لم يخطر ببال لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك الذين تنتهي عقودهم في شهر أغسطس المقبل صبري رحيل وأحمد جعفر وإبراهيم صلاح وأحمد سمير وأحمد حسن أن يتحول محمد أبو تريكة لاعب الأهلي لعنصر وورقة ضغط عليهم للتجديد لأقل سعر بعدما أعلن توقيعه علي بياض وتنازله عن50% من قيمة عقده الجديد تضامنا مع النادي في أزمته المالية الصعبة التي يمر بها في الوقت الحالي بعد توقف مسابقة الدوري لما يقرب من عام كامل عقب مذبحة مباراة الأهلي والمصري في ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها ما لايقل عن72 من مشجعي النادي الأهلي. وما زاد من المأزق الذي يتعرض له لاعبو الزمالك الذين تنتهي عقودهم في أغسطس المقبل أن الكثير من لاعبي الأهلي أعلنوا عن نواياهم في تقليد زميلهم محمد أبو تريكة والسير علي دربه منهم وائل جمعة الذي أكد رسميا تنازله عن50% من قيمة عقده مثلما فعل أبو تريكة مما زاد من أعباء نجوم الزمالك ورفع من حدة الضغوط عليهم ورفع من قوة مجلس إدارة النادي في تفاوضه معهم. ولا يعد موقف محمد أبو تريكة ورقة الضغط الوحيدة التي يعاني منها لاعبو الزمالك وإنما هناك سابقة زميلهم المهاجم المنتقل للاحتراف في تركيا في الصيف الماضي المهاجم عمرو زكي الذي تنازل هو الآخر عن50% من قيمة عقده مع الزمالك بعد توقف مسابقة الدوري وعدم اكمال المسابقة في الموسم الماضي علي خلفية مذبحة ستاد بورسعيد. والمثير أن قيمة ما تنازل عنه عمرو زكي للزمالك يقترب كثيرا من قيمة عقد محمد أبو تريكة علي اعتبار أنه اسقط من علي خزينة ناديه2 مليون و500 ألف جنيه في الوقت الذي لا يزيد عقد محمد أبو تريكة عن3 ملايين جنيه مما يزيد من الضغوط التي يتعرض لها لاعبو الزمالك خاصة وأن زميلهم السابق المحترف في تركيا يعد من أغلي اللاعبين الذين حققوا ايرادات لأنديتهم في تاريخ الكرة المصرية بداية من فريقه الأسبق إنبي الذي ربح من بيعه مليونا و750 ألف يورو عندما استغني عنه للوكوموتيف الروسي ثم الزمالك الذي رحل منه لويجان علي سبيل الإعارة. ويمر الزمالك بضائقة مالية ضخمة في الفترة الحالية وصلت لحد أن قطاع الناشئين بالكرة لا يتقاضي مدربوه رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر بالإضافة إلي كل مدربي ولاعبي الألعاب الأخري الذين لم يحصلوا علي حقوقهم منذ ما يقرب من العام الكامل ولا يملك النادي سيولة علي الإطلاق بدليل أن صفقة احمد عيد عبد الملك كادت تتوقف بعد موافقة ناديه ثم توقيع اللاعب علي عقده الرسمي مع النادي لتأخر حصوله علي مقدم التعاقد الذي لم يكن يزيد علي350 ألف جنيه. الغريب أن الزمالك حاول في بداية تفاوضه مع لاعبيه الذين تنتهي عقودهم في نهاية الموسم الحالي الخماسي أحمد حسن وصبري رحيل وأحمد جعفر وأحمد سمير وابراهيم صلاح أن يضع لهم حدا أقصي للرواتب السنوية لا تزيد عن المليون و500 ألف جنيه إلا أنهم جميعا رفضوها وتمسكوا بالحصول علي مقابل أعلي علي اعتبار أن هناك ثلاثة منهم يتقاضون مرتبات أعلي ومتساوية للمبلغ وهم أحمد جعفر وأحمد حسن وأحمد سمير بالإضافة لرغبة إبراهيم صلاح في التساوي مع أكثر من لاعب بلعب في نفس مركزه ويتجاوز راتبه ال2 مليون و500 ألف جنيه في الوقت الذي لم يزد المقابل المالي الذي ناله من الزمالك عندما انضم إليه من صفوف المنصورة في الخمسة مواسم الماضية عن المليون و500 ألف جنيه. وكانت كل محاولات الزمالك في الفترة الماضية لتخفيض عقود لاعبيه ولوضع حد أقصي للمرتبات السنوية باءت بالفشل ليس لرفض اللاعبين وإنما لأنهم فوجئوا بتراجع مجلس الإدارة عن سياساته وتعهداته معهم بألا يتجاوز أحد سقف المليون و500 ألف جنيه وهو ما تم نقضه والخروج عنه في التفاوض مع أحمد عيد عبد الملك الذي يصل راتبه السنوي في الموسم المقبل لما يقرب من ال2 مليون و500 ألف جنيه. ووصول أحمد عيد عبد الملك إلي الراتب السنوي الكبير دفع أكثر من لاعب للتمسك بتلبية النادي لكل طلباته في الفترة المقبلة أو علي الأقل المساواة بينهم جميعا وتخفيض كل المرتبات وهو ما يعد غاية في الصعوبة ومن المستحيل تمريره إلا أن موقف محمد أبوتريكة جاء ليقلب كل الموازين والحسابات ويلقي بالكرة في ملعب اللاعبين وليس عند مجلس الإدارة الذي أمسك بالورقة التي يستطيع أن يفاوض بها أو علي الأقل يبرر موقفه عند الجماهير في حالة رحيل أي لاعب أو الفشل في تجديد عقده وهو السيناريو الجديد الذي بدأ يخطط له مسئولو الزمالك وكأن تنازل محمد أبو تريكة جاء أشبه يطوق النجاة والإنقاذ للزمالك علي الأقل أمام جماهيره وبات يمتلك المبرر ليحرق نجومه. وكان الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك عاد من الإمارات أمس الأحد بعد مشاركته في الدورة الودية التي أقيمت بأبو ظبي واحتل فيها المركز الثاني بعد فوزه علي زينيت الروسي1/ صفر والخسارة من شاختار2/3 وتخلف عن الحضور مع الفريق مديره الفني البرازيلي جورفان فييرا بحجة إنهاء تجديد إقامته وأسرته في دبي في الوقت الذي أكدت فيه الشائعات أنه ينوي فسخ عقده وديا والاكتفاء بالمدة التي قضاه في المهمة خاصة وأنه لم يحدد موعد وصوله بل أكد أنها ستطول لصعوبة الإجراءات.