لم يقتنع بالرزق الحلال الذي يأتي له ويعينه علي العيش حياة كريمة بعد أن افتتح مكتبا للتصميم الهندسي وحقق من ورائه مكاسب عديدة ولعب الشيطان برأسه واستخدم مهارته في التعامل مع المحولات الكهربائية للتحول منها لصناعة الأسلحة المحلية داخل ورشة سرية أقامها في الطابق السفلي الذي يمتلكه وفي غضون أشهر قليلة أصبح من المشهورين في تجارة السلاح والطلقات النارية, وتوافد عليه الخارجون علي القانون لشراء احتياجاتهم منها لاستخدامها في الجرائم التي يرتكبونها وامتلأت جيوبه بالمال الحرام حتي سقط في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية وتحرر المحضر اللازم له وأحيل للنيابة العامة التي باشرت معه التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي إخطارا من اللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي يفيد بتردد بعض الأشخاص الغرباء وأرباب السوابق علي مكتب هندسي في منطقة حي السلام للحصول علي الأسلحة المحلية الأمر يمثل ظاهرة إجرامية تستوجب ملاحقتها والكشف عن هوية من يتاجر بها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد فوزي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والرائد أحمد الصغير رئيس مباحث قسم ثان ودلت التحريات أن أحمد إسماعيل35 سنة وشهرتهالمهندس يسكن في شارع عتاقة بمنطقة البلابسة وهو خريج أحد المعاهد الهندسية أنشأ داخل العقار الذي يمتلكه ورشة لتصنيع الأسلحة المحلية بمختلف أنواعها وتحويل طبنجات الصوت إلي مسدسات حقيقية وأضافت التحريات أن المتهم استخدم مكتبه الهندسي ستارا لمزاولة نشاطه الخطير علي الأمن العام والذي بدأ العمل فيه بالتزامن مع أحداث الثورة وظهور فئة جديدة من الخارجين عن القانون الذين يهتمون بشراء الأسلحة أو من يرغبون في اقتنائها للدفاع عن أنفسهم وخلال أشهر ذاع صيت تاجر الأسلحة المحلية وتعدي نطاق المحافظة وأصبح عملائه يترددون عليه من المحافظات المجاورة للحصول علي فرد الخرطوش وطلقاته النارية نظير مبالغ تبدأ من500 حتي ألفين جنيه حسب الخامة المصنوع منها وأشارت التحريات إلي أن المتهم يرتبط بعلاقات حميمة مع أرباب السوابق الذين يساعدونه في لترويج بضاعته التي حقق من ورائها أرباحا مالية طائلة دفعته لشراء العقارات والسيارات وتحولت حال من مصمم هندسي يكسب قوته بعرق جبينه مقابل مبالغ مالية محدودة إلي تاجر مشهور يبيع الأسلحة بالقيمة التي يحددها لزبائنه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد النقباء جمال عمارة ومحمد وائل وشريف بلبولة وأنور القاضي معاونون مباحث قسم ثان خطة أمنية محكمة للقبض علي تاجر السلاح بعد مراقبة تحركاته والاشخاص الذين يترددون عليه وتجنيد مصادر سرية لتحديد مكان تصنيع الأسلحة وعندما حانت ساعة الصفر توجهت قوة نحو مسكنه وتمت مداهمته وعثروا علي الورشة الخاصة به بالطابق السفلي بالعقار الذي يمتلكه ووجدوا بداخلها ثلاث طبنجات وفرد خرطوش ومواسير لتصنيع السلاح والبنادق وأجهزة قياس ودبشك ومقابض طبنجات وخزن وكيس للبارود يعد من خلاله طلقات الخرطوش واقتيد أحمد الشهير بالمهندس لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للمضبوطات وسط حالة من الحزن انتابته علي ضياع مستقبله, وبإحالته إلي أكرم أبو اليزيد مدير نيابة ثان أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد ومصادرة المضبوطات.