أخيرا سيصبح للدعاة كادر مثل بقية فئات المجتمع, حيث أعلن الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف أنه رفع الكادر الجديد للدعاة والأئمة بالوزارة, إلي كل من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي, ورئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل. لدراسته وإقراره, ويضمن الكادر الجديد تحسن الأوضاع المالية للأئمة, وقيامهم بدورهم في الدعوة إلي الله لتوجيه المجتمع, وفق رسالة الإسلام الوسطية. وأكد الوزير أن الفترة المقبلة ستشهد تطوير شئون الدعوة والارتقاء بمستواها, بالاستعانة بقاعدة بيانات علمية, وإعداد أئمة متميزين علميا وقادرين علي التعايش مع بيئة المساجد حولهم, وإعداد صف أول وثان وثالث من الأئمة والدعاة والإداريين قادرين علي مواكبة مستجدات الأوضاع, وتوفير الرعاية للأئمة المتميزين بالمساجد خاصة الكبري, والذي ستكون لهم الأولوية في الترقيات والبعثات. وبين الكادر الجديد وانتظار إقرار رئيس الجمهورية له تعالت احتجاجات الأئمة وهددوا بالاعتصام في حال عدم إقرار الكادر أو إرجائه بل وطالبوا كذلك بإنشاء نقابة مستقلة للدعاة تم رفع مشروع قانونها إلي مجلس الوزراء لعرضه علي اللجنة التشريعية لإقراره. أئمة المساجد يهددون بالاعتصام المفتوح إذا تأخر إقرار الكادر في حديث الأهرام المسائي مع عدد من الأئمة المساجد تكشفت لنا العديد من الحقائق فهناك من الأئمة من يعمل سائق تاكسي وتوك توك بسبب الراتب الهزيل الذي يتقاضاه والذي لا يتعدي1100 جنيه ولا يجاوز600 جنيه بالنسبة للإمام الحديث التعيين. ولا يعلم العديد منهم شيئا عن بنود مشروع قانون الكادر الذي رفع الأسبوع الماضي إلي رئيس الجمهورية تمهيدا لإقراره مؤكدين أن الحد الأدني للراتب الذي يرتضونه هو3 آلاف جنيه حتي يستطيع الإمام مواجهة أعباء الحياة من ناحية والتفرغ للعمل الدعوي من ناحية أخري. الشيخ حمدي سلامة إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة أكد أن عددا كبيرا من الأئمة لا يعلم شيئا عن الكادر ولم يعرض عليهم لإبداء الرأي حتي للوقوف علي بنوده. وطالب سلامة بأن ينص الكادر الجديد علي حد أدني يعين الإمام علي المعيشة الكريمة في ظل الظروف الحالية وحتي يستطيع الداعية والإمام التفرغ للعمل الدعوي علي أن ينص الكادر الجديد علي أن كفالة الحصانة للإمام والداعية تعادل الحصانة التي يتمتع بها القاضي وألا يتعرض للتضييق علي ما يقول من أي جهة أو من أي مسئول. وكشف سلامة عن أن راتبه كإمام لمسجد السيدة نفيسة منذ15 عاما وحتي الآن لا يتعدي1100 جنيه وهو مبلغ لا يعينني علي اتمام عملي الدعوي مضيفا أن راتب الإمام حديث التخرج يتراوح بين500 و600 جنيه وهو راتب هزيل لا يعين الإمام علي الحياة علي حد وصفه. وكشف سلامة عن أن هناك دعاة وأئمة يعملون سائقي توك توك وتاكسي ومنهم من يعمل بائعا في محل ملابس ومنهم من يعمل بالنقاشة. وتمني سلامة إقرار مشروع قانون إنشاء نقابة للدعاة والأئمة معتبرا أنه سيكون لها دور مهم كنقابة مستقلة تتحدث بلسان الدعاة والأئمة شأنها شأن أي نقابة مهنية في مصر بل وأهم لأن أعضاءها هم الذين يساهمون في تشكيل وعي الأمة وتنوير العقول. ويقول الشيخ زكريا عرابي إمام مسجد علي بن أبي طالب بمصر الجديدة إن توجه الدولة الآن يصب في صالح الإمام العصري و المتجدد والذي يستمر في عمله الدعوي حتي خروجه علي المعاش وهو ما يتطلب أن ترعاه وزارة الأوقاف منذ تعيينه وحتي انتهاء خدمته رعاية كاملة كداعية وكموظف في الدولة مؤكدا أن وزارة الأوقاف من أغني الوزارات في مصر لما تمتلكه من أوقاف وموارد تخصصها لها الدولة. وأضاف قائلا: تعاقبت علينا الوزارات منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتي الآن وفي مصر كل مرة يأتي الوزير كمنصب سياسي في حين أن وزير الأوقاف تحديدا هو ناظر للوقف و الوزارة عمله الأول ومهمته تنميتها والنظر في مصلحتها وفي مصلحة من يعملون بها ومن يتبعونها.. ولا شك في أن إقرار كادر للأئمة يضمن لهم العيش الكريم هو من أهم مهامة خاصة وأن الوزير قد استرعاه الله علي مال الوقف وليس إضاعته. وأشار إلي أهمية إنشاء نقابة للدعاة, لأهميتها في التعبير عن الأئمة والدعاة والمطالبة بحقوقهم مؤكدا أن الكيان الذي يعبر عنهم بهذه الصيغة حاليا هو اتحاد الأئمة وهو عبارة عن جمعية أهلية منشأة منذ30 عاما ترعي الأئمة وتعقد اجتماعات دورية لبحث مشاكلهم وإيصال صورتهم للمسئولين وتعقد اجتماعاتها بمسجد الفتح برمسيس. ويؤكد الشيخ عبد الحفيظ غزال إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس أن كادر الدعاة الجديد لم يعرض عليهم ولا يعلمون عن بنوده شيئا مشيرا إلي أن احتجاجات الأئمة والدعاة كان يتم تسكينها قبل الثورة من خلال زيادات هزيلة لا تتعدي250 جنيها كان يقرها وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق دون أن يتم تثبيتها. وأشار إلي أن راتبه وهو الآن علي درجة كبير أئمة بما يعادل درجة مدير عام لا يتعدي1600 جنيه وحوافزه لا تتعدي200 جنيه وهو راتب لا يراه مناسبا لما يقوم به من دور في الدعوة ولا يعينه علي أعباء الحياة. وحذر الشيخ عبد العزيز رجب المتحدث باسم نقابة الدعاة تحت التأسيس من غضب الدعاة والأئمة في حال عدم إقرار الكادر الجديد أو تأجيله مشيرا إلي أنهم يمهلون المسئولين حتي نهاية الأسبوع المقبل لإقراره وإلا سيتم تصعيد الاحتجاجات إلي حد الاعتصام المفتوح عن العمل. 55 ألف إمام وداعية في انتظار إقرار الكادر أكد الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم أنه تمت المطالبة بالكادر منذ سنوات طويلة وانتهت تلك الجهود بأن طلب الرئيس محمد مرسي من د. عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف السابق عمل حصر بالأئمة وإعداد مشروع قانون الكادر لعرضه عليه وهو ما تم بالفعل. وكشف الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم عن أن عدد الأئمة علي مستوي الجمهورية55 ألف إمام وداعية مؤكدا أن الكادر الجديد سيصدر خلال أيام ويعد طفرة للأئمة إذ سيحول وضع الإمام والداعية إلي درجة وظيفية بالكادر الوظيفي بالدولة خاصة أنه تم إعداده علي غرار كادر المعلمين متضمنا مزايا مادية أكثر للدعاة والأئمة. وعن نقابة الأئمة والدعاة تحت التأسيس أكد أنها مطلب عام لكل الدعاة والأئمة كاشفا عن أن د. طلعت عفيفي وزير الأوقاف قد وافق علي مشروعها وعلي إنشائها وأنها في انتظار اتخاذ الإجراءات الرسمية. وأكد د. شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف للقطاع الديني أن مشروع قانون كادر الدعاة والأئمة تم إعداده بمكتبه وبمساعدة د. أحمد عمر هاشم وزير الأوقاف السابق خلال انعقاد دورة مجلس الشعب لعام2005 إلا أن د. يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق في عهد النظام السابق رفض إقرار الكادر وكان يعاونه علي ذلك أحمد عز أمين لجنة التنظيم بالحزب الوطني المنحل وتمت إعادة طرح الأمر من جديد في مجلس الشعب في دورة2010 وأقرته اللجنة الدينية بالفعل إلا أن المجلس تم حله ليتم إحياؤه في عهد د. عبد الله الحسيني وزير الأوقاف الأسبق. وأضاف أن الكادر تم إعداده في غرار كادر المعلمين تماما بالإضافة إلي بعض المزايا استنادا إلي أن الداعية هو صانع فكر وواصفا منبر المسجد بأنه أخطر منبر في المجتمع وأخطر من وسائل الإعلام لأنها تشكل عقول الأئمة وتصل إلي عامة الناس مؤكدا أن الكادر الجديد لو تم إقراره فسوف ينقل الإمام نقلة أخري اجتماعيا وماديا. الإمام حر في انتمائه.. لكن منبر المسجد ملك للأوقاف ولن نسمح باستغلاله لصالح حزب أو جماعة أكد الشيخ عبد القوي سلامة المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف أن رسالة وزارة الأوقاف في المرحلة المقبلة هي الارتقاء والنهوض بالإمام ماديا وأدبيا وأن هذا الأمر هو الشغل الشاغل لوزير الأوقاف في المرحلة الراهنة وقال إن الوزير يعمل حاليا علي إعداد نظام جديد لزيادة الحوافز والبدلات و الأمور المادية للأئمة الذين يبلغ عددهم55 ألف إمام علي مستوي الجمهورية فضلا عن كفالة الحق العلمي والأدبي للإمام من خلال إعداد دورات لتنميته. وأضاف أن الوزارة خاطبت كل مديريات الأوقاف علي مستوي الجمهورية لحصر أسماء الأئمة المتميزين ووضعت معايير لهذا التميز, علي رأسها أن يكون الإمام حافظا للقرآن الكريم وينتمي إلي التيار الوسطي في التفكير وغير متشدد و ألا يحرم حلالا أو يحل حراما وذلك للعمل علي صقل قدراتهم في مجال الدعوة. وأكد عبد القوي أن الوزارة لا تعادي أي فكر لأي إمام, فالأئمة منهم الصوفي والسلفي والإخواني والتابع لفكر التبليغ والدعوة إلا أن منبر المسجد هو ملك للأوقاف وأن تسمح الوزارة باستغلاله لصالح أي حزب أو جماعة أو تيار سياسي أو مناهضة التيارات الفكرية الأخري وأن رسالة وزارة الأوقاف محاربة التيارات الفكرية بشكل رادع. وأضاف أن مطالب الأئمة مشروعة وأن لقاء الأئمة الذي عقد الأحد الماضي بينهم وبين وزير الأوقاف تعهد فيه الوزير بتحقيق كل مطالبهم المادية إلا أن مطالبهم بمنح الإمام سلطة الضبطية القضائية وكفالة حصانة له تعادل حصانة القاضي هي مطالب لها علاقة بالدولة وهي المسئولة عن الاستجابة لها وليست الوزارة. وأضاف أن الوزارة ليست بينها وبين أي إمام أو خطيب علي مستوي الجمهورية أي مشكلة والوضع ذاته بالنسبة للتيارات الفكرية والسياسية في مصر لأن الوزارة ملك لجميع المصريين علي اختلاف انتماءاتهم واعتقاداتهم, موضحا أنه بالنسبة للكادر فلا صحة لما يشيعه بعض الأئمة من أنه سيتم إقراره خلال الشهر الجاري حيث أن الأمر ما زال معروضا علي رئيس الجمعورية ولم يتحدد موعد بعد لإقراره.