في كل بلدان العالم تجد الصحة في مقدمة الأولويات إلا في مصر سواء قبل الثورة أو بعدها. الغريب في الأمر أن الإصابة بالأمراض الفتاكة تكاد تكون العلامة البارزة في حياتنا وإحصاءاتها وأرقامها سواء صدقت أم كذبت تشعرك للوهلة الأولي أننا قوم من الموتي. فأمراض الكبد تفتك بحوالي20% من المصريين مابين فيروسي سي وبي ويعاني30% من المواطنين من خطر ضغط الدم المرتفع في حين يصطاد السكر بمضاعفاته الشرسة والقاتلة15.16% من المصريين وتحاصرالأمراض النفسية الاكتئاب23% منهم ويعيش الملايين تحت أسر وجع القلوب ما بين الصمامات والشرايين والذبحة الصدرية والجلطات خاصة في فئة الشباب وصغار السن ويعاني47% من أطفال مصر من الأنيميا بينما تتزايد حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي ونزيف المخ وغيرها من الأمراض بصورة لا يجد لها الأطباء تفسيرا. ويتنافس الأساتذة والخبراء وما أكثرهم علي أرض المحروسة في تفسير أمراض المصريين المستعصية بين قائل بأنها ترجع إلي تلوث البيئة ومن يرجعها إلي مبيدات الرئيس المخلوع وأعضاء حكومته ومن يعيدها إلي اللحوم والأغذية المستوردة والفاسدة وغير المطابقة للمواصفات ومن يبررها بحالة التردي التي أصابت مياه الشرب بمختلف مصادرها. ورغم أن مصر بها حوالي660 مستشفي وآلاف المراكز والوحدات إلا أن المواطن المصري مثلما يعاني من وجع المرض فإنه لا يجد يدا حانية تمنحه علاجه إذ أن تلك المستشفيات تعاني نقصا حادا في الدواء والمستلزمات الطبية والأطباء والتمريض وهذا كله جعل منظمة الصحة العالمية تضع مصر في المركز66 علي مستوي الصحة في العالم حسب آخر تصنيف لها في نهاية.2011 وأجدني مضطرا إلي القول بأن الشفاء من حالة المرض المزمن الذي يصيب الخدمات الصحية سواء العلاجية أو الوقائية المقدمة للمريض المصري كان في مقدمة الأسباب التي جعلت المصريين يثورون إلا أنهم لم يحققوا من تلك الثورة لصحتهم إلا تغييرات غير مسبوقة في صفوف من يشغلون منصب الوزير حيث شهدنا في أقل من عامين5 وزراء للصحة كانت كل انجازاتهم مجرد مجموعة منتقاة من التصريحات العنترية التي لم تقدم للمصريين غير المزيد من الوجع والآهات التي لا تجدي معها المسكنات. نحن نحتاج إلي ثورة حقيقية في الخدمات الصحية المقدمة للمرضي لأن العلاج في بلدنا أصبح عارا علي المسئولين عن الصحة في مصر. [email protected] رابط دائم :