تابعت مع الكثيرين نفي المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي لما نسب إليه بشأن دولة الإمارات وتأكيد الرجل أنه لم يقل شيئا يتعلق بأي أطماع لها في مصر ولا في قناة السويس و أن ما تناولته مواقع إخبارية وصحف ومجلات مصرية وعربية ما هو إلا محض مزاعم وافتراءات. وتذكرت علي الفور ما قادتنا إليه الحروب السياسية التي لا تستند إلي عقل ولا منطق خاصة استخدام أسلحة إعلامية محظورة تطول شظاياها الجميع بل تصيب من يتابعها بتشوهات فكرية وتقتل الحقيقة حيث لا يهتم كل فريق إلا بما يصب في مصلحته السياسية أو ما يخدم قضيته دون النظر إلي ما يعود علي الوطن من أضرار. باختصار شهدت الأيام الماضية حربا شرسة أبطالها يتعاملون بقناع ويتحركون من خلف ستار يروجون لتصريحات منسوبة للمفكر الأمريكي تشير إلي أن تشومسكي قال في ندوة بجامعة كولومبيا الأمريكية, إن مصر تواجه ظروفا صعبة خصوصا دعم بعض الدول العربية لبعض العناصر المعارضة لنظامها السياسي وأن هناك أسبابا تجعل دولة مثل الإمارات تعادي نظام الرئيس مرسي و تدعم معارضيه منها تطوير إقليم قناة السويس الذي يتبناه الرئيس وأنه سيصبح أكبر كارثة علي الاقتصاد الاماراتي. وبمجرد التوصل إلي صيغة هذا الكلام التي تواكبت مع القبض علي عدد من المصريين في دبي تحركت ميليشيات الكترونية و صحفية وتليفزيونية للترويج لتلك الكلمات المزعومة وأخذ الكثيرون يرددون هذا الكلام دون مراعاة قواعد إعلامية أو مهنية حتي جاءتهم الصفعة من صاحب الواقعة المزعومة التي نسفت التصريحات ذاتها وأكدت أن الندوة التي نقلوا عنها التصريحات كانت مجرد أضغاث أحلام. وهذا الموقف يقودنا إلي ما يقوم به كثير من المجاهدين والثوار علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك وتويتر من اختلاق وقائع لا أساس لها والدخول في معارك حولها ويحاول كل طرف من أطراف المعركة السياسية في الشارع المصري حسم المعركة لصالحه بإلحاق المزيد من الاتهامات والأكاذيب والادعاءات بالطرف الآخر دون مراعاة لأي أصول للمنافسة الشريفة أو مراعاة صالح الأشخاص أو المجتمع ككل للدرجة التي تجعل أي عاقل يرصد أن المتلاعبين بالوطن يشوهون وجه الوطن بألعابهم النارية الصبيانية الوهمية الكاذبة. المؤسف أن تلك الافتراءات والأكاذيب لا تتوقف عند حدود الاعتداء الآثم علي أشخاص لها احترامها مثل تشومسكي أو هيكل أو زويل وإنما تلصق أحيانا ببعض صانعي القرار وأخري بمحركي العرائس علي مسرح المد والجزر السياسي الذي يصيب الشارع بحالة من الهياج وتكون مرتبطة بأرقام واحصاءات لا علاقة لها بالواقع وإذا حاول طرف تصحيح تلك الاحصاءات لاحقته وطاردته اتهامات بتشويه الحقيقة التي لا يعرف أحد الطريق إليها في مصر الآن. وأقول لأطراف اللعبة السياسية بمصر: كفاكم عبثا وانظروا إلي المستقبل بعين الاتفاق لأننا مللنا حروب المعلومات المغلوطة فيما بينكم, لأن شظاياها تحرق وجوهنا فقط, أما وجوهكم فتحميها أقنعة الكذب السياسي.