أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابا جديدا للكاتب الفلسطيني عصام سخنيني تحت عنوان الجريمة المقدسة: الإبادة الجماعية من أيديولوجيا الكتاب العبري إلي المشروع الصهيوني يعالج الكتاب الذي جاء في192 صفحة المزاعم التي اكتنفت تاريخ اليهود عن القتل الجماعي والاضطهاد الذي تعرضوا له طوال تاريخهم. ويعتقد المؤلف أن بعض هذه المزاعم ينتمي إلي عالم الحكايات الخرافية التي لم تثبت صحتها تاريخيا, وبعضها الآخر خضع للمبالغة والتهويل. ومع ذلك تطلق عبارة إبادة الجنس علي ما تعرض له اليهود علي أيدي النازيين, أما القتل والاضطهاد المنظم اللذين تعرض لهما الفلسطينيون علي ايدي الاسرائيليين منذ أكثر من ستين عاما فلا يشار إليهما. وهذا الكتاب عبارة عن دراسة جادة لوضع الجرائم التي لحقت بالفلسطينيين في سياق منظومة صهيونية شاملة تهدف إلي تنفيذ الإبادة الجماعية(Genocide) بحق الشعب الفلسطيني, وتتضمن هذه المنظومة جرائم القتل الجماعي والترحيل السكاني والتطهير العرقي وإبادة المكان وتغيير الأسماء التاريخية العربية وطمس الجغرافيا وتدمير البني الاجتماعية للشعب الفلسطيني وتجريف الاراضي واقتلاع الاشجار وكل سبل العيش لتهويد الاراضي العربية تدريجيا, وهذا هو جوهر الصهيونية التي تجسدها إسرائيل سياسيا. هدف هذا الكتاب فهم المشروع الصهيوني, وتحليل بنيته الإبادية منذ نشأته, وفي كافة مراحله. وفي سبيل هذه الغاية عكف المؤلف علي إعادة تعريف المفاهيم والمصطلحات مثل إبادة الجنس و التطهير العرقي و الترحيل و إبادة الذاكرة, ثم عاد إلي دراسة تاريخ المشروع الصهيوني وبنيته الإبادية, لينتقل إلي البحث في خطاب الإبادة في الفكر الكتابي( التوراتي) وفي الفكر الصهيوني معا. وكان ذلك كله مقدمة للانتقال إلي إبادة الجنس كما تجلت واقعيا في فلسطين بصورة تدمير المكان والذاكرة والهوية ووضع كل الادوات الاسرائيلية في خدمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني, ولعل سياسة الاستيطان الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس تعد في مقدمة الخطط الصهيونية لالتهام الاراضي العربية وطمس هويتها.