تعاني أكثر من40 ألف وحدة سكنية تابعة لصندوق الإسكان الاقتصادي والحرفيين بحي الشيخ زايد بالإسماعيلية من تعديات خطيرة ألحقت الضرر البالغ بها تحت سمع وبصر المسئولين منذ عشرات السنين, الذين لم يتحركوا ويتعاملوا مع المخالفات باتخاذ الإجراءات القانونية عندما قام أصحاب الوحدات السكنية بتغيير معالمها, وحولوا الأدوار السفلي لمكاتب ومحال تجارية, واستولوا علي المساحات التي تقع أمامها, وأنشأوا حدائق بداخلها, والعبث بأسطح العقارات, وإقامة حظائر للدواجن, وحجرات صغيرة, بل هناك من ذهب لتنكيس العقار بالكامل والبناء عليه خلال الأحداث السياسية التي واكبت ثورة25 يناير, وذلك باستغلال الانفلات الأمني, وغياب الرقابة. في البداية يقول محمد العسال( موظف بالمعاش): إنه من أوائل سكان الشقق التي شيدتها وزارة التعمير في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بحي الشيخ زايد بعد حرب73 والعودة من الهجرة, وقتها فرحت من قلبي للطراز المعماري للعقارات الذي استخدم فيه حجر الدبش بشكل هندسي جميل, ومرت السنون وبدأت تظهر التعديات من استغلال قاطني الأدوار العليا لأسطح العمارات بإقامة عشش للطيور الداجنة, ووصل الأمر لاستبدالها بحجرات في مخالفة صارخة لها تأثير مباشر علي أساس العقارات, والكثير من السكان قدموا شكاوي للمسئولين, وللأسف لم يعرنا أحد منهم أي اهتمام. ويضيف غريب صابر( أعمال حرة) من سكان المنطقة الثالثة بحي الشيخ زايد, أن التجاوزات وصلت مداها عندما قام بعض السكان بعرض الشقق الخاصة بهم في الأدوار السفلي للبيع بمبالغ كبيرة, ووجدوا من يشتريها ويغير من معالمها ويحولها لمحال تجارية, ومكاتب إدارية, ومقاه بعد هدم واجهتها دون أدني اعتبار لخطورة ما فعلوه علي أساس العقارات التي بدأت تظهر بها تصدعات نتيجة ما حدث, وهذه المشكلة ليست وليدة المصادفة, وإنما حدثت في عهد محافظين سابقين غض الجهاز التنفيذي البصر في حينها عن المخالفات بعد أن لجأ المتجاوزون حينذاك لأعضاء مجلسي الشعب والشوري لكي يدعموهم ويتصدوا لأي قرارات قد تصدر ضدهم حتي أصبح الأمر واقعا ومن الصعب بل من المستحيل إعادة الشيء لأصله, وحقيقة ما نخشاه انتهاء العمر الافتراضي للعقارات السكنية ودخولنا في مرحلة الخطر التي بدأنا نشعر بها مع حدوث تشققات بالعمارات, وتهالك سلالمها, وظهور الصدأ علي أعمدتها الحديدية. ويشير عبدالله أحمد عامل بإحدي الشركات بالمنطقة الصناعية) إلي أن هناك وحدات سكنية بالأدوار الأرضية تقع في المنطقة الخلفية للشارع التجاري بالشيخ زايد استغل أصحابها التراخيص التي منحها أحد رؤساء حي ثالث السابقين منذ سنوات بإقامة حديقة صغيرة أمامها, واستثمروا مساحات الفضاء وأحاطوها في البداية بأسلاك شائكة ثم بعد ذلك شيدوا جدارا وزرعوا بداخلها أشجارا مثمرة وبعض الخضراوات باستخدام المياه العذبة في ري الحديقة, وهناك من بني بداخلها, وهذا ليس خيالا, وإنما واقع وماثل أمام أعين سكان الأدوار العليا في هذه الأماكن المخالفة وأدعوا اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية أن يتفقد بنفسه تلك المخالفات المزعجة ونترك له القرار, ونحن لا نريد سوي الحفاظ علي العقارات من أن يصيبها التلف نتيجة تشبع أساسها بالمياه, ولابد أن نفرق بين مواطن يسكن بأسرته داخل شقته, وآخر يبحث عن تحويل الوحدة السكنية لفيلا حتي يتسني له بيعها حسبما شاء. ويؤكد أسامة علي مهندس زراعي) أن منطقة الحرفيين بحي الشيخ زايد تم تشييدها منذ نحو40 عاما لشريحة المهنيين بالمجتمع الإسماعيلي, والمسكن كان يضم ثلاث غرف بالإضافة للمطبخ والحمام, وهو دور أرضي ملحق به حديقة صغيرة, ومرت السنون ولضيق يد بعض مالكيها قرروا بيعها لآخرين يمتلكون قدرات مالية عالية استغلوها في إضافة طوابق عليا بالعقارات, وهناك من قام بإزالة المسكن من علي الأرض خلال أحداث الثورة وشيد عمارة سكنية علي إجمالي المساحة في تجاوز ضربوا من خلاله عرض الحائط بالقوانين واللوائح علي خلفية أنه لن يستطيع أحد أن يحاسبهم لأن الحكومة كانت وقتها في إجازة علي حد قولهم وبالطبع تلك المخالفات لها تأثيرها علي البنية التحتية, حيث أدت لانفجار شبكات مياه الشرب والصرف الصحي, وتلف في كابلات الكهرباء التي لم تتحمل الضغط المتزايد عليها. ومن جانبه قال المهندس محمد حفني الصافي رئيس حي ثالث بالإسماعيلية: إنه تولي المسئولية منذ أشهر قليلة, ووجد تجاوزات بالعمارات السكنية مرت عليها عشرات السنين ولابد من إيجاد الحلول لها علي أرض الواقع, والحد منها للحفاظ علي الثروة العقارية التي تكلفت مبالغ طائلة من خزانة الدولة. وأضاف أنه يوجد نحو20 ألف شقة في الشيخ زايد تابعة للإسكان الاقتصادي تضاعفت المخالفات بالبعض منها مع أحداث الثورة بشكل غير طبيعي يدعو للأسف نحو سلوك سوف يضر بكل من تجاوز في حق باقي السكان الملتزمين بالإقامة المعتدلة في الشقق التي يعيشون بها منذ قرابة الأربعين عاما. وأشار رئيس حي ثالث بالإسماعيلية إلي أن هناك أزمة ضمير ولدينا أكثر من200 قرار إزالة أسوار وشرفات ومبان مخالفة, لكن ننتظر التنسيق مع رجال الشرطة للقيام بحملات مكثفة لتنفيذها لإعادة الشيء لأصله, وهدفنا المصلحة العامة للمواطنين, والقضاء علي الفساد والمحسوبية, والاستفادة من مكتسبات ثورة25 يناير. وأوضح أن مساكن منطقة الحرفيين هناك قرار صدر قبل سبع سنوات بالسماح لأصحابها بالتعلية لثلاثة أدوار بعد الحصول علي ترخيص من الإدارة الهندسية بالحي مقابل سداد رسوم مالية توجه لإصلاح البنية التحتية, لكن هناك من تجاوز ونحن نعلم ذلك جيدا, وسوف نحرر لهم قرارات إزالة ماداموا قد خالفوا القانون.