إجرام في التوك توك

لم تكن شادية تعلم أن ذهابها لشراء الطعام لزوجها وأولادها سيقلب حياتها رأسا علي عقب‏,‏ ولم تدرك أن استقلالها توك توك في ذاك اليوم لن يمر كحدث روتيني‏,‏ كما اعتادت يوميا‏.‏ فبعد ركوبها التوك توك كما قالت شادية أمام رجال المباحث‏:‏ طلبت من السائق توصيلها إلي سوق منطقة كرداسة‏,‏ لشراء مستلزمات الطعام‏..‏ في بادئ الأمر أبدي السائق احتراما فائقا‏,‏ لكن المشهد سرعان ما تحول إلي مشهد مغازلة‏.‏
بدأ ينظر إليها نظرات مريبة‏,‏ وبدلا من أن يكمل الطريق إلي السوق‏,‏ غير مساره بشكل مفاجئ وسلك طريقا شبه مقطوع وخال من الناس‏,‏ استغربت شادية هذا التصرف وسألت السائق عن سبب تغيير الطريق‏,‏ فزعم لها أنه أراد توفير المسافة من هذا الطريق لأنه مختصر‏,‏ وبدأ يتحدث معها بكلام غير أخلاقي‏,‏ ويزيد من سرعته‏.‏
في هذه اللحظة أيقنت شادية أنها في حالة اختطاف‏,‏ لكنها لم تستطع دفع القدر الذي وقع عليها فجأة‏,‏ فراحت تصرخ وتطلب منه التوقف‏,‏ وحاولت القفز من التوك توك‏.‏
غير أن السائق أشهر مطواة ووضعها علي رقبتها‏,‏ وهددها بالقتل إن لم تمتثل لطلبه‏,‏ وراحت تبكي وتتوسل إليه‏,‏ لكنه لم يأبه لكلامها وتوسلاتها‏,‏ وضربها علي رأسها‏.‏
هذا آخر ما مر في مخيلة شادية قبل أن تدخل في حالة إغماء استيقظت بعدها لتجد نفسها في منزل مهجور وسط الزراعات‏,‏ لا تعرف مكانه‏,‏ وشعرت بشيء غريب يحدث لها لتفاجأ بأحد الشباب يتحسس مفاتن جسدها‏,‏ فصرخت بصوت عال ونهرته بشدة‏,‏ لكنه صفعها علي وجهها وطلب معاشرتها‏,‏ ولما رفضت وقاومته بكل ما أوتيت من قوة‏,‏ عند ذلك قام بالنداء علي زملائه الذين قاموا بتقييد يديها وتكميم فمها بالقوة‏.‏
وبدأوا الثلاثة كما الوحوش المفترسة يجردونها من ملابسها‏,‏ ولم يرحموا بكاءها ونظرات عينيها التي تتوسل إليهم أن يرحموها‏,‏ وتناوبوا اغتصابها بكل قسوة‏,‏ من دون رحمة لمدة‏4‏ ساعات متصلة‏,‏ وتركوها في حالة إعياء شديدة ولاذوا بالفرار‏.‏
حاولت الضحية السير إلي أن خرجت إلي الطريق العمومي‏,‏ ووجدت سيارة فاستنجدت برجل وزوجته وأخبرتهما أنها تعرضت للاختطاف‏,‏ وطلبت منهما توصيلها إلي مركز شرطة كرداسة‏.‏
وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث‏,‏ بورود بلاغ من شادية‏(28‏ سنة‏)‏ يفيد بقيام سائق توك توك باختطافها في أثناء ذهابها إلي سوق كرداسة لشراء طعام‏,‏ واحتجازها في منزل مهجور وسط الزراعات‏,‏ وتناوب اغتصابها و‏3‏ أشخاص آخرين‏.‏
وأضافت المجني عليها أمام اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة‏,‏ والمقدم ضياء الدين رفعت رئيس مباحث كرداسة أنها تقيم برفقة زوجها الذي يعمل خفيرا خصوصيا في مزرعة علي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي‏,‏ واستقلت توك توك بمفردها لشراء بعض مستلزمات الطعام من سوق أبورواش إلا أنها فوجئت بالسائق يشهر مطواة في وجهها‏,‏ ثم احتجزها في منزل تحت الإنشاء واعتدي عليها بصحبة‏3‏ من أصدقائه‏.‏
وأمام اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث أدلت المجني عليها بمواصفات الجناة‏,‏ فأمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد مجدي عبدالعال رئيس مباحث قطاع أكتوبر لتحديد المتهمين والقبض عليهم‏.‏

رابط دائم :