الخطاب الديني في وسائله من الوعظ والإرشاد والافتاء وفهم الدين وعرضه في العملية التعليمية والدعوية سالفة الذكر يشهد ظواهر مسيئة تعود سلبا علي سمعته ومكانته ومقاصده, والخلل مرجعه أن العمل الدعوي مظهر الخطاب الديني صار مهنة من لا مهنة له!, وحسبا من لاحسب له!, وكسبا واتجارا ليس للإعاشة فقط بل للثراء والجاه وهو ما أخبر عنه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: لاتقوم الساعة حتي يخرج أقوام يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة بألسنتها مسند أحمد184/1, رقم1597- إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل.. صحيح البخاري, كتاب العلم باب رفع العلم وظهور الجهل, لاتقوم الساعة حتي يتكلم الرويبضة, في الدين! قالوا: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافة يتكلم في أمور العامة رواه أصحاب السنن إن العمل الدعوي الأصيل لا الدخيل له قواعده ومناهجه وأصوله وأبعاده من: * الدعوة وما يتصل بها من فقه الأدلة ووسائل الاستنباط ومآلات الأحكام علي ما هو مفصل في أصول وقواعد الفقه. * الداعية: يعني به علي المستوي الفردي الداعية وعلي المستوي الجماعي مؤسسة الدعوة: وزارة, أو هيئة.. * المدعو: يراد به المتلقي للدعوة في الداخل والخارج, المسلم وغيره والأصل الأصيل نصوص يجب تفعيلها لا مجرد العلم والحفظ الظاهري لها كصنيع الكثرة الكاثرة من حفظة مرددين فحسب غير عاملين!, قال الله عز وجل ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين الآية33 سورة فصلت , قل هذه سبيلي ادعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني الآية108 سورة يوسف, ولا تقف ما ليس لك به علم الأية36 من الإسراء, ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد الأية18 سورة ق والذين هم عن اللغو معرضون الأية3 من المؤمنون, واجتنبوا قول الزور الأية30 سورة الحج, والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الآية58 الأحزاب, هماز مساء بنميم الآيةة11 سورة ن واخفض جناحك للمؤمنين الآية88 من سورة الحجر, لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس الأية114 سورة النساء, ومن السنة النبوية أخبار صحيحة تدعو الي الأداب السامية, والسياسة الحكيمة, وإجلال الكبير وتوقيره, ورحمة الضعيف والأخذ بيده, ومخاطبة كل ذي قدر وفق قدره, وإجلال العلماء والإصغاء اليهم, وتنوع الخطاب وفق الأحوال والمقتضيات والظروف, والتودد والتلطف في الخطاب والدعوة, والتعريض والتعميم والتعريض في النقد, وغير ذلك في مصنفات حديثية معتمدة تعني بالآداب السامية والفضائل العالية والتوجهات الراقية( يسروا ولاتعسروا, بشروا ولاتنفروا.. متفق عليه,,(إن الرجل ليتكلم بالكلمة مايتبين مافيها ينزل بها الي النار أبعد مما بين المشرق والمغرب متفق عليه( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم رواه الشيخان اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث, ولاتحسسوا ولاتجسسوا, ولاتنافسوا, ولاتحاسدوا, ولاتباغضوا ولاتدابروا, وكونوا عباد الله اخوانا, المسلم أخو المسلم: لايظلمه, ولايخذله, ولايحقره, التقوي ههنا ويشير الي صدره ثلاث مرات, بسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم, كل المسلم علي المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه, إن الله لاينظر الي أجسادكم ولا الي صوركم ولكن ينظر الي قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم..هذه النصوص وماتماثلها وتناظرها وتشابهها, ودلالتها, وواقعها العملي في فهم صدر الأمة من السابقين وفقه آئمة العلم, ومصنفات علم الدعوة وماتحلي به أناس عاديون من تجار السلع في أسواق أسيا وافريقيا وما اتصف به مجاهدون من اخلاق عملية ألفت القلوب ورغبت في الاسلام! الإ أن هذه المناهج الدعوية أصابها عوار صاحبتها ظواهر مسيئة عادت سلبا تنضح بها وسائل اعلامية فمن ذلك: العنف الفكري: رمي الناس بالكفر والشرك واتهامهم بالبدعة والفسق,والفحش في القول, وحصر وقصر الإسلام في جماعات وفرق ومايسمونه منهجا, وأقوال رموز وأشياخ من التنابز بالألقاب السيئة, واللمز وسوء الظن, وكلمات سوقية لاتصدر إلا من رعاع, والتقاتل علي العصبية المذهبية والحزبية, وصد مقلديهم وأتباعهم عن تلقي العلوم من غير من سواهم!, والسعي الحثيث علي خدمة اجندات وأدبيات اتجاهاتهم علي حساب صحيح الدين, وتحتل فصائل السلفية المدعاة والشيعة, وماتفرع من توجهات حركية وقتالية