اكتب رافضا محتجا متضامنا مع كل صاحب رأي حر ينتفض اليوم ضد من أرادوا كيدا بالصحافة والإعلام, ولمن بغوا وتجبروا لاسكات صوت الحق, وإطفاء نور الحقيقية, نقولها بصوت عال: لا للديكتاتورية, لا لتقييد الحريات, لا لدستور ينال من حرية الرأي ويتربص بأصحاب الفكر. سوف يذكر التاريخ أنه في يوم السبت الموافق الأول من ديسمبر2012 وافق الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب من الشعب المصري بعد ثورة يناير علي طرح مشروع دستور جديد للاستفتاء يجيز حبس الصحفيين في قضايا النشر, ويسلب عن الصحافة سلطتها الشعبية التي حصلت عليها منذ عام1973. اليوم تحتجب صحف, وغدا تسود شاشات, وتخرج مسيرات, لاسقاط مخطط أسود ينال من حرية الصحافة ويعصف بمكتسباتها, وكأنهم أرادوا معاقبة الصحف علي وقفتها ومساندتها ودعمها لثورة يناير بهذه النصوص السالبة للحريات, والمكبلة للرأي, نعم أرادوها صحافة منزوعة الحرية, مسلوبة الإرادة, ليطفئوا مصابيح الحقيقة عن الشعب, ويطمسوا أدلة مخططات خبيثة. اليوم بداية معركة يخوضها الصحفيون والإعلاميون ضد هذه الهجمة الشرسة, ودفاعا عن مبادئ ثورة يناير التي قامت من أجل الحرية والعدالة والكرامة الانسانية, فلا عدالة ولا كرامة ولا استقرار ولا تنمية بلا صحافة حرة, ولا تقدم بدون إعلام حر كاشف للحقيقة, ومحفز علي التنمية, ومشجع علي التطور المنشود. يا من اجتمعتم بليل في الجمعية التأسيسية: إخواني, سلفي أو غرياني, تخططون, تقيدون, تضعون الاغلال, لتكسروا الأقلام, وتخرسوا الألسنة, أقول لكم: خذوا من التاريخ عبرة ومن الأمم التجربة, لأن الشعوب لا تتقدم بإغلاق الصحف وسجن الصحفيين, ولا تتطور في غياب إعلام وطني يعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته, السلطة التي تزيف واقعها وتجمل نفسها وتدفن أخطاءها, هي سلطة خائنة للأمانة, متآمرة علي شعبها, وحتما مصيرها إلي زوال, ومآلها إلي مزبلة التاريخ, وستظل الصحافة المصرية التي تخوض هذه المعركة حرة رغم أنف أعداء الحرية وسوف تنتصر بوحدة ابنائها وقوة إرادتهم.