تعاني المنظومة الصحية في محافظة البحيرة من مشكلات عديدة, حيث أن الوحدات الصحية القروية المنتشرة في كل قري وربوع المحافظة, لا تؤدي دورها في علاج ابناء الريف البسطاء بعد أن طالها الاهمال مما جعلها تتحول إلي خيال مآتة, مع تزايد الاستغلال والفساد في العهد البائد. ويؤكد حسن مرسي احد ابناء قرية معمل الزجاج التابعة لمركز كفر الدوار ان الوحدة الصحية ببلدته لا توجد بها صيدلية لصرف الدواء, وبالتالي لا يوجد أدوية لعلاج المرضي وطبيب الوحدة هو الذي يقوم بكتابة الأدوية وصرفها بنفسه من الاصناف المتوفرة بصرف النظر عن مدي ملائمتها لمرض المريض, وحول سوء الخدمة بالوحدة الصحية بمنشية ناصر يقول راضي جابر فلاح المفروض وجود اثنين من الأطباء يتناوبان التواجد بالوحدة لكن الواقع ان معظم أيام الاسبوع تكون الوحدة بدون اطباء ولا يوجد بها غير فني تحليل يقوم بعمل التحاليل. أما عن الوحدة الصحية بقرية قراقص مركز دمنهور فإن رمضان السيسي الطالب بكلية الحقوق يؤكد ان الوحدة غارقة في مياه الصرف الصحي ومحاطة بأكوام من القمامة والسباخ مما يعوق حركة الأهالي للوصول للوحدة الخالية من الأدوية والاطباء بشكل دائم. وفي ذات السياق يضيف عبدالرحمن علي فلاح بقرية البريجات مركز الدلنجات إن المشكلة ليست فقط في عدم وجود أدوية لكن الكارثة الحقيقية هي اختفاء أمصال تطعيمات الاطفال من الوحدة مما يسبب كثيرا من الشجارات بين الأهالي والعاملين بالوحدة وذلك لارتباط عمليات تطعيم الامصال بتوقيتات زمنية محددة. وفي تأكيد للمشكلات التي يعاني منها المرضي المترددون علي الوحدات الصحية القروية يقول محمد حسن المزارع بقرية تروجي ان الكلام عن العلاج المجاني بالوحدات الصحية مجرد حديث ليس له مضمون في الواقع لأن أطباء الوحدة حولوها إلي مستشفي خاص لهم, فالكشف نظير قيمة نقدية وصرف الدواء والتحليل نظير ما تدفعه من أموال, بأختصار كل شيء بمقابل مادي تدفعه وليس هناك بالوحدة شيء مجاني. وحول توقف التطوير والانشاءات في بعض الوحدات الصحية يقول ناجي لاشين المدرس بقرية ناجي بقرية زهور الأمراء ان العمل بتطوير تلك الوحدة قد توقف في مرحلة الانشاءات لاسباب إدارية بحتة, مما يجعل20 ألف نسمة بالقرية محرومين من الخدمات الصحية بشكل لائق. ويلخص الشيخ مأمون الدمنهوري شيخ جامع بالابعادية, وحالة الوحدات الصحية القروية بقوله إنها مبان بدون روح, تفتقر لوجود أطباء, وإن وجدوا فهم غير متخصصين, ومع غياب أطقم التمريض المدربة ونقص الدواء واختفاء العلاج المجاني فيها وتحويلها إلي بيزنس خاص بالأطباء المقيمين إن وجدوا, تصبح تلك الوحدات خارج نطاق الخدمة. وفي إطار اعادة الحياة للوحدات الصحية القروية أعلن المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة عن إنشاء وحدات صحية جديدة وفقا للتخطيط الحضاري والتخطيط الحديث بدلا من تلك الوحدات التي تحتاج إلي تكاليف ترميم تفوق500 ألف جنيه, بالإضافة إلي توجيهاته لمديرية الصحة بتكثيف الرقابة وأعمال التفتيش علي الوحدات الصحية القروية ومحاسبة المقصرين ومكافأة المجدين, مع توفير الاعتمادات اللازمة. كما صرح الدكتور محمد نعمة الله وكيل وزارة الصحة بالبحيرة عن توافر التطعيمات المطلوبة بالوحدات الصحية بعد أن قام فريق من المديرية بصرف الحصة المقررة للوحدات وبدء عمليات التطعيم وفقا للجدول الزمني للتطعيمات.