عمال التراحيل فئة منسية من الغلابة المنتشرين في أنحاء وربوع وقري مصر المختلفة لا تعلم عنهم القوي السياسية المتناحرة شيئا رغم أنهم قطاع كبير في المجتمع لايمكن إغفاله ولكن الظروف المعيشية الصعبة المحيطة بهم تجعلهم يسعون لإيجاد لقمة العيش ليسدوا رمق أولادهم وهو ما أبعدهم عن المشهد السياسي, إلا أنهم أعلنوا بصوت واحد أنهم سوف يتوجهون إلي صناديق الانتخابات يوم السبت المقبل للموافقة علي الدستور من أجل عودة الاستقرار والهدوء للبلاد. و أكدوا أن المعارضون للرئيس يسعون لنشر الفتن من خلال العمل علي استمرار المظاهرات والاعتصامات من أجل مصالحهم الخاصة وإحراق البلد بأي وسيلة في البداية يقول عبد المعبود عزوز عيد64 عاما يجلس علي رصيف المترو بميدان المطرية إنه يعاني من قلة العمل بسبب حال البلد لدرجة أنه لم يكسب جنيها واحدا خلال الثلاثة أشهر الماضية مما جعله يستدين من بعض زملائه للإنفاق علي أسرته الصغيرة. و قال إنه من سكان القاهرة وسوف يتوجه إلي صناديق الانتخابات للموافقة علي الدستور حتي يعم الهدوء للشارع لإيجاد عمل يستطيع من خلاله تسديد الدين المستحق عليه واستكمال مسيرته نحو أسرته والمجتمع الذي يعيش فيه. بقالي20 سنة جالس علي الرصيف ولم استطع تحويش جنيه واحد يقيني غدر الزمان.. بهذه الكلمات بدأ رضا المهدي من محافظة الغربية كلامه بأنه مع الشرعية وتأييد الرئيس محمد مرسي في كل قراراته لأنه جاء عبر صناديق الانتخابات الحرة النزيهة ولذلك سوف يقول نعم للدستور الذي وافق عليه الرئيس وصاغته اللجنة التأسيسية التي بذلت جهدا كبيرا لتقديم دستور معظم الناس تقول عنه إنه دستور كويس. ويقول نظير عبد الوارث رفاعي60 عامامن محافظة سوهاج إن جبهة المعارضة لا يهمهم في المقام الأول سوي مصالحهم الشخصية وعندما وجدوا أنفسهم بعيدين عن الحكم فقاموا بالانقلاب علي الرئيس محمد مرسي ولذلك فهم ليس أوصياءعلي الشعب المصري الذي يعرف طريقه جيدا ولهذا سوف أقول نعم للدستور لأن المعارضة علي باطل ولو كانت علي حق لحثت الناس علي الوقوف بجانب الرئيس من أجل البلد وبعد ذلك أمامهم صناديق الانتخابات لو استطاعوا خلع الرئيس والوصول إلي الحكم فأهلا بهم ولكن لن يحدث ذلك لأن كلمتهم واحدة ولكن قلوبهم شتي. وأوضح السيد فاروق الحاصل علي معهد خدمة اجتماعيه من سوهاج أن مواد الدستور معظمها يسمع عنها من المارة أثناء جلوسه في الشارع وعلي محطة المترو ومن خلال ذلك كون رأيا بالموافقة علي الدستور الذي يؤيده عدد كبير من الناس رغم وجود بعض السلبيات ولكنه في مجمله مقبول كما أن الحملة التي يشنها بعض رموز النظام السابق ضده جعلت البعض يوافقون علي الدستور للوقوف ضدهم بعد أن اتضحت رغبتهم الشديدة في إسقاط الدولة بدفع أموال إلي الشباب وبعض المرتزقة والعاطلين للمشاركة في التظاهرات ضد قرارات الرئيس. ويؤكد خليل عمر من محافظة المنيا أنه لا يعرف شيئا اسمه الدستور ولكن يسمع عنه من الناس وكل ما يشغل باله إيجاد عمل نظرا لأن صاحب المنزل الذي يستأجر غرفة فيه تؤويه مع أولاده الأربعة أوشك علي طرده بعد أن تكدست القيمة الإيجارية عليه لبضعة أشهر بسبب توقف الحال وعدم وجود عمل إلا ليوم واحد فقط كل أسبوعين علي الأقل. ويري عماد خليل محمد أن الأوضاع الحالية تجعلنا جميعا نوافق علي الدستور مهما كانت سلبياته حتي تعود حركة العمل التي توقفت بل أصابها الشلل وأثرت علي نمط الحياة اليومية وجعلت الرجل صغيرا في نظر أولاده لعدم قدرته علي الصرف عليهم وتوفير رغيف الخبز والناس التي تتظاهر لا تشعر بهم وكأنهم من بلد آخر وغير مسئولين من دولة ذات سيادة. وقال محمد الدسوقي من إحدي قري محافظة قنا إن الشغل الشاغل له أن ترجع البلد مرة ثانية حتي يستطيع أن يجد لقمة العيش التي أصبحت صعبة في هذه الأيام بسبب الحالة السيئة التي عليها مصر حاليا وتوقف العمل في طائفة المعمار التي لا يعرف سواها معلنا أنه في طريقه لبيع المناديل الورقية والتسول في وسائل النقل المختلفة. ويؤكد ماهر إدريس من الشرابية أن نجله أحمد الطالب في الصف الثاني الثانوي قرأ له بعض بنود الدستور بعد نشره في إحدي الصحف اليومية وسمع بعض ما قيل عنه في التليفزيون في البرامج المختلفة وأصبح يؤيده بعد الجهد الكبير الذي بذلته الجمعية التي قامت بصياغته بعد جلسات عديدة استمرت بضعة أشهر.