أكد المنتج والموزع محمد حسن رمزي: أن إضطراب الأوضاع في مصر يفسر سبب ضعف الإنتاج السينمائي, فكل من ينتج فيلما يتكبد خسائر كبيرة فمثلا فيلم المصلحة وغيره من الأفلام الكبيرة لم تغط ميزانيتها لعدم وجود سوق خارجي, وضعف الإقبال علي السينما بسبب الاحوال السياسية والانفلات الأمني خاصة في حفلات9 مساء وحفلات منتصف الليل, وهناك من يختار من المنتجين أن يقدم أفلاما بنجم كبير ليضمن الجمهور, أو يقدم فيلما قليل التكلفة بوجوه شابة حتي لا يخسر أمواله, ولجوء البعض للدراما التليفزيونية منطقي لضمان بيع المسلسل, ولعدم سرقته علي الانترنت. ويقول المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي: الانتاج في مصر يواجه مشكلة بشكل عام فمنتجو الدراما أيضا يواجهون أزمة التسويق مع القنوات الفضائية, خاصة وأن ميزانية إنتاج مسلسل ضخمة جدا, في ظل وجود نجوم كثيرة, بالاضافة لارتفاع أسعار أماكن التصوير, السينما تواجه أزمة وهي لم تظهر فجأة لكنها موجودة منذ فترة طويلة, وازدادت حدتها مع تباطؤ القنوات الفضائية في شراء الأفلام بسبب انتشار أكثر من قناة تعرض الأفلام المعروضة في السينما, والقرصنة, وعدم وجود سوق خارجي جيد للفيلم المصري, بالاضافة للمناخ العام. أما المنتج كريم السبكي فيقول: ان هذه الازمة حدثت من قبل, وأن عدم استقرار الأوضاع جعلت عددا كبيرا من المنتجين ينتظرون, لأن إنتاج الأفلام الضخمة يعد مغامرة. ويؤكد المنتج تامر المرسي: ان الانتاج الدرامي ليس فيه مغامرة السينما, فبعض المنتجين يعتمدون علي أسماء النجوم في بيع المسلسلات للقنوات الفضائية, وأزمة السينما كبيرة ويجب أن تتدخل كل الأطراف لحلها منتجين, وفنانين, بالاضافة لدور الدولة التي يجب أن تتدخل في وقت الأزمات وترعي وتحمي الثقافة والفنون. رابط دائم :