هل ستكون السعودية المحطة القادمة للربيع العربي؟ سؤال طرحته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, مشيرة إلي أن السعودية لم يكن لها نصيب من الربيع العربي الذي هبت نسائمه علي دول عربية تحلم بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقرار, إلا أنها قالت ان السعودية ستشهد ثورة من نوع آخر تشبه إلي حد كبير الثورة المصرية سيكون ايقونتها الفيس بوك وتويتر. وقالت الصحيفة ان السعودية ادركت حالة الاحتقان التي يعاني منها الشعب ومدي السخط الذي يشعرون به, فلذلك قررت تغيير استراتيجيتها في محاولة منها للسماح للمواطنين بالتنفيس عن غضبهم بدلا من ان يتحول إلي ثورة عارمة تخرج عن سيطرة المملكة التي كانت تمنع أي مظاهر احتجاج بل وتصفها بالممنوعة والمحركة لانها تخالف الشرعية وتعطل التنمية والاستقرار. وقالت الصحيفة إن الرياض سمحت خلال الأشهر الماضية بانتقاد العائلة المالكة وهو أمر من المعروف انم المملكة لاتتسامح فبه بل تطبق أقصي عقوبة علي من يرتكبه لانه بذلك يهين الذات الملكية, واصبح الأمر مختلف تماما عما سبق, مما شجع السعوديين علي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعبير عن رفضهم للنظام القائم الذي يحد من حريتهم طوال الوقت. ورأت الصحيفة ان ثورات الربيع العربي تلقي بظلالها علي السعودية من باب تحقيق العدالة الاجتماعية وتحريك عجلة الاصلاحات وعدم احتكار الأسرة المالكة للسلطة في السعودية, وكان من ابرز المطالب التي نادي بها المحتجون الذين نزلوا الشارع لانتزاع حقوقهم رغم حملة الاعتقالات التي تنفذ ضدهم, هي الملكية الدستورية وإعادة صياغة العلاقة بين الأسرة الحاكمة والشعب من حكم الملكية المطلقة إلي الملكية الدستورية لتحقيق الحرية والمساواة وسد الفجوة الموجودة بين الأسرة المالكة والشعب. وأشارت الصحيفة إلي أن الاحتجاجات الرافضة للفساد الحكومي المتفشي وتجاهل مطالب الإصلاح والقيود التي تفرضها المملكة علي حرية الرأي والتعبير, تنذر بثورة حقيقية تشعلها تغريدات تويتر, وبعد ان استطاعت السعودية ان تقاوم نسائم العربي طوال الأشهر الماضية ها هي رياحه تهب عليها من جميع الانحاء وتتنبأ الصحيفة بأن تكون السعودية هي المحطة التالية لقطار الربيع العربي. ومن جانبها, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان الحكومة السعودية تتجاهل نداءات المتظاهرين المطالبة بالإصلاح, وهو ما يزيد من حالة اليأس والاحباط في نفوس السعوديين ويزيد من الفجوة بين الحكام الذين يتظاهرون بتنفيذ المطالب والمحكومين. وقالت انها حيلة ذكية من الحكومة السعودية التي انفقت الملايين علي وسائل ترفيهية في خضم الربيع العربي لاشغال الشعب وصرف انتباهه عما يدور حول إلا أن الشعب السعودي واع لما يدور حوله وهو ما دفعه للنزول للمطالبة بالإصلاح. رابط دائم :