الحكومة الموقرة المحترمة, فكرت ودرست وقررت, وبالطبع بعد أن اجتمعت وناقشت لتتوصل إلي حل عبقري سيحل الأزمة المالية ويخلصنا من قرف صندوق النقد وسؤال اللي يسوا واللي ما يسواش. وينقذ رقابنا من عنق الزجاجة قبل ما نموت خنقا!! وعلي طريقة من دقنه وافتله دشنت أمس حسابا بالبنك المركزي حمل رقم333 333 لجمع التبرعات من المصريين تحت شعار نهضة مصر. إلي هذا الحد الكلام جميل والهدف نبيل والمقاصد حسنة, ولا أحد يستطيع أن يتجرأ بكلمة لا سمح الله والبلد برضه بلدنا, ومصر هي أمي, وافديكي بعمري, والمعدن الأصيل يظهر في أوقات الشدة, وخد عندك كلام وغزل وهيام وعشق في تراب مصر لحد الصبح, فما بالك الأمر يخص مصر نفسها مثل التراب بالتأكيد الثمين يرخص والصعب يهون والفلوس في داهية, ونموت وتحيا مصر. لكن لمؤاخذة هل الحكومة الموقرة عندما فكرت في هذه المبادرة الوطنية تأكدت أن توقيت طرح مثل هذه الدعوة مناسبا حتي تلقي الاستجابة المرجوة, أم أنها شأن أي أفكار أو قرارات يتفق بها ذهن عباقرة الحكومة ويتم طرحها هي ونصيبها علي غرار قرار إغلاق المحلات في العاشرة مساء, وتوزيع البوتاجاز بالكوبونات مثلا, أليس من الأفضل أن يتم تدشين هذه المبادرة في مؤتمر صحفي كبير, تشرح فيه الحكومة حقيقة الأوضاع الاقتصادية للبلاد وتفاصيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسبل إنفاق التبرعات التي سيتم جمعها. وقبل كل ذلك الجهة المسئولة عن إنفاق التبرعات, ثم هل سألت الحكومة نفسها أن درجة ثقة المواطن في أدائها تدفعه للتبرع؟.. بعيدا عن ذلك كله, هناك علامة استفهام كبيرة طرحت نفسها في حديث الرئيس مرسي بأسيوط حول هذا الحساب, حينما دعا من يريد أن يتطهر من الفساد علي حد قوله إلي التبرع, مضيفا إن الله يقبل التوبة, وضرب مثلا بمن حصل علي أراض بغير حق وتربح منها أو حصل علي رشوة, وأخشي بتفكيري البسيط ورؤيتي المتواضعة أن يؤدي ذلك إلي إحجام المتبرعين خشية أن يتهموا بأن أموالهم المتبرع بها جاءت من فساد, كما أرجو من السادة الفاسدين ما يفهموش الكلام غلط ويزعلوا, لأن مصر محتاجاهم!! هذا ما فهمت وسمعت ورأيت.. والله أعلم. [email protected] رابط دائم :