بدأت شظايا أزمة الإعلان الدستوري الحارقة تتطاير في كل الاتجاهات. ومثل الحمم البركانية باتت تلك الشظايا خطرا علي الجميع سواء رافضو الإعلان باعتباره يهدد دولة القانون التي كان الرئيس المنتخب واحدا ممن نادوا بإعلاء شأنها, أو المؤيدون له بالروح والدم والمنطق وغيره إعمالا لنظرية أن التراجع عنه ليس شجاعة مطلوبة وإنما إسقاط للدولة وهيبة رئيسها. و يزداد لهيب شظايا الرفض والتأييد ويرفع بعض مؤيدي الإعلان ضد رافضيه سلاحا جديدا أسموه وأغلظ عليهم حسب ما نسبته جريدة الوطن في عددها أمس لعاصم عبد الماجد عضو شوري الجماعة الإسلامية والذي نقله حرفيا من قوله تعالي( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) وجاء كلامه مع المزيد من اللهب بأن مصر تتعرض إلي تسونامي من البلطجة السياسية والإعلامية والقضائية مع اعتبار المعارضين من الكفرة والمنافقين. وعلي خط النار أيضا من يقود آخرين للهجوم علي مقار حزب الحرية والعدالة وحرقها وكان آخرها مقر دار السلام ومن يدعو لاستمرار حرب الشوارع حتي يتم التخلص من الإعلان وحده وأعضاء الجماعة. وهناك من قام بتحويل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلي منصات لإطلاق شظايا منها أن المشاركين في مليونية للثورة شعب يحميها كانوا خليطا من الفلول وأعداء الدين والشريعة والأقباط والبلطجية وأصحاب الولاء للخارج والذين لا يريدون لمصر استقرارا ويسعون لإسقاط الشرعية والرئيس المنتخب. ويرد الفريق الآخر بأن التيارات الإسلامية تريدها فتنة طائفية وتكفر من يعارضها وأن الرئيس تعهد بأن يكون رئيسا للكل بمن فيهم الفلول والعلمانيون الذين يسميهم فقهاء الإخوان والسلفيون العلمانيين الكفرة. ورغم ما كانت تروجه قناة25 يناير من أن الموجودين بالتحرير مجرد بضعة آلاف ومشاركة التليفزيون الرسمي في تشويه الحقائق بإعادتنا إلي منظر النيل الهادئ أثناء ثورة يناير خرج علينا رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة متهما بعض القوي السياسية بتوفير غطاء إعلامي وسياسي لملفات الفساد وأنصار النظام السابق واعتبر ذلك مخاطرة وانتحارا سياسيا. وتدخل المحكمة الدستورية الحرب برفض ما أسمته الابتزاز وإعلان الاستعداد لمواجهة الضغوط بأرواح قضاتها وقوفا مع محكمة النقض ونادي القضاة في مواجهة قضاة آخرين يرفضون الإضراب. وبين الجميع ووسط الشظايا تقف مصر في انتظار من يخرجها من أزمتها ولا أحد يتدخل لمنع الخطر أو يستمع لمبادرات الخروج من المأزق بدلا من الرد باستعراض للقوة السبت المقبل بجميع ميادين مصر. [email protected]