وضع الطالب رأسه علي الوسادة الخالية بعد أن أوي الي فراشه وحاول إغماض عينيه ليغرق في النوم إلا أنهما ظلتا مفتوحتين تحدقان في سقف الحجرة, كان خياله في شدة اليقظة, يستعيد ملامح زميلاته الفتيات بالكلية, كان عقل الشاب حاضرا عكس جسده المنهك الطالب للنوم, تقلبت صور الفتيات داخل عقله. كان في حيرة من أمره أيهما يختارها زوجة فكلهن جميلات, خاصة الأخيرة التي تعرف عليها في إحدي السهرات مع أصدقائه بالهرم. وكلما غاص الطالب في أمانيه يتنزه مع هذه ويلتقط صورا تذكارية مع تلك يفيق علي أنه مازال صغيرا لا يقوي علي تكاليف الارتباط والزواج ولكنها أحاسيسه وسنه ومشاعره التي تدق فوق رأسه كل ساعة وكلما خبت توقدت من جديد علي لفتة منه لوجه فتاة في الشارع أو العمارة أو الزميلات أو حتي الأقارب كان يعتبر نفسه متذوقا يطيل النظر الي ما حرم منه وحرم عليه لا يأبه لتقاليد أو أخلاق. وغلبت الملامح والأفكار عقل الفتي وأزهقته حتي غاص واستسلم لسلطان النوم القاهر, وفي الصباح استيقظ كعادته مبكرا وانتبه مرة واحدة وفي دقائق حرص علي أن يكون في الشارع مبكرا ليمارس عادته في مشاهدة وتأمل الطالبات اثناء ذهابهن الي المدارس, يلقي كلمة هنا ويبتسم لتلك ويرفع صوته عند مرور أخري, ويغمز بإحدي عينيه لمن هي علي شاكلته, وفجأة ضرب جبهته بيديه وهو يتذكر أنه علي موعد من ترسل له عبارات الأشواق عبر هاتفه فتشعله نارا لا تهدأ فيشعر بأنه فاق هارون الرشيد, كما يذكر لأصدقائه وهم يتبادلون القفشات الاباحية تعليقا علي جمل وعبارات الفتاة. وأسرع الفتي يتصل بسها فتاة الهرم النارية وجن جنونه وهي تستقبل مكالمته بضحكة أودعت فيها سحرها الماضي في مشاعره وأكدت له أنها تتشوق الي مقابلته بعد5 دقائق في أول الطريق الصحراوي لقضاء يومها بالكامل معا وأغلقت الهاتف ضاحكة بمجون. دار الطالب حول نفسه عائدا الي بيته وصاح بالخفير ليخرج سياراته وقفز الي مقود السيارة وبعد دقائق كان المارة يسبون سيارة تطير فوق الأرض بعد أن كادت تدهس من بالطريق ووصل الفتي الي المكان المتفق عليه وهاتفه لا يهدأ لم تنطفئ شاشته طوال الطريق لاستقبال الرسائل المشعلة لخيال الفتي الذي يستعد للتمرغ فيما حرق منه ويتوق اليه, وفي المكان المحدد كانت سها تقف يملأ وجهها الابتسام وود الفتي أن يقفز اليها خارجا عبر زجاج السيارة قبل أن تتوقف, ولكنه هدأ من سرعته وقبل أن يخرج بقدمه من بابها, فوجئ بفوهة بندقية آلية تبرز في وجهه يحملها من أتي له من الخلف محذرا له ألا يتحرك صعق الفتي وشل لسانه قبل أن يلتفت يمينه مكان سها التي خشي عليها ولكنها كانت تقف خلف شخص آخر تحمل يمناه فرد خرطوش والأخري مطواة وبحث الفتي في عينيها ووجهها عن الابتسامة المطلة من ثوان قليلة فلم يجدها وإنما استقبلته نظرة خبيثة شيطانية, لم يحتج الي وقت طويل ليفهمها وأحد الرجلين يصيح فيه ثانية أن يعود الي المقعد الخلفي اذا كان يريد أن يعيش, هربت الدماء من الطالب ذي الأطراف المثلجة وانصاع للأمر صاغرا وهو يلعن كل فتيات ونساء الأرض وخيالاته المريضة. كانت البداية بلاغا تلقاه اللواء أحمد عبدالرحمن مدير أمن المنوفية من الرائد نصر القارح رئيس مباحث قسم شرطة أشمون بتعرض مصطفي محمد مصطفي(22 سنة طالب) للخطف بسيارته. أمر مدير الأمن بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء جمال شكر والعميد ياسر عيسي مدير ورئيس المباحث الجنائية لكشف ملابسات الحادث. توصلت تحريات المباحث الي وجود علاقة عاطفية بين المجني عليه وفتاة تدعي سها تعرف عليها بشارع الهرم وبعد اتصالات تليفونية حددت له موعدا لمقابلتها مساء يوم الجمعة الماضي علي أول طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي وعندما وصل اليها فوجئ بشخصين يحملان أسلحة نارية وبيضاء وأجبراه علي الركوب بالمقعد الخلفي واستوليا علي سيارته الملاكي وقاما بالاتصال بأهله وطلب فدية قدرها150 ألف جنيه وقاموا بفكه من قيوده ليجد نفسه بعد إزالة ما علي عينيه من شريط أسمر بقرية كفر منصور بأشمون, تم تحرير محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق.