في الوقت الذي تسعي فيه الدولة للقضاء علي البلطجة والانفلات الأمني في الشارع المصري تتعرض مدارس البنات في معظم المناطق إلي أعمال بلطجة وتحرش مع غياب الأمن الذي طالبت به الكثير من المدارس حتي أن أولياء الأمور أصبحوا يرافقون بناتهم حتي باب المدرسة ذهابا وإيابا ومنهم من يبقي خوفا من اقتحام بعض الشباب للمدارس وخاصة اثناء فترة البريك( الفسحة). مجمع المدارس بإمبابة مثال صارخ علي هذه الظاهرة ففي جولة الأهرام المسائي داخل هذا التجمع وعند الحديث مع أولياء الأمور قالت صباح السيد ربة منزل: انها تخاف علي بنتها من الشباب الموجود خارج المدرسة بسبب حالات التحرش التي تحدث أمام أعينها يوميا وعندما تقدمت بشكوي إلي الشرطة لم يحدث شيء. وأضافت رجاء عبد العزيز موظفة بإحدي الشركات: اننا نتمني ذهابهم وعودتهم من وإلي المدرسة بمفردهم ولكننا نخاف عليهم من التعرض للضرب والاهانة من الشباب ومن سائقي التوك توك أثناء خروجهم من المدرسة حيث يقوم السائقون بصدم البنت لتقع علي الأرض ويسيطرون عليها. قالت صفاء أحمد ربة منزل: يوميا أري بعض الشباب غير المحترم وهو يلقي بالحجارة إلي داخل المدارس حتي انها تسببت في إصابة احد الأطفال داخل المدرسة بالاضافة إلي وجود بعض الاسلحة البيضاء مثل المقصات والأمواس وغيرها مع هؤلاء الشباب مما يسبب لي الرعب من مصير أولادي. وصرخت أم كريم ربة منزل قائلة: فين المسئولين ارحمونا! حالات التحرش أصبحت تحدث نهارا أمام مرأي ومسمع من الجميع ولا أحد يتحدث أو يبادر بأخذ الخطوات اللازمة في حين أن الشباب يقومون بشد الحجاب وأحيانا الجيب وعندما تحدثنا إلي إدارة المدرسة قالوا دورنا في الحماية يتوقف علي الموجودين داخل المدرسة فقط. كما بدأت أمل محمود ربة منزل حديثها قائلة: أتمني أن أعود إلي منزلي, فأنا انتظر أبنائي منذ دخولهم وحتي خروجهم من المدرسة في الشارع حتي فوجئت في احد الايام بخروج ابني وهو طالب في الصف الابتدائي ينزف نتيجة لوجود كسر في أسنانه عقب ضرب احد الشباب له أثناء خروجه من باب المدرسة, هذا بالاضافة إلي تل القمامة الموجودة أمام المدرسة هل يعقل أن يتعلم أبنائي كيفية الحفاظ علي البيئة ويخرجوا من المدارس ليجدوا بعض الأشخاص يقومون بإلقاء القمامة أمام أعينهم؟. وقاطعتها آمال محمد ربة منزل قائلة: لقد تطور الأمر حتي اننا نجد هذا الشباب المتسول علي حد تعبيرها يقتحم المدارس ويدخل حمامات البنات في المرحلة الابتدائية, كما أري أيضا تهديد الشباب للبنات بأسلحة بيضاء والتعدي عليهن بالضرب أو بالتحرش وبعد هذا كله كيف آمن علي ابنتي. وقال جمال بدر علي المعاش: أنا أتقدم بنداء إلي وزير الداخلية لا يوجد أمان في الشارع أرجوك أن تجد لنا حلا لهذه المشكلة علي اعتبار أن جميع أبنائنا مثل أبنائك وأضاف سعيد اسحاق: اذهب انا أو زوجتي لتوصيل أبنائنا إلي المدرسة وأيضا عند خروجهم منها ونكون بانتظارهم قبل موعد خروجهم بأكثر من ساعة خوفا عليهم مما نراه يوميا. كما قال مجدي فرح عامل: اذا توافر الأمن خارج المدرسة لماذا نضطر حينها إلي ترك أعمالنا لتوصيل أبنائنا إلي مدارسهم؟! فنحن الان أصبحنا في زمن خال من الرجولة والنخوة حتي انني أصبحت أري الشاب يتحرش بفتاة ويراه الجميع ولكن لا أحد يجرؤ علي معاقبته أو حتي مجرد محادثته. ثم ذهب الأهرام المسائي إلي التحدث مع الطالبات فقالت مي مصطفي طالبة في الصف الثاني الاعدادي: الشباب أمام المدرسة غير محترم وكثيرا ما تقدم أولياء الأمور بشكاوي ولكن دون جدوي رحمة عاطف طالبة بالصف الثاني الاعدادي: أصبحنا نخاف من الشارع ونتمني أن نسير بدون خوف وأن يتوافر لنا الامان والحماية أمام أبواب المدرسة بشكل مستمر حيث انه عندما أتي أفراد من الأمن كان لمدة يوم واحد فقط وبعدها لم نر أحدا منهم مرة اخري. وأضافت نورا محمد طالبة في الصف الثالث الاعدادي: حينما جاء أفراد الأمن لم يفعل أي منهم شيئا تجاه ما رأوه من تصرفات غير محترمة من تحرش وألفاظ بذيئة وحركات نابية من الشباب فكانوا يقفون موقف المتفرج علي ما يحدث. وقالت دينا محمد طالبة بالصف الثالث الاعدادي: لماذا لا يهتم المسئولون إلا بأمان المدارس الخاصة فقط ويتركون المدارس الحكومية دون وجود أي مصدر حماية لهم؟! فقد تعرضت شخصيا إلي الضرب من هؤلاء الشباب بالاضافة إلي أن أحدهم تتبعني إلي منزلي وقد كنت في قمة الرعب. ثم ذهبنا بعد ذلك إلي مديري المدارس فأجمع جميعهم علي انهم يشعرون بمعاناة أولياء الأمور وبناء عليه تقدموا بالعديد من الطلبات إلي أقسام شرطة مثل قسم شرطة مدينة العمال بوجود دوريات ثابتة لتوفير الأمن للطلبة وكثيرا ما طالبنا حتي بمجرد وجود سيارات شرطة تجوب المكان لمجرد ارهاب هؤلاء الشباب والقضاء علي هذه التصرفات ولكن كان كل هذا دون جدوي. والان نتساءل عن سبب غياب الأمن والأمان والحماية لأبنائنا وبناتنا من طلبة المدارس فمدارس امبابة تستغيث!