بينما تسابق الحكومة الزمن لتجاوز الازمة الاقتصادية التي تمر بها مصر, هناك مئات المستثمرين في العديد من المناطق الصناعية بالمحافظات الذين توقفت مصانعم بسبب الاضرابات والاعتصامات. فضلا عن الارتباك السياسي, وقد ادي ذلك اليهروب بعض رجال الاعمال, او علي الاقل توقف مصانعهم وبالتالي يتم تشريد العمال وفقدانهم لوظائفهم. ومن هنا فإن المستثمرين والعمال البسطاء في المناطق الصناعية ضحايا هذه الازمات يلحون من اجل اصدار قرار جمهوري يعطي الحق للمحافظات في الولاية علي الاراضي التابعة لها, لكي ينتعش الاستثمار من جديد وتجد مشكلات الاستثمار حلا تحتاجه الامة في هذه المرحلة الانتقالية. الإسكندرية تطرد المستثمرين الإسكندرية أشرف الجبالي الإسكندرية عاصمة مصر الثانية في البيزنس والصناعة تعاني من الروتين والبيروقراطية التي تعرض الأنشطة الاستثمارية بشكل كبير, وخاصة في منطقة برج العرب الصناعية التي تضم نحو400 مصنع توقف معظمها بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية ونقص العماله ولجوء اصحاب هذه المصانع للاستدانه من البنوك حتي اضطر معظمهم الي إغلاق مصانعهم.. علي الرغم من أن برج العرب تضم أكثر من30% من حجم الصناعة في مصر وقد لخص علاء حسب الله عضو جمعية الصناعات الغذائية أسباب هروب الاستثمار من برج العرب أهمها الانفلات الأمني واختفائه من المناطق الصناعية بعد الثورة مما نتج عنه سرقة اعداد كبيرة من المصانع والشركات تحت تهديد الأسلحة الآلية لعصابات مسلحة تسيطر علي المنطقة وكذلك اختطاف بعض رجال الأعمال لطلب فديه.. وكذلك فشل الحكومة الحالية لتسويق المدينة صناعيا.. كما كان في السابق تسوق المنتجات لقطر وروسيا وتركيا ولكن معظم هذه الدول سحبت استثمارتها بعد الثورة وخاصة مع الانفلات الامني بالمنطقة الصناعية. وبالنسبة لفشل الاستثمارات الجديدة بالمنطقة فإن السبب يرجع لإرتفاع أسعار الأراضي الصناعية وعدم وجود بنية أساسية لها وكذلك عدم وجود قيادة صناعية مسئولة مؤهلة للحوار مع رجال الأعمال العرب والأجانب لتسويق المدينة. ويضيف عبدالناصر الملواني مستثمر لا توجد أي وسيلة أو طريقة لجذب المستثمر من خلال إزالة المعوقات التي تواجهه فمثلا المستثمر يشتري متر الأرض بنحو700 جنيه ويشترط عليه البناء في40% من قيمة المساحة المشتراه وهذا شيء يرفضه المستثمرين وكذلك الانفلات الأمني يضطر المستثمر الي دفع اتاوة للبدو الموجودين بالمنطقة حتي لا يتعرض للسرقة وذلك تحت مسمي وضع اليد وذلك بالاضافة الي فشل جهاز مدينة برج العرب في اقامة أي نوع من الخدمات لسكان المدينة أو أصحاب المصانع. وأوضح الملواني أن الكارثة في التقرير الصادر عن الإدارة العقارية بجهاز مدينة برج العرب الجديدة الذي يفيد الغاء كثير من الشركات العاملة في مجال الاستثمار العقارئ وقطع غيار السيارات مشروعاتها التي تقدمت للحصول عليها بالمدينة ومنها شركة روسية وقطرية وكويتيه.أما جمال حمدان عامل ببرج العرب فيؤكد علي نقص الخدمات بالمنطقة الصناعية وقلة المواصلات وهو ما يجعلهم للنزول الي محطة الرمل أو المنشية علي بعد نحو65 كيلوا متر من برج العرب ولذلك فإن معظم العاملين بمصانع الطاقة الصناعية العالية مثل درفلة الحديد والغزل والمواد الغذائية تجدهم من خارج المدينة نظرا لعدم اهتمام الدولة بتلك المنطقة الصناعية الضخمة.. وكذلك عدم تناسب الدخل مع مصاريف السفر أو الإقامة يؤدي لمشكلة كبيرة. وأشار حاتم حسني عبدالحميد موظف بالشئون القانونية بأن أهم أسباب هروب المستثمرين من برج العرب هو عدم الربط بين جهاز المدينة والجهات المنوط بها استخراج التراخيص وعدم وجود اتحاد عمال لتنظيم تعاقدات العمال.