أكد الرئيسي محمد مرسي أن الناشرين يمثلون معلما أساسيا في نشاة ثقافة العصر قائلا: انتم فرسان هذه المرحلة مشيرا إلي أن الدستور الجديد وما به من نصوص تتعلق بالحريات تتطلب تشريعا يحفظ تلك الحريات, مضيفا: مازلنا حتي الآن نعمل بقانون عام1936 ولا بد من إجراء تعديلات علي هذا القانون, ولا بد ان يكون من أولويات التشريع أمام مجلس النواب المقبل سن القوانين التي تتيح حرية النشر والإبداع. وأضاف الرئيس خلال افتتاحه معرض بالقاهرة الدولي للكتاب أمس يتزامن افتتاح المعرض مع مناسبتين غاليتين هما ذكري25 يناير التي تستحق منا نشر ثقافتها ومحتواها ومحددات حركتها منذ انطلاقها حتي الآن, لنحافظ علي سلميتها وأهدافها, فالثقافة والمعرفة والرأي والرأي الآخر هي الوعاء الحامل لمعاني هذه الثورة, أما المناسبة الثانية فهي ذكري المولد النبوي التي تحمل معاني كثيرة في مقدمتها الحوار لأن الدين في الأصل يقوم علي الحوار, فكيفنقل النبي صلي الله عليه وسلم ما انزل عليه وأصحابه بعد ذلك ماعندهم إلي الناس ليقنعوا البشرية به دون إكراه. ووصف الرئيس اختيار عنوان المعرض هذا العام بالجيد قائلا: قد يوحي عنوان المعرض هذا العام حوار لا صدام بوجود صدام وهذا غير صحيح ولكن نحن لدينا رؤي وتصورات كثيرة لكيفية العبور بهذه المرحلة, فنحن بهذا التنوع أقوي من ذي قبل, معتبرا اختيار ليبيا كضيف شرف للمعرض له مدلول ومعني مهم قائلا: ثورات الربيع العربي تمثل معلما من معالم الارادة والنهضة ورغبة الشعوب في الحرية, واختيار ليبيا ضيف شرف هو اختيار جيد لأنها عانت قهرا غير مسبوق من قبل.أوضح الرئيس أن الثورة التكنولوجية الهائلة أحدثت طفرة وقفزة في مجال النشر, ورغم المساوئ التي شهدها مجال النشر خلال الفترة الماضية إلا أنه مازال يمثل حجر الزاوية والعمود الفقري لنشر المعرفة في كل مجالاتها وأضاف الرئيس أمام الناشرين: مسئوليتكم عظيمة في هذه المرحلة لأن توثيق الثورة وجمع المعلومات عنها وتحليلها وعمل ملاحم بوسائل نشر متعددة يعد مسئولية عليكم جميعا, نريد توثيق ثورات الشعوب, مطالبا الناشرين بحفظ روح الثورة للأجيال القادمة قائلا: أصحاب الرأي هم من سيقودون الامة من تقدم لتقدم لتحدث النهضة في العلم التطبيقي, وهم من سيدفعون الناس للبناء والتكامل وليس التشرذم والتناحر ووصف الرئيس الناشرين بأنهم فرسان هذه المرحلة قائلا: أنتم فرسان هذه المرحلة ويجب أن ندرك جميعا اننا اذا لم نؤيد صناعة النشر والكتاب فسنتأخر واذا كان المحتوي ضخما والنقلة التي نأملها كبيرة فالتحديات ستكون كبيرة أيضا, لأن هذا الجيل يحتاج منا ان نفهمه حتي لا تتخطفه الأيادي التي تسعي لتشتيته. وطالب الرئيس مرسي الناشرين بالإهتمام بحركة الترجمة من اللغات الاخري للعربية لدعم التعليم والثقافة بمفهومها الواسع لايجاد معاني التصور والرؤية والانطلاق واعتبر الاهتمام بالترجمة خطوة ضرورية ولازمةموضحا أن حركة الترجمة مازالت في مستوي متواضع وأعتبر الرئيس مرسي أن المثقفين والادباء والمؤلفين هم طائر المعرفة والطرف الحاضر الغائب, موضحا أنه التقي بهم وسيلتقي بهم لدعم صناعة المعرفة. وطالب عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين العرب بتنفيذ المشروع الصيني بتحويل أرض المعارض لمستوي دولي بتكاليف تصل ل650 مليون دولار منحة من الصين, و أعلن الرئيس مرسي إنه كلف وزارة الصناعة لتطوير ارض المعارض وتحويلها إلي مستوي لايقل عن أن أي معرض دولي. وفي كلمته أكد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة أن الكتاب هو السفير الاول لمصر في العالم والمنطقة العربية منذ أكثر من قرن ونصف وان المؤلفات المصرية أسهمت في تشكيل الوعي العربي كما شدد علي ان الكتاب المطبوع سيظل الأكثر جاذبية وشيوعا علي الرغم من المنافسة من جانب النشر الإلكتروني. وطالب أحد الناشرين ويدعي سليم عبد الحي سليم الحكومة بان تخصص أراضي للناشرين خارج القاهرة بأسعار مناسبة لإقامة مدينة صناعية للنشر تضم مطابع ومؤسسات للتوزيع وتطوير ارض المعارض وتوسيعها لكي تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة بالعاصمة.. وعقب مرسي قائلا انه ليس هناك أي مشكلة لتنفيذ الاقتراح داعيا اتحاد الناشرين بتقديم دراسة وافية متكاملة حول مدينة النشر المقترحة.. وبالنسبة لأرض المعارض وعد الرئيس بتطويرها لتتواكب مع العصر وتطورات صناعة النشر.