هرب من السجن مثل الكثيرين في أحداث ثورة يناير.. واستطاع أن يختفي عن أعين رجال الأمن طوال تلك الفترة.. لكن سرعان ما اشتاق إلي عالم الجريمة الذي أدخله السجن في المرة الأولي كواحد من تجار المخدرات.. لكنه لم يلق ترحيبا من أقرانه في ذلك العالم بعد أن أصبح مطاردا من رجال الأمن.. كما أنه معروف لرجال مباحث المخدرات ومرشد لهم. جلس الهارب يفكر كيف يعيش بدون عمل.. ونصحه بعض أقاربه بأن يعمل بأي من المطاعم والمقاهي إلا أن سيرته الذاتية كانت حائلا دون ذلك وتذكر كيف كان سائقا ماهرا للسيارات, وتفتق ذهنه عن سرقة السيارات.. غير أن ازدياد الوجود الأمني في الشارع منعه من تنفيذ تلك الفكرة.. ووقع في يده جواز سفر عثر عليه بأحد شوارع عابدين.. كان من السهل عليه وضع صورته بدلا من صورة صاحبه.. ووضع خطة لنفسه لارتكاب جرائم السرقة باسم صاحب الجواز.. وبدأ باستئجار سيارة دايو من أحد المعارض بعابدين واختفي بالسيارة.. فأسرع صاحبها بتقديم بلاغ لمباحث القسم. والتقطت مسامع الهارب قصصا عن تهريب بعض أنواع السيارات الحديثة إلي غزة عن طريق أنفاق رفح.. فتفتق ذهنه للاستفادة من عمليات النصب التي يرتكبها مع أصحاب معارض السيارات فتوجه لأحد المعارض بمنطقة العجوزة واستأجر سيارة ماركة سيراتو وبدأ يخطط للوصول لعصابات التهريب إلا أن بلاغ عابدين كان قد تحرك لأعلي مستوي, وكان اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة قد أصدر تعليماته بتشكيل فريق بحث لضبط الهارب. وبإشراف اللواء سيد شفيق تم إعداد فرق تحريات للتوصل إلي صاحب جواز السفر وبعد جهود مضنية تم تحديد مكانه وعندما توجهت قوة لضبطه فوجئوا به شخصا كبير السن لا تتفق ملامحه مع صاحب صورة الجواز. هنا أيقن رجال المباحث أنهم عادوا إلي نقطة الصفر وأصبحت فرق البحث تبحث عن شبح بجواز سفر مزور.. وفي سباق مع الزمن وضع العميد عادل التونسي خطة بحث استهدفت توزيع نشرة بأوصافه علي أصحاب معارض السيارات وكذلك الأكمنة الثابتة والمتحركة بمنافذ القاهرة والمدن.. وفي أحد الأكمنة كان العقيد عصام عزب علي رأس قوة من مباحث عابدين ضمت الرائدين وائل الشموتي وحسام عشماوي وقعت أعينهما علي المتهم وهو يقود السيارة التي استأجرها من العجوزة فتمت محاصرته والقبض عليه قبل الهرب.