الجامعة لم يعد دورها يقتصر علي نشر العلم و التعليم وتربية الأجيال التي تقود مستقبل البلاد, بل اصبحت مكانا للتحرش الجنسي و شرب المخدرات بأنواعها, حيث رصدت الأهرام المسائي بجامعة عين شمس ومفاجآت كثيرة, فهذا شاب يصطحب فتاة وكأنهما يسيران في عام, وتلك تتوسط الشباب لتبادل النكت لتخرج الضحكات المدوية وكأنها في ملهي ليلي, ولكن لم نكن نتوقع أن الكارثة الكبري, حيث طلبة يتعاطون المواد المخدرة في جوانب المدرجات أو الأماكن البعيدة عن أنظار الآخرين, وربما تكون جهارا أمام جميع الطلاب. بمجرد أن تطأ قدماك الجامعة تجد نفسك وكأنك تسير في شارع الهرم في ظل غياب واضح للأمن و أصبح العلم آخر ما يفكر فيه الطالب. جولة الأهرام المسائي داخل الحرم الجامعي كشفت أن الكليات ذات الإقبال الكبير مثل التجارة والحقوق والآداب هي الأكثر انتشارا للمخالفات الطلابية. يقول عمر شريف عضو اتحاد طلاب تجارة عين شمس إن تعاطي المخدرات يتم في كل أركان الجامعة ولكن كليات التجارة والحقوق والآداب ذات طبيعة خاصة لوجود أعداد غفيرة. ويري أن للثورة دورا كبيرا في كسر حاجز الخوف بين الطلاب من الأمن حيث اصبح الطالب لا يخشي أمن الجامعة غير المؤهل للتعامل مع نوعية الطلاب الذين يتعاطون المخدرات علنا, مشيرا الي إن الطلاب ينقسمون إلي نوعين الأول يحترم الأمن و النظام و الأخر يهدد الأمن بل ان الأمن نفسه يخشاهم. و أضاف أن الجامعة لم تعد مقتصرة علي طلابها فقط فقد أدي اختفاء الأمن أمام بوابات الجامعة الي دخول أي شخص من الخارج و دون تفتيش الأمر الذي أدي إلي زيادة نسبة ترويج المخدرات داخل الحرم الجامعي و كثرة حدوث اشتباكات بالأسلحة البيضاء. و تري دكتورة سامية الساعاتي استاذة علم الأجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس ان ظاهرة تناول المخدرات داخل الجامعة قديمة جدا و لكنها اكثر انتشارا الأن بسبب الغياب الأسري و انعدام الوفاق و كثره حالات الطلاق بين الوالدين فلا يمكن ان تطلق رقابة علي الشباب و لكن المطلوب عدم اعطاء الحرية المفرطة للأبناء ومجرد الملاحظة علي التصرفات تكفي لتجنب الأخطاء. و يختلف تعاطي المخدرات حسب الطبقات الاجتماعية, ففي الطبقة العليا يتعاطي الشباب اغلي الأنواع و الطبقة الأدني تستخدم الأنواع الرديئة و لكن الخطر في الحالتين شديد و يهدد الجميع. و قالت ان هناك شبابا يعتمدون في حياتهم علي المخدرات لأن المجتمع حاليا غير مستقر و نظرا للتغير الأجتماعي السريع و الأضطرابات و سوء الأحوال الأقتصادية للبلد, خاصة بعد ثورة25 يناير قلت هيبة الشرطة و وزارة الداخلية فأصبح شباب الجامعة لا يخشي امن الجامعة و مع تغيب افراد الأمن داخل الحرم الجامعي أصبح تناول المخدرات شيئا طبيعيا. و اشارت دكتورة سامية الي عامل مهم جدا و هو ان المجتمع الذي نعيش بداخله هو مجتمع ابوي حيث الشاب يحترم الأم و لكنه لا يخاف منها و الأب هو المسيطر المتحكم و مع انشغال الأب في عمله يجد الأبن الفرصة سانحة امامه للتعاطي كما يحلو له. واشارت الدكتورة عزة كريم مستشارة المركز القومي للبحوث الأجتماعية و الجنائية إلي أن وجود المخدرات داخل الجامعة مشكلة خطيرة و ظاهرة عامة في المجتمع فالمخدرات في كل مكان بين الشباب و ليس في الجامعة فقط و السبب في ذلك الأحباط الذي يشعر به الشاب و عدم وجود القدوة و التربية السليمة و انعدام الأمل في الوصول لأهدافهم و العمل بعد التخرج. ودعت لحل هذه المشكلة علي الأعلام و التليفزيون والي بث برامج تدعو الي الأمل و عدم أحباط الشباب الذين يعانون داخل الجامعة من سلبية في اتحادات الطلاب و الأنشطة حتي ان الرحلات اصبحت غير مرضية و وغير مشبعة لحالة الفراغ لدي الشباب. وحول تلك الظاهرة يقول دكتور خالد ابو جندير الأستاذ بجامعة الأزهر ان ظاهرة انتشار المخدرات تدمر شكل الجامعة خاصة و انها اصبحت امرا طبيعيا داخل الجامعة فكيف و هذا هو مكان العلم ؟! مشيرا الي ان حرمة المخدرات من حرمة الخمور, و ان الخمر سميت بهذا الأسم لأنها تغيب العقل فكل ما يغيب العقل خمر حيث يقول الله تعالي انما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه. و اضاف ان الله كرم الأنسان بميزة عن باقي المخلوقات هي العقل فكيف يضيع الأنسان هذه الميزة بإدمانه للمخدرات فيكون حينها اشبه بالحيوان.