لم يواجه محافظ في مصر مطبات صعبة بقدر ما واجه اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان, حيث واجه الأزمات الواحدة تلو الأخري فقد كان قدر المحافظ أن يعمل في هذه المحافظة منذ عام2008 وأن يقود دفة العمل خلال أحلك الظروف التي مر بها الوطن, خاصة بعد ثورة25 يناير العظيمة,ورغم محاولات البعض مهاجمته, إلا أن طهارة يده وعفة لسانه ومواجهته للفساد في عز جبروت النظام السابق الذي حاول مرارا وتكرارا الاستيلاء علي أراض وجزر نيلية ومواقع متميزة علي ضفاف بحيرة ناصر, كانت هي خط دفاعه الأول الذي جعل القيادة السياسية تتمسك به حتي الآن. واجهناه بمشاكل المحافظة التي يضعها في الصفحة الأولي من أجندته.. وتحدث عن الحقوق النوبية والإنجازات في هذا الحوار الشامل. * في البداية ماهي أهم مشكلة تؤرق بال اللواء مصطفي السيد في محافظة أسوان ويتمني حلها سريعا؟ ** قال.. تهالك شبكة مياه الشرب والصرف الصحي وبالتالي الطرق في مدينة أسوان, فالخطوط وللأسف لم تحدث لها عملية إحلال وتجديد علي مدي30 عاما وتحتاج إلي ميزانية ضخمة, وللأسف فإن ضخ أي مياه زائدة من محطة توليد مياه جبل شيشة العملاقة يؤثر علي هذه الخطوط ويحدث الطفح في الشوارع, ومع هذا نحاول بقدر الامكانات علاج ذلك بتدبير الإعتمادات المالية وآخرها موافقة الدكتور عبد القوي خليفة وزير المرافق الذي سيزور أسوان خلال أيام علي اعتماد15 مليون جنيه بصفة عاجلة للمشروعات الملحة. * بمناسبة الصرف الصحي متي ستنتهي معاناة المواطنين مع مصرف السيل وماهو الموعد النهائي للانتهاء من مشروع رفع المياه منه؟ ** مصرف السيل هو تركة ثقيلة متراكمة منذ50 عاما والمواطنون لهم كل الحق من تضررهم منه, خاصة وإن صرف المياه المعالجة يتم في النيل, والآن وبعد هذه السنوات الطويلة التي لم يواجهه أحد خلالها هذا التلوث بدأ التشغيل التجريبي لمشروع رفع المياه المعالجة وتوصيلها إلي منطقة الغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي, وهو مشروع تكلف نحو80 مليون جنيه, وعلي مسئوليتي أطمئن ابناء أسوان إنه وفي خلال شهر لن تسقط نقطة مياه واحدة منه في نهر النيل حيث يجري حاليا تصحيح أوضاع بعض المنشآت التي فوجئت شركات التنفيذ بقيامها بالصرف الصحي علي المصرف من خلال مواسير تمتد في قاعه للأسف الشديد. * ننتقل إلي أزمة السولار.. فالسيارات تتكدس في الشوارع وتغلقها أمام محطات الوقود.. فما الحل الذي لديكم؟ ** السولار أزمة عامة علي مستوي الجمهورية وليس في أسوان فقط بسبب نقص الوارد من الكميات المخصصة للمحافظة, ولكن في الوقت نفسه ليست هناك أي مشكلة في توافر البنزين بأنواعه, ولحل أزمة السولار فيوميا يتم الإتصال والتنسيق مع وزارة البترول لمتابعة الرصيد الوارد, وقد وعد الوزير بمضاعفة الكمية في ظل كون أسوان محطة وصول وقيام للسيارات الثقيلة وأتوبيسات السياحة وأيضا سيارات النقل الداخلي وبين الأقاليم التي تعمل معظمها بالسولار. * بمناسبة الأزمات.. كيف تغلبت المحافظة علي مشاكل إسطوانات البوتاجاز و أزمة رغيف الخبز؟ ** قد يتعجب البعض عندما يعرف أن المواطنين يشتكون الآن من إزعاج موزعي الاسطوانات المتوافرة, وأستطيع القول بأن دخول الغاز الطبيعي للمدينة العاصمة قد ساهم إلي حد كبير في تلاشي هذه الأزمة التي تعاني منها محافظات كثيرة, كما أن وجود مصنع تعبئة الغاز في منطقة سلوا ووعي المواطنين في الاستهلاك والرقابة التموينية الفاعلة كان لهم دور كبير في أن تكون السلعة متوافرة, ومايقال عن البوتاجاز يقال أيضا عن رغيف الخبز الذي يحصل عليه المواطن بسهولة من خلال المخابز مباشرة. * ننتقل إلي مشكلة العمالة المؤقتة التي نظمت اعتصاما الأسبوع الماضي. ماهو الجديد عنها؟ ** أولا لابد من الاعتراف بحقوق المؤقتين في التثبيت ضمانا لمستقبلهم, فمنهم من يعمل منذ سنوات طويلة وحان وقت توفيق أوضاعهم, إذ لايعقل أن يقبض البعض منهم295 جنيها شهريا وهو متزوج ويعول أسرة. وأؤكد لهم أن حقوقهم لن تضيع, ويجب عليهم ألا يستمعوا للشائعات التي تحاول إثارتهم وهم بحق علي مستوي المسئولية ويقدرون بلدهم. وخلال الأسبوع الماضي أثبت هؤلاء الشباب أنهم مخلصون لأسوان بعد أن عادوا لأعمالهم, خاصة بعد أن سافر ممثلون عنهم علي نفقة المحافظة للقاهرة وتأكدوا من أن المرحلة الأولي للتثبيت ستبدأ في أول يوليو المقبل للعمالة المعينة مؤقتا حتي عام2009, تليها بعد ذلك المرحلة الثانية, وخلال أسبوعين ستبدأ الأوراق في التجهيز رسميا. * النوبة ملف شائك... ودخوله محفوف بالمخاطر والنوبيون لهم حقوق وليست مطالب فقط فهل هناك جديد؟ ** لايستطيع أحد أن ينكر حقوق النوبيين, وماقدموه من تضحيات لمصر, فهم نسيج الوطن وهم الذين ضحوا كثيرا من بدء إنشاء خزان أسوان والسد العالي, وقد سعيت جاهدا لعمل شيء وبدأنا في العرض علي أصحاب القرار حتي تمكنا من البداية في مشروع وادي كركر للنوبيين غير المقيمين وقت التهجير, وتسلم نحو1572 من النوبيين المساكن ضمن المرحلة الأولي المقامة علي مساحة460 فدانا في8 قري مكتملة الخدمات, حيث ستكون المرحلة الثانية لعدد ألف مسكن بخور قندي شمال أبو سمبل, وفي إطار ماقدم حتي الآن تمليك النوبيين المتضررين من بناء وتعلية الخزان الأراضي في مدينة أسوان, وطرح متخللات الأراضي في نصر النوبة للتمليك بسعر10 جنيهات للمتر وهو ماستستفيد منه آلاف الأسر. النوبة في دمنا جميعا ونحن لن نتأخر غن الوفاء بحقوقها بعد أن تعرضت للظلم كثيرا. * أخيرا هل أنت راض عن الإنجازات والأداء طوال4 سنوات حتي الآن في المحافظة؟ ** الحمد لله راض كل الرضا وضميري مرتاح تماما, فقد اجتهدت قدر الإمكانات والظروف وعملت من أجل مصر وليس لحساب نظام معين, فأنا ابن لمصر ولا أستطيع إلا أن ألبي نداء الوطن مهما كانت التحديات, وخلال هذه الفترة شهدت أسوان مولد جامعتها المستقلة, ودخل الغاز الطبيعي مساكنالمدينة العاصمة, وتم تأسيس مشروع النظافة الذي يعمل فيه1600 شاب من ابناء المحافظة بتكلفة40 مليون جنيه ومشروع النقل الداخلي. أما عن الإسكان فمشروع الصداقة الجديدة وصل إلي10656 وحدة, وجرت مراسم توزيع المرحلة الرابعة منه, ويجري حاليا تنفيذ المرحلة الخامسة, وفي الإسكان الأولي بالرعايا تم تنفيذ1784 وحدة بالإضافة إلي1084 وحدة أخري متنوعة مابين المساكن الريفية ومتضرري السيول, هذا بخلاف1800 وحدة للفئات الأكثر احتياجا بدعم مباشر من صندوق الإسكان بالمحافظة يصل إلي81 مليون جنيه وجميعها من حصيلة مشروع المحاجر, وبيع الأراضي.