كنت لا أنوي الكتابة مرة أخري عن مهرجانات السينما المصرية الكثيرة التي أصبحت بلاهوية ولكن ماشاهدته مؤخرا في مركز الابداع بالاوبرا خلال افتتاح الدورة الثانية لمهرجان كام للافلام التسجيلية والقصيرة اثارني بشكل كان معه السكوت مستحيلا لقد تحول حفل الافتتاح الذي شهده( مع الاسف) وزير الثقافة وتحدث خلاله عن هوية مصر الثقافية التي لن تقدر علي تغييرها الي تيارات الي فصل من مسرحية كوميدية أو بمعني أدق هزلية فلا اتباع للقواعد المتعارف عليها في افتتاح المهرجانات الدولية والمحلية ولا احترام للضيوف أو المكرمين ولا لوجود الوزير نفسه واعترافه بهذا الحضور بأهمية المهرجان حيث صعد رئيس المهرجان ومنظمه ومخرج الحفل قبل وزير الثقافة الذي يفترض انه راعي المهرجان والثقافة كلها باختصار شديد تحولت القاعة التي استضافت الافتتاح الي سويقة وكان المسرح سبيلا يصعد اليه اي مخلوق بمعني او غير معني واختلط فيه الحابل بالنابل ومما زاد الطين بلة اعتذار مذيعة الحفل هند القاضي عن عدم الحضور والاستعانة بمذيعة مغمورة لا احد يعرف جابوها منين وقد تكرمت المذيعة بإجراء مذبحة للغة العربية التي من المفروض انها لغتها الاولي ورمز ثقافتنا جميعا ووضح انها بجانب جهلها باللغة العربية ومخارج الالفاظ فهي ايضا جاهلة بأبسط القواعد السينمائية والمصطلحات الفنية وقد تمادت في الاخطاء حتي انها دعت الفنان مهندس الديكور الراحل صلاح مرعي لتسلم جائزته رغم انه رحل عن عالمنا منذ اكثر من عامين وطبيعي ان يجرنا هذا الافتتاح الغريب مرة اخري الي مطالبة المسئولين بوزارة الثقافة وكل مسئول له علاقة بالموضوع بوضع رقابة صارمة علي مثل هذه المهرجانات التي لا أجد لها تسمية أوقع من مهرجانات بير السلم تشبها بمصانع بير السلم التي غمرت الأسواق بالبضائع المضروبة وفقا للقواعد الدولية المتعارف عليها لان هذه المهرجانات حتي ولو كانت محلية فإن اخبارها تتسرب للخارج وبالتالي فهي تسيء لسمعة مصر الفنية والثقافية واذا كنا نتحدث عن أن هوية مصر الثقافية لايمكن ان تتأثر بأية مؤثرات مهما كانت فعلينا ان نتحرك لوقف هذه المهازل التي ترتكب باسم السينما ومهرجاناتها حتي نظل محافظين علي سمعتنا الثقافية بين دول العالم