اشتهر حسان بين أبناء قريته بالفلاح الأصيل لتميزه بالأخلاق الحسنة والأمانة الشديدة في معاملاته وزادته إجلالا بينهم مجالسته لكبار رجال المنطقة الذين كانوا يبادلونه التقدير والاحترام. تزوج حسان في سن صغيرة منذ21 عاما زواجا تقليديا من إحدي بنات قريته التي انجبت له ولدين أكبرهما الحسيني(20 عاما) ونظرا لجدية الرجل وشدته في تربية أبناءه حتي لاينحرفوا عن الطريق القويم لدرجة تضييق الخناق عليهم توترت العلاقة الاسرية والعاطفية بين الاب وأسرته ونظرا للظروف المادية المحدودة للاسرة أخرج الاب ابنيه من المدرسة ليعملا معه في قطعة الارض الصغيرة التي يزرعها إلا أن الابن الاكبر حسان تمرد علي العمل في الحقل وكان دائم الشجار مع كل افراد اسرته وفكر في عمل آخر يحقق له دخلا سريعا وأتته فكرة الزواج والاستقلال بعيدا عن اسرته رغم انه لم يتجاوز20 عاما وكان والده دائما لايبالي بافكاره الطائشة وكان يقول له دائما ان إمكاناته بسيطة وانه اذا كان يريد ان يتزوج هو أو شقيقه فعليهما توفير امكانات الزواج بمعرفتهما, لذا قام الحسيني بالعمل في أحد المقاهي وعرض عليه صاحب العمل المبيت معه في منزله علي ان يزور اسرته مرة كل اسبوع بدلا من الحيرة والمعاناة في كل يوم ووافق الصبي علي اقتراح صاحب العمل الذي ائتمنه علي منزله واسرته وفي أحد الايام رأي الصبي صاحب المقهي وهو يضع مبلغا في دولاب غرفة نومه فوسوس له الشيطان لسرقة( معلمه) الذي أحسن إليه ولم يبخل عليه باي شيء وفي اليوم المحدد لزيارة الاسرة قام الصبي بفتح دولاب حجرة النوم وقام بسرقة30 الف جنيه وعاد الي منزل اسرته واخفي المبلغ بعيدا عن الاعين وظن ان صاحب العمل لن يساوره الشك في انه هو الذي سرق امواله ولكن صاحب المقهي لم يفكر طويلا بعدما اكتشف اختفاء تحويشة عمره, حيث كان من الطبيعي ان يفكر في الصبي الذي يعمل ويقيم معه خاصة انه لم يعد الي العمل في الوقت المعتاد فقام صاحب المقهي بالاتصال بوالد الصبي متهما ابنه بانه وراء واقعة السرقة فطمأنه الفلاح الاصيل بانه لو تبين ان ابنه وراء واقعة السرقة فسوف يقوم بتأديبه واعادة الاموال المسروقة. وبسؤال الابن أكد له عدم معرفته بأي شيء إلا ان فراسة الاب أكدت له ان كلام ابنه كله عبارة عن كذب في كذب وانه هو السارق الوحيد وطلب منه اعطاءه المبلغ لاعادته الي صاحب المقهي الا ان الابن سخر من والده ونهره امام زوجته وشقيقه اللذين لم يساندا الاب في الوصول الي الحقيقة وامتنع الابن عن الذهاب إلي المقهي وبدأ يبيت خارج المنزل في نفس الوقت فان الاب لا يكل ولا يمل في البحث عن المكان الذي يخفي فيه الابن النقود حتي عثر علي مبلغ في احد الاماكن بحجرة الابن وقام بعده فوجده25 الف جنيه وعلي الفور لم يفكر الفلاح الاصيل في اي شيء غير اعادة المبلغ المسروق لصاحبه حيث توجه سرا الي صاحب المقهي وطلب منه مقابلته خارج العمل وقام بتسليمه المبلغ مع وعد بتسديد الخمسة الاف جنيه المتبقية بعد ان يبيع محصول القطن الذي قام بجنيه ولم يستطع بيعه حتي الآن لرخص سعره تهللت أسارير صاحب المقهي بعودة الجزء الاكبر من امواله وشكر الفلاح الاصيل طالبا منه ألايكلف نفسه اكثر من وسعها في تجميع المبلغ المتبقي ويكفيه ما استرده من اموال فشعر الرجل الاصيل برضا وراحة نفسية لا تعادلها راحة بعد ان اعاد للرجل شقي عمره وعاد الفلاح الاصيل الي منزله متوقعا حدوث ازمة شديدة مع ابنه العاق ولكنه لم يكن يبالي بما سيحدث مادام قد فعل مايرضي الله وبالفعل عاد الصبي وكان اول مافعله هو دخوله الي حجرته حتي يطمئن علي نهيبته فلم يجدها فهرول الي باقي الحجرات فوجد والده متكئا علي اريكة فسأله هل عثرت علي مبلغ؟ فقال له الاب انه اعاد الي صاحب المقهي امواله وانه سيقوم بسداد ما انفقه هو علي ملذاته لصاحب المقهي ووقعت مشادة عنيفة بين الاب وابنه ففوض الاب امره الي الله في ابنه العاق ودخل حجرته والقي بجسده المنهك علي سريره حتي تعود زوجته وابنه الصغير من الحقل وأثناء تفكير الاب فيما حدث من ابنه الكبير واسترجاع شريط الذكريات المليء بالمآسي فوجئ الاب بالابن العاق ينهال علي رأسه بجاكوش ولم يتركه إلا جثة هامدة. عادت الام والأخ الاصغر من الحقل ووجدا القاتل بجوار جثة الاب ملقاة علي الأرض وبدلا من الابلاغ عنه قاموا بمساعدته بحمل الجثة علي عربة كارو والقائها بأحد المصارف في قرية مجاورة حتي عثر الاهالي عليها وقاموا بابلاغ الشرطة. تلقي اللواء صلاح عكاشة مدير امن كفرالشيخ اخطارا من اللواء امجد عبدالفتاح مديرالمباحث الجنائية يفيد بعثور عدد من نساء قرية الدرمللي مركز الرياض علي جثة في مصرف. دلت التحريات التي اشرف عليها الرائد خال دشمس رئيس مباحث الرياض ان الجثة لرجل يدعي حسان عبدالعاطي(46 سنة) فلاح من قرية القادسية وان القاتل هو نجل المجني عليه الذي انتقم من والده لرد مبلغ قام بسرقته من صاحب المقهي الذي يعمل به. ألقت المباحث القبض علي الابن العاق ووالدته وشقيقه وبإخطار النيابة أمر نور سالم وكيل النيابة تحت اشراف المستشار أحمد مندور المحامي العام الاول لنيابات كفرالشيخ بحبس المتهمين4 أيام علي ذمة التحقيق0