شنت مجموعات من نشطاء حماية البيئة, والجمعية المصرية لحماية الطبيعة, حملة علي مواقع التواصل الاجتماعي, للاعتراض علي تعديات الدير المنحوت بمحمية وادي الريان بالفيوم, وأعلنوا تنظيمهم عدة وقفات احتجاجية أمام الدير حتي تتم إزالة تلك التعديات. حيث نظم العشرات من نشطاء لحماية البيئة, وقفة احتجاجية, أمام دير الانبا مكاريوس الاسكندري, والمعروف باسم الدير المنحوت, بمحمية وادي الريان, بمحافظة الفيوم, للاعتراض علي بناء سور خرساني عملاق بطول10.6 كيلو متر, داخل المحمية بالمخالفة لقانون المحميات الطبيعية الذي يجرم البناء بكل أشكاله بداخلها, كما أعلنوا خلال الوقفة أنهم سيستمرون في تنظيم تلك الوقفات حتي يتم هدم السور. وأكدوا أن عملية البناء المخالفة تمت داخل منطقة العيون الطبيعية, والتي تعتبر المسقاة الوحيد للحيوانات البرية بالمنطقة, الامر الذي يهدد بفناء تلك الحيوانات وإصابة الحياة الطبيعية بالمنطقة بالخلل, حيث أن العيون الطبيعية الاربعة تقع داخل حيز السور الجديد. كما قرروا تنظيم وقفة احتجاجية أخري في22 فبراير المقبل, مؤكدين أن تلك الوقفات ستكرر بصفة مستمرة حتي تتم إزالة تلك التعديات وما سموه انتهاكا للطبيعة. وصرح وزير البيئة السابق, في زيارة سابقة للدير المنحوت, بأن هناك تعديات علي المحمية في مساحة9 آلاف فدان, وأنه صدرت قرارات بإزالتها وسيتم تنفيذها, ولكن لم يتغير شيئ, وأصبحت هناك حملات منظمة علي مواقع التواصل الاجتماعي, من نشطاء لحماية البيئة, وأعضاء جمعية حماية البيئة تطالب بهدم السور وإنقاذ الطبيعة. كما أكد الدكتور خالد علم الدين, مستشار الرئيس لشئون البيئة في تصريحات سابقة أن تعديات الدير المنحوت غير مسبوقة ويجب إزالتها. وقال خالد صبحي, أحد المنظمين للوقفة الاحتجاجية, أنها ليست المرة الأولي التي ننظم فيها تلك الوقفات بل هي المرة الثانية, لنؤكد اعتراضنا التام علي إنتهاء الطبيعة التي هي ملك البشر وليس لمجموعة معينة, ولكن ما قام رهبان الدير المنحوت, ببناء هذا السور بعد قيام ثورة يناير أي منذ ما يقرب من سنتين, وذلك بالمخالفة لقانون المحميات الذي يجرم البناء عليها وقد صدرت عدة قرارات إزالة للسور ولم يتم تنفيذها, بسبب محاولة أجهزة الدولة لتهدئة الامور, و تعطيل الرهبان أي حملات إزالة تتوجه للمكان. وأشار إلي أن هذا السور العملاق بطول10.6 كيلو متر, ويحيط9 آلاف فدان داخل المحمية, يعد تدميرا للطبيعة في هذا المكان المهم, خاصة أن منطقة العيون الطبيعية تقع داخل نطاق الدير والسور العملاق, وبها أربع عيون طبيعية للمياه, تعتبر علي المسقي الوحيد للحيوانات البرية, وخاصة المنقرضة مثل الغزال المصري وثعلب الفنك, منوها بأنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية ثالثة أمام الدير في22 فبراير القادم, وسيتم تنظيم تلك الوقفات حتي يتم هدم السور تماما. وأضاف جاري جابيس, أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية, إن رهبان الدير هم من يدخلون الزوار والسائحين إلي منطقة العيون الطبيعية,التي إستولوا عليها, وهذا مخالف لكل القوانين والمنطق, بأي حق يتصرفون في المحمية منطقة العيون الطبعية كانها ملك لهم يسمحون بدخول من يريدون ويرفضون دخول آخرين, ويسجلون بيانات الزائرين كاملة, وذلك دون أية تدخلات صارمة من الدولة لتنفيذ القانون ووقف هذه المهزلة. وقد أدت هذه المخالفات علي أراضي المحمية الي نزاعات متكررة, وصلت إلي درجة الاشتباكات في بعض الأحيان بين إدارة محمية وادي الريان والرهبان, حيث ان الجدار الخرساني طويل داخل المحمية الطبيعية, مما يعوق المسار السياحي الأساسي ويمنع الكل من الوصول لمنطقة ينابيع المياه. وأكد الراهب دواد مكاريوس, المتحدث باسم الدير, إن بناء فكرة بناء السور جاءت بعد ثورة25 يناير وأحداث الانفلات الأمني التي أعقبتها, حيث تعرضنا للهجوم بالأسلحة النارية, ولذلك قررنا بناء السور لحماية أرواحنا وأنفسنا من الاعتداءات التي تكررت في فترة الانفلات الامني, مشيرا انه لم يقصد بذلك أية محاولات للاستيلاء علي أراضي المحمية أو إفساد الطبيعة في المكان. وقال دواد أن الرهبان أتوا إلي هذا المكان في الستينيات, قبل أن تكون هناك وزراة للبيئة, أويتم إعلان هذه المنطقة محمية طبيعية, مشيرا إلي أنهم لايدمروان شيئا من طبيعة المكان بل انهم يحافظون عليه ويقومون بالزراعة, حماية منطقة العيون الطبيعية. ونفي أن يكون تم منع دخول أحد السائحين أو الزوار لمنطقة العيون الطبيعية التي تقع داخل الدير, بل نحن نرحب بالجميع واللافتة علي باب الدير تؤكد ذلك رهبان الدير يرحبون بالزوار المصريين والأجانب, ولكن نقوم بتسجيل أسمائهم وأرقام هواتفهم وبطاقتهم الشخصية, كنوع من تنظيم الدخول والخروج.