لايزال حي الشرابية بالقاهرة يعاني من البناء المستمر المخالف للقانون.. حيث أصبح أقدم الأحياء الشعبية في العاصمة محاصرا من عدد كبير من العقارات السكنية والمحلات التجارية المخالفة دون ان يحرك الحي ساكنا.. ورغم تقديم العديد من البلاغات حول هذه المخالفات إلا ان الحي لا يتحرك بل ان رئيس الحي لم يقم بزيارة واحدة منذ ثورة25 يناير وتشهد علي ذلك تلال مخلفات المباني التي تنتشر علي جانبي طريق الشركات. وفي جولة داخل الحي وجدت كثيرا من المباني المخالفة والتي تحولت تدريجيا لمناطق عشوائية أفسدت معالم تخطيط المنطقة بالكامل.. وهناك التقيت بهناء عبدالفتاح ربة منزل والتي تسكن بأحد العقارات المخالفة.. حيث أبدت تخوفها من سقوط العمارة التي تسكن فيها لان العقار بني اربعة ادوار زائدة علي المبني الاصلي والذي يتكون من ثلاثة ادوار وتؤكد أنها والسكان تقدموا ببلاغات وشكاوي لرئيس الحي ولكن يبدو ان مالك العقار له عقارات كثيرة وكلها مخالفة وله من يسنده داخل الحي. واضافت ان حي الشرابية لا توجد به فقط المباني المخالفة ولكن ايضا القمامة التي تتراكم واتزداد يوميا كما ان معظم العقارات تقوم بتجميع القمامة الخاصة بها وتلقي بها علي جانب الطريق دون أن يأتي عمال النظافة إلا في مناطق محددة. ويشير أحمد عبدالجوادطالب في كلية حقوق ان الحي يعاني من الانفلات الامني والمقاهي التي تستولي علي نصف حي الشرابية واعمدة النور المطفأة دائما والشوارع غير الممهدة والميكروباصات التي تستحوذ علي شارع كامل في الحي وبدون ترخيص وكل هذا ولم يأت أحد من المسئولين لحل هذه المشاكل. ويؤكد نادر نبيل طالب في معهد ألسن ان مشاكل الحي زادت في ظل الانفلات الامني حيث تقام الافراح بالشوارع مع ضرب خرطوش وتهديد السكان حتي الفجر وأثناء جولتي في الحي وجدت كثيرا من المقاهي والتي يصل عددها في مكان واحد إلي17 مقهي تستولي علي كل شوارع الحي بل وتغلقها تماما اثناء مباريات كرة القدم. وهناك قابلت مالك احد هذه المقاهي وهو المعلم سيد صبحي والذي قال ان المقاهي وجودها يعتبر شيئا عاديا في المناطق الشعبية ولكنها لا تؤذي المارة أو تزعج احدا كما انه اثناء مباريات الكرة الشباب كلهم والرجال يأتون للمقهي لمشاهدة المباريات لان المقاهي تبث القنوات الخاصة التي تذاع عليها المباريات المشفرة. من جانبه أكد اللواء محمد سيد عوف رئيس حي الشرابية انه يقوم بجولة يومية في الحي قبل ذهابه لمكتبه الخاص حيث يصل مكتبه في الساعة12 ظهرا بسبب هذه الجولة ودائما يلتف حوله سكان المنطقة لحل مشكلاتهم مضيفا ان الحي بالفعل قام بازالة كثير من العقارات المخالفة ولا يوجد إلا قليل نافيا وجود أي ورش أو محلات تجارية مخالفة مشيرا إلي انه توجد حملات دائمة لتجميع القمامة من المناطق كما أنه اثناء جولته في النهار يجد ان اصحاب المقاهي يلتزمون بالتعليمات ولا بزعجون أحدا. ويؤكد عوف ان شارع رياض غالي الذي يعج بالميكروباصات يتم تنظيمها علي جانب واحد من الطريق حيث يتم إرسال دورية المرور لمتابعة الحال يوميا. واما بالنسبة لمشكلة الباعة الجائلين في نفق ايديال ونفق فيكتوريا فيقول عوف انه دائما يقوم بحملات مرورية البلدية في هذه المناطق وتقوم بالقبض علي الباعة الجائلين ومصادرة بضائعهم ولكن دون جدوي فبمجرد مغادرة هذه الحملات المنطقة يرجع اليها الباعة الجائلون مرة اخري مؤكدا ان هذا يرجع إلي ان شرطة المرافق لم تقم بواجبها. وتتحدي المباني والورش المخالفة كلام رئيس الحي حيث قام أحد سكان بلوك26 بمساكن إيديال بإقامة مقهي تحت منزله وقام بتوصيل الغاز الطبيعي بمخالفة صارخة دون أن يتحرك المسئولون, وبجواره أقام ساكن مدخل3 ورشة ميكانيكا سيارات مواجهة لمنزل كوبري أبو وافية, والعجيب كما يقول السكان أن هذه المحلات تقع خلف جمعية تعاونية علي مساحة البلوك بالكامل.. ويقول مصطفي حمادة موظف أن منطقة السوق تعج بالمقاهي التي تزعج السكان ليلا بخلاف دخان الشيشة المتصاعد طوال اليوم. وتضيف الحاجة سميرة حسن أنه بجوار مدرسة بلال الابتدائية مقهي علي مساحة25 مترا مربعا قام صاحبها بالاستيلاء علي المساحة المواجهة للمدرسة ليضع فيها كراسي المقهي, بل وأخذ جزءا من الشارع الجانبي في المساكن المجاورة وأغلقه تماما لصالح المقهي, وأضافت أن الناحية الخلفية للمدرسة بجوارها مقهي شمالي وأخر جنوبي يستوليان علي المدرسة ايضا من ناحية دخول التلاميذ لتصبح المدرسة محاطة بثلاث مقاة تتصاعد منها أدخنة الشيشة طوال الليل, إضافة إلي تشغيل التليفزيون بصوت عال جدا يزعج السكان في البلوك المواجه للمدرسة. وأكد العديد من السكان ان الشكاوي تذهب أدراج الرياح, حتي إن نقطة الشرطة المجاورة لا تحرر بلاغات وتطلب من الشاكين الذهاب إلي الحي. رابط دائم :