استيقظ سكان نيويورك أمس علي صوت قطارات الانفاق لأول مرة منذ اربعة ايام واستمر عدد القتلي في الارتفاع نتيجة للاعصار ساندي الذي كان من أكبر العواصف وأشدها تدميرا التي تضرب الولاياتالمتحدة علي الاطلاق. وتكونت طوابير عند محطات البنزين وسط نقص الوقود في أنحاء شمال شرق الولاياتالمتحدة بينما تكافح فرق الطوارئ للوصول إلي المناطق الاكثر تضررا واعادة الكهرباء لملايين الاشخاص. وتم تسجيل مزيد من الوفيات الليلة الماضية مع اتضاح حجم الدمار في مقاطعة ستاتين ايلاند بمدينة نيويورك حيث أطاحت العاصفة بمنازل بأكملها. وانتشلت السلطات 15 جثة في ستاتين ايلاند. وقالت صحيفة نيويورك بوست ان من بين الاشخاص الذين مازالوا في عداد المفقودين ولدان في الرابعة والثانية من العمر جرفتهما المياه من بين ذراعي والدتهما. ولقي مالا يقل عن 37 شخصا إجمالا حتفهم. وفي نيوجيرزي التي كانت من أسوأ المناطق تضررا شهدت البلدات الواقعة علي المحيط غرق أحياء بأكملها تحت مياه البحر وتضاعف عدد القتلي الي 12 شخصا. وظل نحو 4.7 مليون منزل ومكان عمل بدون كهرباء في 15 ولاية أمس الخميس انخفاضا من 8.5 مليون وهو رقم تجاوز الرقم المسجل عند 8.4 مليون عميل عانوا من انقطاع الكهرباء أثناء الإعصار ايرين العام الماضي. وبعد ثلاثة أيام من التوقف يعود الرئيس الامريكي باراك اوباما إلي حملته الانتخابية التي تلقت دفعة بفضل إشادة حاكم نيوجيرزي الذي ينتمي للحزب الجمهوري المنافس بإدارته للازمة. من جانبه، تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن السلطات الفيدرالية والمحلية ستقدم المساعدات المالية العاجلة للمتضررين من آثار الاعصار كي يتمكنوا من تأجير المنازل وشراء المواد الغذائية. وجاء هذا خلال زيارة أوباما إلي المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات التي تسبب بها الاعصار في ولاية نيوجرسي. في الوقت نفسه استأنف خصمه الجمهوري ميت رومني حملته في فلوريدا قبل خمسة أيام من الانتخابات الأمريكية. ووصل الرئيس الديمقراطي الذي علق مشاركته في الحملة الانتخابية منذ الاثنين الماضي، أمس الأول إلي نيوجرسي التي تعتبر إلي جانب نيويورك من أكثر الولايات تضررا من الاعصار. وكان كريس كريستي المحافظ الجمهوري لنيوجرسي، وهو احد ابرز معاوني رومني وغالبا ما ينتقد الرئيس بشدة في خطاباته، قد أشاد بجهود أوباما لتقليل الخسائر بسبب الاعصار. وفي يوم الأربعاء زار أوباما وكريستي بواسطة مروحية بعض المدن التي غمرتها المياه في الولاية، وبعد ذلك التقوا عددا من المتضررين. من جهته قرر رومني استئناف حملته الانتخابية، لكن المراقبين أشاروا إلي أنه امتنع عن انتقاد جهود أوباما الرامية إلي احتواء الأزمة. جاء ذلك في الوقت الذي بدأ العمال في بلدة بوينت بليزانت المطلة علي البحر في نيوجيرزي عملية إعادة البناء أمس الخميس في الوقت الذي تتواصل فيه جهود التطهير وإزالة الحطام بعد الاعصار ساندي. وزاد اجمالي القتلي في نيوجيرزي التي كانت الاشد تضررا الي المثلين وبلغ 12 قتيلا. واعلنت شبكة تليفزيون ان.بي.سي ان ابن نيوجيرزي البار بروس سبرنجستين اضافة الي جون بون جوفي وستينج سيقيمون حفلا تخصص عائداته لضحايا الاعصار. وقال المراقب المالي لمدينة نيويورك إن تداعيات الإعصار ساندي تكبد المدينة ما يصل إلي 200 مليون دولار يوميا بسبب توقف أنشطة اقتصادية بشكل دائم من بيع شرائح البيتزا وحتي صفقات دمج الشركات وتعاملات أخري في وول ستريت. وتحقق مدينة نيويورك في المتوسط ما يصل إلي ملياري دولار يوميا من أنشطة اقتصادية شتي. لكن جون ليو المراقب المالي للمدينة قال لرويترز إنها قد تفقد عشرة بالمئة أو أكثر من هذه الأموال للأبد. ومع اقتراب يوم الانتخابات الأمريكية بشكل سريع بعد 4 أيام من اليوم وفي السادس من نوفمبر الجاري، استأنف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس حملته الانتخابية لإعادة انتخابه بعد أن أمضي عدة أيام قاد فيها الجهود الفيدرالية للتصدي لإعصار ساندي الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وكذلك منافسه ميت رومني الذي استأنفها أمس بلقاء في ولاية فلوريدا تجنب فيه انتقاد أوباما بشكل مباشر ولقاء اليوم في ولاية فيرجينيا.