ليلة مشهودة تلك التي عاشتها قرية كفور العرب التابعة لمركز طلخابالدقهلية أمس الأول, تحولت فيها ساحة المسجد الكبير بالقرية إلي بركة من الدماء وبعض المنازل إلي كتلة من النار بعد أن امتلأت صدور الأهالي بالغضب والحقد. فقاموا بذبح بلطجيين والتمثيل يجثتيهما علي مرأي ومسمع من جميع سكان القرية الذين خرجوا عن بكرة أبيهم ليروا هذا المشهد الذي إن كان في ظاهره مفزعا إلا أنه في باطنه شفاء لما في الصدور.. ذلك بأن البلطجيين لم يكتفيا بترويع الأهالي وفرض سيطرتهما ونفوذهما عليهم والتحصل منهم علي إتاوات إجبارية ولكنهما قاما بقتل صبيين في عمر الزهور دون ذنب أو جريرة وأصابوا ثلاثة آخرين حين أطلقوا النار بشكل عشوائي علي الأهالي الذين هبوا للتصدي لهما. كانت قرية كفور العرب التابعة لمركز طلخابالدقهلية قد تحولت إلي ثكنة عسكرية بعد مصرع طفلين وإصابة ثلاثة آخرين وقيام الأهالي بحرق بلطجيين بعد قتلهما والتمثيل بجثتيهما وحرق ثلاثة منازل وقطعة أرض زراعية ملك شقيق أحدهما وبرجي شبكتي محمول كما قام أهالي القرية بمنع السيارات الأجرة من الوقوف بالموقف الخاص بالقرية لمنع أهالي البلطجيين من الوصول إليها. توجهنا إلي القرية التي شهدت تشييع جثمان الطفلين من المسجد الكبير بالقرية مسجد أولاد صقر حيث انتظر الأهالي الجثمانين أمام المسجد بعد خروجهما من مستشفي الطوارئ بالمنصورة وسط نحيب أهل الطفلين اللذين كانا يلعبان الكرة وقتلا دون ذنب. حكي الأهالي تفاصيل الواقعة والمطاردات المثيرة التي استمرت لمدة سبع ساعات بين الأهالي والبلطجية ل الأهرام المسائي حيث قام البلطجية بإطلاق النيران علي الأهالي بشكل عشوائي لإرهابهم ولفرض السيطرة والحصول علي الإتاوات الأمر الذي تسبب في وفاة طفلين كما يؤكد أحد أهالي القرية.. وأضاف: توجه الأهالي إلي منزل البلطجي ويدعي سيد محمد عرفات والذي ظل يطلق النيران علي الأهالي من سلاح آلي كان بحوزته وبرفقته أحد أشقائه حمدي وهما تحت تأثير المخدر وبعد مطاردة الأهالي لهما حضر رجال الشرطة وأطلق أحد القناصة النار من أعلي سطح أحد المنازل علي البلطجي مما ساعد الأهالي علي الامساك بالبلطجيين وذبحهما بأسلحة بيضاء ثم حرق جثتيهما والتمثيل بهما. ويضيف: ثم قاموا بحرق منزل شقيق البلطجي والمكون من ثلاثة طوابق ثم حرق منزل البلطجي نفسه المكون من طابق واحد واشعال النيران فيه أيضا ثم حرق عقار ثالث مكون من طابق واحد عبارة عن ورشة للحدادة خاصة بالبلطجي ثم حرق برجي شبكتي محمول كانا بأرض البلطجي بالقرية. ويروي الأهالي تفاصيل أحداث التخلص من البلطجي الذي أرهب القرية لمدة ثلاث سنوات ولم يستطع أحد الوقوف أمامه حتي اتحد الأهالي ضده واتفقوا علي القصاص منه بعد تلك الواقعة. فيشير أحد سكان القرية إلي أن السيد عرفات اشتهر في القرية بأعمال البلطجة ومنذ ثلاث سنوات قام بإطلاق النار داخل سوق القرية من فرد خرطوش وأصاب عددا من السيدات ولم يتم القبض عليه ولم يبد الأهالي أي رد فعل لنفوذ البلطجي في عالم الإجرام مؤكدا أن الأمن كان يلقي القبض عليه ويتم الإفراج عنه مرة أخري دون معرفة أسباب الإفراج عنه. يضيف: وبعد خروج السيد عرفات من السجن ووصوله القرية قام أشقاؤه وأمه بترك القرية والذهاب إلي أقاربهم بإحدي القري بعدما شعروا بأن السيد سوف يثير المشكلات لقيامه بإطلاق النار بشكل عشوائي علي المارين بالشارع. وقام الأهالي بالتجمهر ولكن لم يستطع أحد الوصول إليه وقمنا بإبلاغ الأمن بما يحدث وبعد أن وصل الأمن إلي القرية اعتلي أحد القناصة من الشرطة سطح أحد المنازل وقام بإصابة عرفات والبلطجي الموجود معه وأثناء قيام الأمن بإنزال جثته قام الأهالي بالهجوم علي الشرطة وأخذوا جثة السيد عرفات وزميله وقاموا بسحلهما وتقطيعهما بالأسلحة البيضاء أمام المسجد الكبير بالقرية ثم قاموا بإشعال النار في جثتيهما أمام جميع أهالي القرية. كان اللواء مصطفي باز مدير أمن الدقهلية قد تلقي إخطارا من مأمور مركز طلخا بمصرع طفلين وإصابة أربعة آخرين بعد أن قتلهما أحد المسجلين الخطر وقام الأهالي بالانتقام لهما بقتل اثنين من البلطجية وحرق منازل القاتل وعائلته بإحدي القري التابعة للمركز. وأمر العميد السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث بقيادة الرائد محمد متولي رئيس مباحث مركز طلخا وقوة المركز ومباحث المديرية وأربعة فرق من الأمن المركزي وتوجهوا إلي قرية كفور العرب. ودلت التحريات علي قيام أحد البلطجية ويدعي السيد عرفات35 سنة بإطلاق النيران بطريقة عشوائية علي الأهالي مما أدي إلي مقتل محمد عبد الرحمن الحسيني15 سنة بطلق ناري في البطن و ناجي أحمد عبد العليم14 سنة بطلق ناري في بطنه ورقبته أثناء لعبهما كرة القدم مع مجموعة من أصدقائهما ليلقيا مصرعهما أثناء إجراء جراحة عاجلة في مستشفي الطوارئ. كما أصيب سمير رمضان بدير39 سمة برصاصة في بطنه وعبد الله رياض محمد10 سنوات وبكري حسن عبد الواحد28 سنة وقامت قوة من المباحث بتفتيش منزل زوج والدة البلطجي( أحمد محمد أبو العينين) حيث تم العثور علي فرد خرطوش و12 طلقة روسي وفوراغ طلقات ولفافة من مخدر البانجو.