تعيش قرية بشبيش, إحدي القري التابعة لمدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية حالة من الفوضي مع انتشار مرضي الفشل الكلوي ومرضي الكبد والطحال والبلهارسيا وانعدام كل الخدمات بالعزب التابعة, وفي طريقنا الي القرية التقي الأهرام المسائي الحاجة فهيمة التي تبلغ من العمر70 عاما من احدي العزب التابعة لقرية بشبيش التي كانت عائدة منها للعلاج وهي تسير علي قدميها في وقت الذروة وتلاقي من المعاناة في شدة الحر ما تلاقي أكثر من8 كيلو مترات. وكما هو حال باقي الأهالي الذين يبلغ عددهم نحو20 ألف نسمة بباقي العزب, وبدأت سيرا وسط الأراضي الزراعية لا يقابلها أحد في الطريق فماذا تفعل هذه السيدة العجوز وغيرها من الأهالي في فصل الشتاء أو في أداء مهامهم أو التلاميذ في مدارسهم أو المرضي لعلاجهم.. لماذا لم يمهد لهم الطريق؟ بدأت فهيمة تروي مأساة عزبتها, حيث أكدت أن المياه منعدمة لأنهم آخر حدود محافظة الغربية فبينهم وبين القرية الأم بشبيش8 كم وبينهم وبين محافظة كفر الشيخ3 كم, وقد تم توصيل مواسير مياه شرب منذ عشر سنوات من احدي القري التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ وتهالكت ودخلت عليها مياه الصرف الصحي فهم يعانون أشد المرارة في الحصول علي المياه بعبوات يذهبون علي عرباتهم الكارو ويملأونها من قري محافظة كفر الشيخ أو يضطرون للشرب من مياه الترع الملوثة مما تسبب في حالات مرض الفشل الكلوي. وما لفت انظارنا أكثر أننا وجدنا فتيات يغسلن أواني الطهو بمياه الصرف الزراعي الملوثة وبسؤالنا عن التعليم وجدنا الفاجعة الكبري, حيث أكد اهالي العزبة أنه لا توجد مدرسة قريبة إلا في بشبيش التي تبعد8 كم ويخافون علي أولادهم من الطريق فهناك متسربون من التعليم ونسبة الأمية متسعة وبخاصة عند الفتيات, أما المريض عندهم فيموت ولا أحد يغيثه لوعورة الطريق وعدم رصفه وخوفا من البلطجية عليه يموت المريض بلا استجابة لاستغاثته. أما الميت فلا يستطيعون دفنه إلا بالنهار للذعر الذي يعيشون فيه بسبب الانفلات الأمني.