انتهت معركة الدستور بنتيجة تصل إلي64% لمن قالوا نعم مقابل36% لمن قالوا لا حسب المؤشرات النهائية التي ينتظر إعلانها بشكل رسمي خلال ساعات تمهيدا لبدء العمل بهذا الدستور الجديد. وبعيدا عن موقفي الشخصي الرافض للدستور- قبل التصويت عليه- فإن الديمقراطية تلزمني أن أتطلع مع الأغلبية إلي المرحلة المقبلة مهما تكن الظروف والملابسات التي جري في ظلالها الاستفتاء والتي شملت دعاوي التلاعب في إرادة الناخبين ومزاعم بتزوير وصف بالفاضح في بعض اللجان الانتخابية أو ما تردد عن خداع الشعب تحت مسمي الإشراف القضائي المفقود. ويعنيني أن تتحول الشعارات التي استخدمها الداعون للموافقة علي الدستور إلي واقع فعلي وليس مجرد كلام خصوصا أن المرحلة الماضية شهدت العديد من التناقضات التي وصلت إلي حد الاتهام بالكذب مع التأكيد علي أن كل من رفضوا الدستور حتما سوف يتبرأون من أي سلبيات قد تترتب علي تطبيقه ولكنهم سيتبعون الفكر الديمقراطي ليتابعوا عجلة الإنتاج التي قال المؤيدون للدستور إنها ستدور ببنزين نعم وينتظرون أجواء الاستقرار والتخلص من الانفلات وتعافي الاقتصاد من كبوته وبدء جني ثمار النهضة التي يروج لها مجاهدو الاستقرار. وفي سبيل ذلك فإن المرحلة المقبلة ينبغي أن تكون دون كذب ولا مراوغة ولا لعبة السبع ورقات فلا يعنينا أن يكون رئيس الوزراء من الإخوان أو أعضاء الحكومة من الحرية والعدالة ومن يحالفهم أو تستمر أغلبية الشوري معهم بالاستكمال الديكوري أو يكون مجلس النواب عامرا بكثرتهم فكل ذلك لا يضايق من رفضوا الدستور ولن أسميه إقصاء للتيارات الأخري ولا القوي الوطنية المشاركة في المجتمع المهم أن يعملوا وينتجوا ونري بلدنا يتحرك للأمام بدون فكر جاهلي ولا تراجع ولا سقوط في وحل المتناقضات أو مستنقع الادعاءات ولا أوهام التمكين ولا حتي حقيقة الحاكم الفرد. وأتمني ألا يتعامل النظام الحاكم مع فترة الستين يوما القادمة كتعامله مع التصويت علي الدستور وأن تكون مناقشات مجلس الشوري للقوانين الضرورية واللازمة لتطبيق الدستور لا عاجلة ولا مستعجلة ولكن بتأن لا يجعل المجلس في مرمي النيران والاتهامات فالقوانين المكملة للدستور في غاية الأهمية خاصة وأن الكثير من مواده تتضمن عبارة بما ينظمه القانون ولذلك أدعو من يريدون التوقف عند حدود أن ثلثي الشعب المصري لم يشارك في الانتخابات وأن هذا الدستور لا يعبر عن المصريين وأن نسبة التصويت لا تكفي وأنه لابد من استمرار الكفاح لإسقاط الدستور أن يتعاملوا مع الواقع بحلوه ومره وميليشياته ودمويته من أجل مصر التي يعرف قسوة العيش فيها الآن من هم علي استعداد لارتكاب أي جريمة من أجل لقمة العيش التي تسد جوعهم المنتظر. والانهيار كل الانهيار سيكون في إصرار فئة علي الكذب والمراوغة والخداع البصري وأخري في البحث عن ظلال كرسي السلطة والحكم في اليقظة والمنام وكلاهما لن يعرفه المواطن الجائع!!