النشاط الرياضي سيعود, والدوري الممتاز سيقام هذا الموسم.. والجماهير المصرية الكبيرة ستحضر المباريات إن لم يكن في البداية ففي أي وقت تكون فيه الأمور عادت إلي طبيعتها. كل هذا سيحدث وبأسرع مما يتخيل دعاة التخريب وتجفيف منابع الخير في البلد العظيم ليس فقط لأن الخراب طال الأندية والاتحادات الرياضية, ولكن لأن مصر بلد الأمن والأمان ودولة القانون والمؤسسات التي لا تغيب شمسها مهما طالت فترة الظلم, ومهما أرخي الليل سدوله!! المهم كيف يعود النشاط الرياضي, وكيف استعدت له الأطراف كلها من أمن وأندية واتحاد كرة وروابط جماهيرية وإعلام لأن أسلوب النظام السابق في طبخ الأمور لم يعد يجدي, والإقبال علي أية خطوة غير محسوبة ستكون نهايته كارثة أو مجزرة أو مأساة, وما حدث في بور سعيد ليس ببعيد!! ليس مهما أن تعود المسابقات كلها بكامل تفاصيلها في فترة واحدة, ولكن المهم أن تعود علي أسس وبضوابط مشددة نضمن معها ألا تتوقف مرة أخري وألا يتكرر ما حدث. وإذا كان التأجيل عملية صعبة تطول هيبة الدولة بعد اقتحام مقر اتحاد كرة القدم وتحطيمه وسرقته, فإن الأمر يتطلب جدية وسرعة في استقبال المباريات وتنظيمها حتي لا يتحول يوم مباراة للأهلي والزمالك إلي يوم عذاب للمصريين في شوارع القاهرة والإسكندرية!! وما فعله محمد أبو تريكة قبل ساعات من لقاء السوبر لا يعني أنه ينتصر لاستخدام القوة في الحصول علي حقوق الشهداء, ولكنه جاء عن قناعة وعن أسباب منطقية تنبع من معرفته الكاملة بما يجري إداريا في النادي الأهلي تحت قيادة حسن حمدي.. هو فعل ذلك وهو يعلم أنه يخاطر بما تبقي من مستقبله الكروي, لا يزايد ولا يبحث عن شهرة أو مصلحة, ولكنها المبادئ الحقيقية التي تكلف صاحبها الكثير خاصة إذا كان يواجه فلول نظام فاسد أسقطه الشعب وذهب برموزه خلف قضبان السجون! [email protected]