عادت الحركة إلي طبيعتها وساد الهدوء محيط قسم شرطة الدقي بالجيزة، بعد أن غادر وزير الداخلية ليلة أمس مقر القسم عقب اجتماع عقده مع قيادات وضباط الجيزة، لبحث سبل تأمين المنشآت العامة والخاصة والشوارع في ظل أجواء سياسية واعتداءات متكررة، بسبب الخلافات السياسية، وتم فتح شارع التحرير المجاور للقسم وإعادة الحركة المرورية فيه بشكل طبيعي من جديد، بعد إغلاقه لأكثر من 3 ساعات تقريبا. ومن جانبه، نفي مصدر أمني بوزارة الداخلية، ما نشره الموقع الالكتروني لإحدى الصحف من تصريحات منسوبة للواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، خلال اجتماعه بمساعديه حول تدخلات مؤسسة الرئاسة في عمل الأجهزة الأمنية بالداخلية والضغط عليها، بما يحول منع أجهزة الوزارة من مواجهة الإرهاب وضبط الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وأوضح المصدر أن تلك المعلومات ليس لها أي أساس من الصحة، وتعد شائعات مغرضة تستهدف استقرار وأمن البلاد. بدأت نيابة الدقي تحقيقاتها في أحداث اقتحام مقر حزب الوفد وتهشيم عدد من سيارات الصحفيين. واستمعت إلي الضباط والمجندين المصابين وطلبت تحريات رجال المباحث حول الواقعة وتحديد مرتكبيها. وانتقل المستشار محمد ذكري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة وشريف توفيق رئيس نيابة الدقي وفريق من النيابة العامة لمعاينة مقر الوفد وحصر التلفيات، كما عثرت علي فوارغ طلقات. وكان المستشار طلعت عبدالله النائب العام، قد أصدر تعليماته لأعضاء النيابة بسرعة إجراء التحقيقات واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في الهجوم الذي تعرض له حزب الوفد ومعرفة المتسبب في عملية الاقتحام لسرعة تقديمه لمحاكمة عاجلة. واستمعت النيابة أمس لأقوال محمد فؤاد سكرتير عام حزب الوفد، وقرر أنه فوجئ أثناء وجوده بالحزب في نحو الساعة التاسعة ونصف مساء بقيام عدد من أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل متجمعين أمام الباب الرئيسي للحزب ورددوا بعض الهتافات، وعندما فشلوا في اقتحام المقر لكثافة الوجود الأمني أمام الباب الرئيسي شاهد عددا منهم يتسلق السور الحديدي للحزب من الباب الخلفي وقاموا بإطلاق أعيرة خرطوش علي زجاج المقر وشماريخ نارية وكسروا عددا من السيارات ولاذوا بالفرار. وقد حضر اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية إلي قسم الدقي علي رأس قوة أمنية، بعد صلاة المغرب، لمتابعة الأحداث، وتبين من تحريات اللواءين كمال الدالي مدير الادارة العامة للمباحث ونائبه طارق الجزار، ووردت معلومات تفيد بقيام عدد من المعتصمين أمام مدينة الانتاج الإعلامي والمنتمين للتيارات الإسلامية بتجمعهم في ميدان لبنان لاقتحام مقر التيار الشعبي، فتم تعيين 4 تشكيلات أمن مركزي تحت قيادة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة والعميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال، وعندما فشلوا في الاقتحام توجهوا إلي مقر حزب الوفد بعد تلقيهم اتصالا هاتفيا جار تحديد مصدره. كما استمعت النيابة لأقوال ثلاثة شهود عيان للواقعة هم: خالد محمد 24 سنة مدرس عضو بالحزب، وقرر أنه تعرف علي أحد الجناة المشاركين في عملية الاقتحام ويدعي محمد أحمد البكري زميله في العمل بشركة كمبيوتر ومقيم مدينة نصر، وممدوح عبدالحميد 46 سنة تاجر، ومحمد مجدي 25 سنة حاصل علي دبلوم صنايع. وقرروا أن الجناة من أنصار أبوإسماعيل ورددوا هتافات ضد وزارة الداخلية لتقاعسها عن حماية الشيخ أحمد المحلاوي بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وإنهم اقتحموا مقر الوفد من شارع عبدالرحيم صبري وعندما شاهدوا قوات الأمن المركزي تقف اصطفافا لغلق الشارع لتأمين المقر، وقاموا بإطلاق الطوب والشماريخ وأعيرة خرطوش، وتبين من فحص العقيد درويش حسين مفتش مباحث الشمال، والمقدمين أحمد الوتيدي رئيس مباحث الدقي، وعمرو السعودي رئيس مباحث الوراق، والمقدم محمد مختار، أن الجناة أطلقوا علي رجال الشرطة عبوات محلية الصنع تحوي مواد متفجرة وقطعا حديدية، وقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لإبعادهم ومنعهم من مواصلة التعدي.