استكمالا لمسلسل الانفلات الجماهيري والظواهر المؤسفة التي عرفت طريقها بقوة للكرة المصرية.. تعرض مبني اتحاد كرة القدم بالجبلاية لهجوم شرس ومفاجئ من المئات من رابطة مشجعي الأهلي( الالتراس) الذين اقتحموا الإتحاد ودمروا واجهاته بالكامل وقذفوه بزجاجات المولوتوف والبنزين والصواريخ والشماريخ وأطلقوا الرصاص الحي علي نوافذه وحطموا بعض السيارات خارج الإتحاد وأصابوا العاملين بالمبني والمارة في منطقتي الجزيرة والجبلاية بحالة من الفزع والرعب الشديدين اعتراضا علي قرار إتحاد الكرة بإقامة الموسم الجديد الذي من المقرر أن يبدأ بلقاء السوبر المحلي بين الأهلي وانبي الأحد في ستاد برج العرب في ظل إجراءت المحاكمة البطيئة للمتورطين في حادث مباراة الاهلي والمصري في بورسعيد في الموسم الماضي والذي راح ضحيته العشرات من جمهور الاهلي. وقام الالتراس الذين هاجموا الإتحاد والذين كانوا معصوبي الأعين بالاستيلاء علي3 كؤوس من المعروضة في دولاب الاستقبال بالإضافة لدرع الاتحاد العربي. وساعد الوجود الأمني الضعيف والمحدود من رجال الشرطة الالتراس علي القيام بمهمتهم التخريبية بالإضافة إلي أن أفراد الحراسة المكلفيمن بتأمين بوابات إتحاد الكرة والتابعين لشركة الأمن الخاصة المتعاقد معها الإتحاد فروا أمام الهجوم لكونهم لا يحملون أي أسلحة تساعدهم علي تفريق المهاجمين. وبدأت القصة بوقفة إحتجاجية نظمها بعض أسر ضحايا مباراة الاهلي والمصري في بورسعيد وحضرها عدد محدود من أسر الشهداء أمام البوابة الرئيسية للنادي الاهلي للتنديد بقرار مجلس إدارة النادي بأداء مباراة كأس السوبر أمام إنبي والمشاركة في مسابقة الدوري والكأس في الموسم الجديد وإنضم للوقفة الإحتجاجية عدد من جمهور الالتراس معصوبي الأعين وتوجهوا إلي مبني إتحاد الكرة بعد إنتهاء مراسم قرعة الدوري في الموسم الجديد بساعتين وأثناء إجتماع لجنة الحكام لتحديد حكام الأسبوع الأول من مسابقة الدوري وفوجئوا بدوي إطلاق نار خارج الإتحاد وأصوات ناتجة عن تكسير زجاج النوافد وانفجار زجاجات البنزين والمولوتوف والصواريخ والشماريخ ومحاولة إضرام النيران في ساحة اتحاد الكرة. وأخذ الجمهور يردد هتافات مفيش دوري و حرية و حتولع و يانجيب حقهم يانموت زيهم بالإضافة إلي قيام الجمهور بتوجيه الشتائم لمجلس إدارة الاهلي وجهازه الفني ولاعبيه والقائمين علي اللجنة المؤقتة لإدارة إتحاد الكرة برئاسة المهندس عامر حسين الذي كان موجودا داخل الاتحاد. وبعد انتهاء الجمهور من عملية تدمير الاتحاد خرج العاملون بالإتحاد والرعب والذهول علي وجوههم غير مصدقين أنهم نجوا بحياتهم بعد هذه اللحظات العصيبة وترك الهجوم آثارا سيئة علي مبني الاتحاد. وظهرت علامات الرعب علي وجه سمير محمود عثمان الذي قال: لا أصدق ما حدث فالأمور كانت تسير بشكل طبيعي وتم إجراء قرعة الدوري في أجواء جيدة وفوجئنا أثناء اجتماع لجنة الحكام بهذا الهجوم وهتافات المطالبة بالقصاص واتحاد الكرة بالاهلي لا يمثلان جهات تحقيق أو جهات أمنية وتم إلقاء زجاجة بنزين علي أحد المكيفات أسفل نافذة غرفة لجنة الحكام ونجح عصام صيام في اطفائها بل تم تحطيم ماكينة الصرف الآلي خارج الإتحاد وهذا ليس أسلوبا للإحتجاج بل عمليات تخريبية وسرقة تثير الرعب والإرهاب وليست لها علاقة بالرياضة أو كرة قدم من قريب أو بعيد. ولم يكتف ألتراس الأهلي بما قام به امس من تحطيم اتحاد الكرة بل قامت مجموعة منه بالتجمع أمام بوابة النادي الأهلي الرئيسية بالجزيرة وأخذوا يرددون الهتافات العدائية من مجلس ادارة النادي والجهاز الفني واللاعبين واستمرت اتهامات الجماهير الغاضبة للاعبي ومسئولي الأهلي بنسيان ضحايا مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد والاهتمام بجمع الأموال من الاعلانات وعودة النشاط الكروي. وردد الألتراس الهتافات المناهضة لموقف مجلس الإدارة من التحقيقات في المذبحة. وقام الأمن بإغلاق البوابات الرئيسية للنادي ومنعوا أي فرد من الدخول دون أن يكون بحوزته بطاقة العضوية العاملة كما تواجدت عربات الشرطة بكثافة امام بوابات النادي. وأكد بعض أفراد الألتراس براءة الرابطة من واقعة تدمير واقتحام مقر اتحاد الكرة.