آية طفلة صغيرة وهي اسم علي مسمي, آية في الرقة وآية في الجمال كأنها ملاك يمشي علي الأرض, نشأت آية في كنف والديها بإحدي قري مركز سوهاج حيث كانا يغمرانها بحب جارف وعطف كبير.. لم يكن يخطر علي بال الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات ما يخفيه لها القدر, وأنها ستكون في يوم من الأيام ضحية جريمة بشعة علي يد أقرب الناس إليها. كانت البداية تصاعد الخلافات بين والد الطفلة فوزي وأخيه غير الشقيق محمود19 سنة والذي ضاق ذرعا بنصائح أخيه الأكبر بضرورة البحث عن فرصة عمل تؤهله لكسب قوت يومه وبناء حياته والبحث عن شريكة العمر.. ولكن محمود اعتاد الاعتماد علي أخيه للإنفاق عليه, وعندما قرر أخوه التخلي عنه بقصد إصلاحه, استشاط غضبا وهدد وتوعد وأضمر في نفسه ضرورة الانتقام من أخيه. استغل محمود وجود خلافات عائلية بين أخيه الأكبر وزوج أخت زوجته كامل45 سنة عاطل, فاتفق معه علي إعطائه مبلغا ماليا يساعده علي تحمل نفقات المعيشة مقابل مساعدته في الانتقام من أخيه فوزي, وأجمعا أمرهما علي أن أفضل السبل للانتقام من فوزي هو التخلص من فلذة كبده المحبوبة آية وحرق قلبه عليها. ظل الاثنان يفكران في طريقة التخلص من الطفلة, وبعد تفكير عميق اتفقا علي قيام عمها محمود باستدراجها من أمام منزلها, وبالفعل قام العم بمداعبتها وإغرائها بشراء شيكولاتة وحلويات لها, من أجل السير معه في هدوء تام.. وذهب بها إلي إحدي المناطق النائية بالقرية, وهناك كان ينتظرهما كامل زوج خالة الطفلة الذي ما إن رأته الطفلة حتي بدأت في الصراخ, فقام بالإجهاز عليها. لم تفلح صرخاتها وتوسلاتها, ولم يرق قلبه لها أو يلين إلا بعد أن فارقت الروح هذا الجسد البرئ الطاهر, حيث قام باستخدام سكين كان بطيات ملابسه وسدد إلي بطنها ثلاث طعنات أدت إلي خروج جزء من أمعائها.. وقام محمود عم الطفلة المتحجر القلب الذي ترك ابنة أخيه وهي قطعة من دمه ولحمه تقتل أمام عينيه ولم يحرك ساكنا فقام بل سارع بحملها والتخلص من الجثة بإلقائها علي جانب ترعة السوهاجية المارة بأطراف القرية وفرا هاربين. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة طفلة داخل ترعة السوهاجية وبها ثلاث طعنات بالبطن وخروج جزء من الأمعاء, فانتقل علي الفور المقدم كمال الضبع رئيس مباحث مركز سوهاج بإشراف العميد الحسن عباس مدير إدارة البحث لمكان البلاغ, و تبين أن الجثة للطفلة آية. وبسؤال والدها لم يتهم أحدا.. بينما أسفرت جهود البحث عن أن وراء ارتكاب الجريمة محمود19 سنة عاطل( عم غير شقيق للمجني عليها) بالاشتراك مع كامل45 سنة عاطل( زوج خالة المجني عليها) بسبب الخلاف مع والد الطفلة القتيلة. بعد تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة, تمكن الرائد مصطفي النحاس معاون المباحث من ضبط المتهم الأول, وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بتحريض وبالاشتراك مع كامل زوج خالة المجني عليها نظير مبلغ مالي بغرض الانتقام بسبب وجود خلافات عائلية بين الأخير ووالد المجني عليها, وقام بالإرشاد عن الملابس التي كان يرتديها أثناء ارتكاب الواقعة, وعليها آثار دماء المجني عليها. تم تحرير محضر بالواقعة رقم5911 إداري مركز شرطة سوهاج, وأخطرت النيابة التي صرحت بدفن الجثة, وقررت حبس المتهم احتياطيا علي ذمة التحقيق وضبط وإحضار المتهم الثاني والأداة المستخدمة في الجريمة وباشرت التحقيق.