أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الذي تنظمه كلية الآثار جامعة القاهرة وافتتح فعالياته امس السبت تحت عنوان( الإسهامات الحضارية لمصر وأثرها في الحضارة الإنسانية علي مر العصور) علي تفوق الحضارة المصرية علي حضارات العالم القديم والعالم الحديث في شتي المجالات لاسيما في مجال الحفاظ علي منشآتهم وأجراء عمليات الترميم لها وصيانتها وعلي محافظتهم علي البيئة واستشعارهم أهمية الأرض والهواء والماء علي اعتبار ان هذه العناصر تمثل الركائز الأساسية للحياة. وأشار د. عبدالحليم نور الدين أستاذ الحضارة المصرية القديمة في كلمته في حفل الافتتاح الي انه بالرغم من ان المصرين القدماء لم يتركوا لنا في لغتهم مصطلحا يشير الي البيئة كما نعرفها الآن الا ان ما مارسوه في حياتهم اليومية وماخلفوه لنا من وثائق يؤكد بوضوح انهم ادركو معني البيئة وأهميتها بالنسبة لهم وعرفوا كيف يتعاملون معها وكيف يحافظون عليها نظيفة وصحية كما طالب المشاركون بتدريس اللغة والحضارة الفرعونية في المراحل التعليمية المختلفة. يهدف المؤتمر الذي يعقد علي مدار ثلاثة أيام برئاسة الدكتورة عزة فاروق عميدة كلية الآثار جامعة القاهرة وتحت رعاية الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة وبمشاركة100 عالم أثري من الجامعات والمعاهد المتخصصة المصرية والأجنبية وخبراء من جامعة توبنجن الألمانية ومعهد ترميم البردي من جامعة سيراكوسا بإيطاليا وجامعة فينا والمعهد العلمي الفرنسي يهدف الي تصحيح المعتقد الراسخ لدي الكثيرين بأن جذور الحضارة الحديثة من بعد عصر النهضة وما تلاه, مرده الي الحضارة الإغريقية وأنها هي الأساس, وهو مايغفل ان الحضارة المصرية القديمة باعتراف العديد من المؤرخين الإغريق هي النبع الأول الذي اخذت عنه الحضارة الإغريقية ثم نقلته وطورته, ومن ناحية اخري يتجاهل الباحثون الدور الذي لعبته الحضارة الإسلامية في نقل الحضارة الإغريقية وتطويرها والاضافة اليها ثم تقديم نسيج حضاري جديد ومتيز ظل هو منبر المعرفة الوحيد للعالم حتي نهاية العصور الوسطي وكانت مصر فيه محورا أساسيا. وأكد د. صلاح الخولي وكيل كلية الآثار ومقرر المؤتمر ان المؤتمر سوف يناقش مايزيد علي80 بحثا قسمت الي مجموعتين الأولي تتناول محاور المؤتمر عن إبراز دور الحضارة المصرية وتأثيرها علي حضارات العالم القديم والحديث والأخري تتناول ترميم الآثار وكيفية الحفاظ عليها كما تركها لنا المصري القديم.