حالة مختلفة سيطرت علي صورة الدراما في السنوات الأخيرة أعطت إحساسا لدي المشاهد بأنه أصبح أمام فيلم سينمائي نظرا لما تتمتع به الصورة بشكل سينمائي. وقد ارجع بعض النقاد هذه الطفرة التي شهدتها الدراما إلي طوفان المخرجين السينمائيين, بينما يري آخرون أن هذه الصورة أفقدت الدراما طعمها من خلال صورتها التي كانت تختلف تماما عن السينما.. الأهرام المسائي استطلعت آراء عدد من مخرجي السينما والتليفزيون حول حقيقة التطوير الذي أحدثته مدرسة الاخراج السينمائي في الاعمال التليفزيونية.. في البداية أكد المخرج خالد الحجر أن الصورة الجيدة والتكنولوجيا الجديدة بالإضافة إلي كاميرات السينما مثل الريد, والفايف دي, كانت من أهم الإضافات التي أحدثت تطورا جديدا في عالم الدراما التليفزيونية. وقد ظهر هذا واضحا في أعمال مهمة مثل دوران شبرا وأهل كايرو وطرف ثالث والبلطجي ورقم مجهول, والتي اتبعت طريقة جديدة في المعالجة, وأضافت شريحة جديدة من المشاهدين وهي شريحة الشباب التي ابتعدت منذ فترة طويلة عن مشاهدة الدراما التليفزيونية وجذبتها نحو هذه الأعمال. وقال المخرج تيسير عبود مخرج مسلسل ورد وشوك: إنه مما لا شك فيه أن مخرجي السينما قدموا إضافة مهمة للدراما علي الرغم من اختلاف تكنيك السينما عن الفيديو, ولكننا في الوقت ذاته لا نستطيع فرض التكنيك الخاص بالسينما علي الفيديو, ولكن من السهل أن تجد روح المخرج السينمائي في العمل الدرامي بشكل كبير. وأضاف أن استخدام الكاميرا الواحدة في تصوير العمل الدرامي أعطاها الطابع السينمائي, خاصة وأنه أفضل من خلال التحكم في الزاوية واللقطات المطلوبة. بينما قال المخرج محمد علي مخرج مسلسل الهروب: أن تأثير مخرجي السينما علي الدراما التليفزيونية كان واضحا بشكل كبير في أعمالهم مشيرا إلي أن تأثير التكنيك السينمائي أعطي له حرفية جديدة سيظل تأثيرها موجودا حتي لو ترك مخرجو السينما مجال الدراما التليفزيونية وعادوا لمجالهم بالسينما سيظل تأثيرهم علي الدراما التليفزيونية موجودا لأن المشاهد لن يرضي بغير ذلك بديلا. وقالت كاملة ابو ذكري مخرجة مسلسل ذات أن مخرجي السينما تركوا بصمة كبيرة في الاهتمام بالصورة والزوايا ولكن ورغم هذا التطور مازال هناك من يحب الطريقة التقليدية في الإخراج والصورة القديمة وأكدت أبو ذكري أن التكنيك الجديد الذي أدخله مخرجو السينما علي الدراما التليفزيونية جذب الكثير من الشباب. وأضافت قائلة: أظن أن مخرجي السينما الذين اتجهوا للدراما التليفزيونية سوف يتأثرون أيضا بالتليفزيون خاصة من استمر منهم لفترة طويلة في العمل للتليفزيون وعند عودتهم للسينما سوف يظهر هذا التأثر بوضوح خاصة من استمر لفترة طويلة.فيما رفض المخرج محمد فاضل مخرج مسلسل ويأتي النهار التصنيف الذي يطلقه البعض علي المخرجين وقال: المخرج مخرج سواء كان يخرج عملا للتليفزيون أو عملا للسينما الفيصل هنا هو العمل نفسه وجودته ومدي رضاء الناس عليه وأكد فاضل أن هذا التصنيف تعرض له عند اتجاهه للإخراج السينمائي وقال البعض لماذا يخرج للسينما وهو مخرج تليفزيون بالأساس. وأوضح فاضل: لابد من تقييم الأعمال منفردة لنعرف كل عمل ويعرف المشاهد كم التطورات التي أدخلت عليه وبعدها نقيم مخرجه ونسأله أين إضافاتك؟! ورفض المخرج وائل فهمي عبد الحميد أن يكون مخرجو السينما وراء هذه النقلة مشيرا إلي أن التكنولوجيا الجديدة والتقنيات هي التي غيرت الصورة نفسها حيث أصبحنا نستخدم كاميرات حديثة التقنية تعطي كواليتي رائعا, بالإضافة إلي مدير التصوير الذي ينفذ صورة جيدة, وهو ما أعطي شكلا مختلفا لصورة المسلسلات الدرامية بشكل عام. وأضاف أن البطل دائما في الفيديو هو النص الدرامي وليس أي شيء أخر خاصة وأن هناك أعمالا حققت نجاحا رائعا بالنص رغم أن صورتها كانت متواضعة, وذلك يرجع لكون الفيديو يعتمد علي الحكايات بشكل أكبر.