استجاب الرئيس العراقي جلال الطالباني للعلاج أمس بعد إصابته بجلطة دماغية اثارت المخاوف من نشوب معركة لخلافة الزعيم الكردي الذي يقوم بدور الوسيط بين الفصائل العراقية المتنافسة. وفي تصريحات لرويترز قال نجم الدين كريم محافظ كركوك وهو أيضا طبيب إن الطالباني أبدي استجابة. يظهر علامات واضحة علي التحسن. وكان الرئيس العراقي قد نقل إلي المستشفي الاثنين الماضي ودخل وحدة الرعاية المركزة وهو يخضع لإشراف فريق من الأخصائيين منهم أطباء من المانيا التي تلقي فيها علاجا من قبل. وينص الدستور العراقي علي أن ينتخب البرلمان رئيسا جديدا إذا أصبح المنصب شاغرا. ويدعو اتفاق تقاسم السلطة في العراق إلي أن يكون الرئيس كرديا مع وجود نائبين أحدهما سني والآخر شيعي. وظل الطالباني الذي ظل يكافح سنوات من اجل حقوق الأكراد يمارس العمل السياسي بعد أن مر بحروب واقتتال في كردستان العراق كما اضطر للعيش في الخارج لفترة قبل أن يصبح أول رئيس كردي للبلاد بعد بضع سنوات من غزو عام2003 والذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. ومنذ ذلك الحين كان له دور محوري في التعامل مع الاضطرابات السياسية التي تندلع من حين لآخر في حكومة تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد الذين يديرون ايضا اقليمهم شبه المستقل في الشمال. وقال المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي ان الطالباني كردي لكنه قريب من الشيعة والسنة وانه لاعب اقليمي بالغ الأهمية في ايجاد حالة من التوازن. لكن في اشارة مبكرة إلي أن أي خلافة مستقبلية ستتسم بالفوضوية علي الأرجح, حيث اشار زعماء سياسيون بارزون من السنة الي انهم ربما يدفعون بمرشح للرئاسة في تحد للأكراد. وقال زعيم سني في كتلة العراقية بعض الزعماء السنة سيسرعون لمحاولة الحصول علي هذا المنصب... لكن اي شخص لديه قدر من التعقل يعرف انهم لن يحصلوا عليه في النهاية. ومنذ سقوط صدام وصعود الأغلبية الشيعية الي السلطة عبر صناديق الاقتراع يشعر كثير من العراقيين السنة بالتهميش خاصة في ظل حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وقال محللون سياسيون أكراد ان رئيس وزراء كردستان السابق برهم صالح هو المرشح الاوفر حظا لخلافة الطالباني. لكن خروج الطالباني من المشهد قد يؤدي ايضا الي صراع داخلي في اقليم كردستان حيث يقتسم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الطالباني السلطة مع منافسه الحزب الديمقراطي الكردستاني.