يقول الفلاسفة إن المواقع التي يحتلها الصديق والعدو في حياتنا ليست ثابتة, وإنما تتبدل بشكل مستمر.. وليست السياسة وحدها هي التي تقر مبدأ أنه لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة, وإنما مصالح دائمة, وإنما الرياضة أيضا, بل كل مجالات الحياة. والمؤكد أننا لا نستطيع أن نضمن ثبات الصداقة, كما أنه ليس في وسعنا أن نكره الآخرين علي صداقتنا إلي الأبد, فقد ينقلب الصديق الحميم إلي عدو لدود, والعدو اللدود إلي صديق حميم بعد أن تصل المصالح والأهداف إلي مفترق طرق! فمن يصدق أن جماهير الأهلي التي طالما حملت حسام حسن علي الأعناق وجعلت منه بطلا تاريخيا وهتفت له ونصرته ظالما ومظلوما تنقلب عليه وتسبه بما يكره, لمجرد أنه أجبر علي اختيار طريق آخر غير طريق الأهلي لاعبا ومدربا.. وهل الحب والصداقة والتقدير والاعتراف بالانجاز والإبداع يرتبط بالوجود في الأهلي فقط؟! أدرك أن جماهير الأهلي ليست القلة المتعصبة ولا حتي الآلاف التي زحفت إلي ستاد القاهرة الدولي في قمة الكرة المصرية أمام الزمالك, وإنما هناك الملايين الذين يحفظون لحسام حسن قدره ويقدرون ما قدمه للأهلي بالقدر نفسه الذي يدركون فيه أن الأهلي يعطي أبناءه ويقدمهم نجوما للمجتمع, ولكن كان من الصعب علي حسام حسن بما هو معروف عنه من حساسية تصل إلي حد العصبية أن يسمع من جماهير الأهلي ما لا يحبه ويرضاه, وإن كان هذا لا يبرر ما فعله! حسام حسن ومن قبله عصام الحضري, دليل لا يقبل الشك حول أنه في الرياضة أيضا لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وإنما مصالح دائمة, لأن الموقف بلا شك كان سيختلف لو أن حسام حسن قبل قرار المعاش المبكر مثل غيره وفضل البقاء في الجنة, وكان الآن هو الذي يقود الأهلي كمدرب بدلا من حسام البدري.. وإذا كانوا الآن يرفضون عودة الحضري تحت دعاوي الهروب من المعركة.. فماذا يقولون في حسام حسن.. هل كان مطلوبا منه أن يوقف تاريخه بيده ويستسلم للواقع ويحرم نفسه وجماهيره مما حققه مع الأندية التي لعب لها وعلي رأسها الزمالك وبالتبعية المنتخب الوطني؟.. وهل يستحق الذبح لأنه حاول ونجح؟! [email protected]