فرضت قوات الشرطة العسكرية حصاراعلي قرية أبو سليم للفصل بين معسكر الأمن المركزي والأهالي الغاضبين بهدف منع تجدد الاشتباكات فيما توالي نيابة بني سويف بإشراف المستشار حمدي فاروق المحامي العام الاول تحقيقاتها وأمرت النيابة بدفن الجثث الاربع بعد انتهاء الطب الشرعي من تشريحها كما تواصل النيابة سماع أقوال الشهود والمصابين, كما قامت بإستدعاء قائد قوات الامن المركزي ببني سويف وضباط النوبتجية. وفي نفس السياق شهدت قرية أبو سليم لليوم الثاني علي التوالي أحداثا مؤسفة فلم تكد القرية تنتهي من دفن ذويها الا وفوجئوا بمرور أحد جنود الامن المركزي من وسط الزراعات أثناء هروبه من المعسكر فقاموا بالامساك به وتعدوا عليه بالضرب بالشوم والاسلحة البيضاء واستطاع عقلاء القرية تخليصه من بين ايدي الأهالي الغاضبة وقامت قوات الجيش بوضعه في إحدي مدرعات الجيش واودعته إحد المستشفيات. كما تمكن( الأهرام المسائي) من مقابلة إحدي أسر شهداء القرية بعد أن خرجت القرية الي المقابر شرق النيلببني سويف لدفن ذويهم بالآلاف وخوت القرية علي عروشها ولم يتركوا سوي كبار السن والاطفال ليشيعوا شهداءهم الاربعة الي مثواهم الاخير وخيم الحزن علي الجميع الي حد ان المراقب للموقف لا يستطيع التفرقة بين أهلية المتوفي وجيرانه واتشحت النساء جميعهن بالسواد وتعالت الصرخات وانين الرجال وامتزجت الدموع برمال الارض وابي الجميع الا وان يدفنوا جثة جثة وفور الانتهاء من تلك المراسم المضنية رجع الجميع منكسر الرأس حزينا علي ما حدث وقام الاهالي بترك طريق الكورنيش الذي قطعوه أمس الجمعة لتعود حركة المرور لطبيعتها وكأنها الهدنه بسبب عظم ما تمر به القرية من الم علي الفراق وحزنا علي مصابيهم. التقينا في البداية مع السيدة سونيا عبد الرحمن محفوظ والدة الشهيد جابر سعيد20 سنة يعمل حدادا بالقاهرة الذي لقي مصرعه برصاصة في قلبه علي حد قولها وتحدثت بصعوبة قائلة: إبني منذ بداية الشهر الكريم يعمل في مصر واتي ليحضر معنا فطورا في منتصف الشهر الكريم وعند دخوله المنزل وجد والده خارجا بالبهائم للحقل فأبي الا أن يذهب هو محل والده ليتلقي رصاصة الغدر دون أن يعرف من أصابه ولماذا واغشي علي السيدة ولم تستطع أن تكمل حديثها واخذت عمته سيدة عبد المجيد تستطرد الحديث قائلة: كنا بنجد له فكان يجهز أثاثه ليتزوج ولكنه في نفس الوقت كان يقدم أوراقه للجهادية لأنه كان يعتبر خدمه وطنه أهم من زواجه وافاقت والدته لتقاطعها باكية وتقول انا عاوزه حق الثلاث جرادل دم التي نزفها ولدي من صدره أنا عايزة حقه...واخذ والد الشهيد الغفير سعيد عبد الحميد محمد يهديء من روعها ويذكرها بآيات الله ويقول لنا لقد إتصل بي الضابط من المركز وقال لي إذهب لتأمين رئيس نيابة مركز بني سويف فتركت لولدي الذي لم يجف عرقه من عناء السفر بالذهاب للحقل مكاني وياليت كانت روحي فداءه فكان نعم الولد الذي عمره ما قام بمظاهرة وكان همه العمل ليساعدنا علي المعيشة ولا ذنب له في تلك الاحداث الا أنه من أبو سليم المنكوبة. وكانت قرية أبو سليم التابعة لمركز بني سويف قد شهدت أحداثا مؤسفة لم تشهد المحافظة مثيلا لها منذ إندلاع ثورة يناير, حيث قامت قوات الامن المركزي التابعة لمعسكر الامن المركزي بأبو سليم المتاخم مباشرة للقرية بإطلاق وابل من الاعيرة الرشاشة والقنابل المسيلة للدموع, مما أدي الي مقتل4 واصابة9 من شباب وأطفال القرية, كما قامت قوات الامن بإحراق ثلاثة بيوت من القرية وقامت الأهالي برد فعل عنيفة بعد مصرع المصابين الواحد تلو الاخر, حيث خرج الأهالي بالآلاف الي كورنيش النيل وقاموا بتكسير وحرم ديوان عام محافظة بني سويف وحطموا مكتب المحافظ والمستشار العسكري وسيارات المحافظة وقاموا بإشعال النيران في سيارات الشرطة التي كانت تقترب منهم كما قاموا بتكسير وحدة الانقاذ النهري والمسطحات المائية بعد أن فر ضباطها ومجندوها باللنشات الي وسط نهر النيل