من طابور.. لطابور. ومن أزمة.. إلي أزمة. ومن مشكلة.. لأخري. أزمات ومشكلات تحاصر المواطن لتضاف إليه ضغوطا أخري غير التي يعيشها. قد تخرجه عن شعوره أو تفقده أعصابه. فبعد طابور العيش وأنبوبة البوتاجاز وطوابير كبيرة وعديدة يجد نفسه يدخل في طابور آخر بشكل يومي من أجل الخروج من محطات المترو بسبب العطل الذي أصاب الماكينات وتوقف العمل بالماكينات الأخري التي أعلنت الشركة أنها سوف تدخل الخدمة قريبا من خلال البطاقة الذكية التي سيتم شحنها مثل التليفون المحمول وحتي الآن لم تظهر أي بوادر لإنهاء الأزمة رغم التصريحات التي يخرج علينا بها المسئولون بصفة مستمرة فضلا عن صعوبة الحصول علي التذاكر لقلة أعداد المحصلين بالاضافة لأمور أخري سيتم الكشف عنها وتوضيحها خلال هذا التحقيق الذي نستعرض فيه آراء كل الاطراف وكانت هذه هي المحصلة. في البداية أوضح عبده رمضان مدرس ابتدائي أنه يعاني بشكل دوري من الزحام الشديد أثناء الخروج من محطات المترو بسبب غلق عدد كبير من الماكينات بحجة تطويرها وحتي الآن لم نجد شئيا رغم تصريحات المسئولين أن هذه الماكينات تكلفت نحو100 مليون جنيه وأصبحنا في أي وقت نستقل فيه المترو نعاني من الزحام كما نعاني من زحام آخر علي منافذ بيع التذاكر بسبب كثرة الركاب تارة ووجود صراف واحد فقط تارة أخري وغلق بعض الشبابيك بوضع صندوق كرتوني عليها تارة ثالثة رغم وجود الصراف علي كرسيه مما يجعل الحصول علي التذكرة أمرا صعبا للغاية وينتج عن ذلك زحام وتكدس ومشادات بين الركاب والصرافين وبين الركاب وبعضهم البعض وتكون النتيجة زيادة في الزحام. مضيفا أن المترو وسيلة جيدة ولكنها تحتاج إلي متابعة مستمرة من القائمين عليه للتغلب علي سلبياته التي تزيد بشكل يومي وأصبحت لاتطاق ومع هذا فلا يمكن الاستغناء عن المترو لأنه وسيلة المواصلات الأولي في مصر بدون منافس. وقال السيد محمد عبدالجواد مهندس زراعي أن الطوابير هي الآن التي تميز الشعب المصري عن غيره من شعوب العالم فكل شئ نريد شراءه بفلوسنا لابد أن نقف في طوابير طويلة وزحام شديد للحصول عليه. فمن طوابير العيش إلي طوابير أنبوبة البوتاجاز والتموين الشهري وقضاء مصالحنا في الجهات والهيئات الحكومية لنفاجأ بطابور آخر يطفو علي السطح نضطر للوقوف فيه للخروج من محطات المترو نظرا لتعطل بعض الماكينات وعدم العمل بالبطاقات الذكية المخصصة لها بعد تطوير أربع أو خمس ماكينات في كل محطة. مشيرا إلي أن الشركة المصرية لتشغيل المترو تعمل بسرعة السلحفاة رغم الاعتمادات المالية التي خصصتها الحكومة لهذا الشأن. متمنيا من المهندس عبدالله فوزي القائم بعمل رئيس الشركة أن ينهي هذه الأزمة التي صنعها رؤساء الشركة السابقون بعد الاضراب الذي قام به العاملون بالمترو أخيرا. ويضيف أن الطوابير علي منافذ التذاكر يمكن تحملها لو كل واحد يؤدي عمله علي أكمل وجه لأنها تحدث في أوقات معينة إلا أن زيادتها عن الحد المعقول تجعل أي مواطن يخرج عن شعوره عندما يقوم الصراف بمنح تذاكر لمن يعرفهم قبل الشخص الذي يقف في دوره دون احترام لآدمية المواطن الذي تحمل عناء الطابور. ولايتوقف الأمر عند هذا الحد بل يصر بعض الصرافين علي وقوفنا في صف واحد كشرط للقيام بعمله ثم يقوم هو بانتهاكه في تحد سافر بمنح بعض الأفراد تذاكر من خارج الصف. ويشير خليل محمد عثمان موظف علي المعاش إلي أنه دائم استخدام المترو في انتقاله منذ إنشائه عام1987 وحتي الآن ولكنه لم يشاهد مثل هذه المشكلات التي تواجه المواطن وبطء في العمل والانتهاء من دخول الماكينات الممغنطة الخدمة بعد أن أعلن رئيس الشركة السابق أنها ستعمل مع بداية العام الدراسي ورغم اقتراب حصول الطلاب علي أجازة نصف العام الدراسي وحتي الآن لم يبدأ العمل بها مما يؤكد أننا بالفعل في مصر لم نتغير بعد ثورة25 يناير المجيدة فضلا عن وجود زحام علي منافذ بيع التذاكر بشكل لم نشهده من قبل سوي خلال الفترة الأخيرة التي تشهد علي أنها الاسوأ في كل شئ بالدخول في طوابير طويلة من أجل الحصول علي تذكرة مما يؤكد فشل الشركة في إدارته مثل أي منشأة أخري في الدولة لانستطيع إدارتها فكل شئ في مصر أصيب بالعطب لأننا نفتقد إلي الإدارة وكل مسئول يهمه في الدرجة الأولي البقاء علي كرسيه لأطول فترة وليذهب الناس إلي الجحيم ولو فكر المسئول لحظة لعمل بجد وهمة حتي يستمر في موقعه وللأسف فالفهلوة وتشغيل المخ والحداقة هي المقياس في الترقيات والبقاء في المناصب وليست الكفاءة والشواهد المحيطة بنا تؤكد ذلك. ويري إبراهيم علي محمد تاجر تجزئة أن الحال في المترو أصبح يسير من سيئ إلي أسوأ بعد رحيل الشركة الفرنسية التي كانت مسئولة عن إدارته وتشغيله وانتقاله إلي الشركة المصرية حيث انتشر فيه كل شئ وتحول إلي سوق العتبة يباع ويشتري فيه كل حاجة في غياب تام لدور الأجهزة الرقابية ومسئولي المترو لأن البائع يدخل المحطة ولابد أن يمر من الباب الحديدي الموجود في كل محطة أو احدي ماكينات المترو المعطلة والمفتوحة دائما مما أتاح لهؤلاء الباعة السيطرة علي المترو وتحويله لوسيلة انتقال عشوائية خالية من الرقابة. بالإضافة إلي الزحام علي الماكينات في الدخول والخروج من المحطات لوجود تقاعس واضح في الانتهاء من تشغيل الماكينات الممغنطة التي قيل أنها سوف تعمل بالكارت الذي سيتم شحنه بمبالغ مختلفة سوف تخفف الزحام علي الماكينات وتيسر حركة المواطنين. واضافة إلي وجود سلبيات عديدة بسبب عدم القدرة علي إدارة هذا المشروع الذي كان يعد من أفضل وانجح المشروعات التي أقيمت في مصر بعد مشروع بناء السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. أعلن أحمد إبراهيم محمد موظف أن الأزمة افتعلتها الشركة التي انتهت من تطوير الماكينات منذ فترة طويلة ولكن لم تستطع تشغيلها حتي الآن لوجود مناقشات ومداولات لوضع التعريفة الخاصة ببطاقة الشحن لم تفلح في تحديدها حتي تاريخه. كما أن مشكلة الزحام علي شباك التذاكر يفتعلها المحصلون أنفسهم لدرجة أنه شاهد أحدهم ترك مكانه علي الشباك ووقف خارجه من أجل إشعال سيجارة وآخر انتقل للمحطة الأخري لشرب الشاي دون رقابة أو توجيه من ناظر أو رئيس المحطة مما يقلل عدد العاملين في الشباك فتحدث حالات من التجمع الجماهيري تؤدي لتكدس المواطنين علي الشباك. قال عبدالغني السيد عبدالغني صراف تذاكر أنه علم أن الشهر المقبل سوف يشهد دخول الماكينات الممغنطة الخدمة بعد الاضراب الي قام به العاملون بالشركة بسبب مانتعرض له من إهانات ومشكلات من المواطنين وعدم وجود صيانة بشكل دوري علي المترو وماكينات صرف التذاكر وعبور وخروج الركاب من والي المحطات. لافتا إلي أن الزحام علي شباك صرف التذاكر له أسبابه منها أن بعض الصرافين حركتهم بطيئة أثناء صرف التذاكر وتختلف هذه الميزة من شخص إلي آخر فضلا عن وجود عجز في أعدادهم بالاضافة إلي ذلك فإن قلة الفكة ورفض المواطنين الحصول علي العملات الورقية الصغيرة فئة100 و50 و25 قرشا من أسباب حدوث زحام رغم عدم صدور قرار من وزير المالية ينهي التعامل بهذه العملات. وقال أيضا أن أعداد المحصلين في كل محطة تخضع لأوامر التشغيل ففي محطة عين شمس التي يوجد بها خمسة شبابيك لصرف التذاكر يعمل بها ثلاثة بسبب الاجازات وانتداب بعض المحصلين علي محطات أخري. في الوقت ذاته فان المواطن لايشعر بالجهد المبذول لخدمته حيث يعمل المحصل لمدة12 ساعة متواصلة دون ككل أو ملل أو الحصول علي راحة لعدة دقائق ويحصل علي راحة لمدة24 ساعة. معلنا أن جميع العاملين في الشركة يهمهم في المقام الأول تقديم الخدمة للمواطن علي أكمل وجه وحل أي مشكلة قد تواجه أي مواطن في استغلال المترو الذي يحتل مكانة كبيرة لدي المصريين الذي يفضلونه في انتقالاتهم.