فتح مجلس الشوري في جلسته أمس برئاسة الدكتور أحمد فهمي ملف أطفال الشوارع حيث حذر الأعضاء من خطورة هذه الظاهرة التي تشكل أخطارا متعددة علي المجتمع بعد أن بلغ عدد أطفال الشوارع نحو700 ألف طبقا لإحصاءات المنظمات المعنية التابعة للأمم المتحدة. وطالب مجلس الشوري بالعمل علي حماية أطفال الشوارع وتنمية المحافظات الطاردة لوقف هجرتهم إلي المدن. وفي بداية الجلسة عرض الدكتور عبدالعظيم محمود عبدالعال رئيس لجنة التنمية البشرية التقرير الذي أعدته حيث يؤكد ضرورة دمج جميع الجهات ذات الصلة بهذه القضية في جهة واحدة لتكون هي الوحيدة المسئولة عن ملف أطفال الشوارع أسوة بالتجربة اليابانية. وطالب التقرير وزارة الإسكان بتخصيص أراض في المحافظات التي تعاني من المشكلة لبناء مؤسسات متكاملة تقدم الرعاية التربوية والتعليمية والتدريب الإنتاجي لأطفال الشوارع, وذلك بالتعاون مع جمعيات رجال الأعمال والمستثمرين, إعمالا لبنود اتفاقية حماية الطفل. كما أوصي برفع سن المسئولية الجنائية من7 سنوات إلي10 سنوات, وتغليظ عقوبة إهمال أولياء الأمور لأبنائهم وكذلك الفصل التام بين الأطفال والجنائيين الآخرين داخل أقسام الشرطة, مع الاهتمام بالعلاج النفسي والديني لهم, واقترحت اللجنة في سبيل ذلك وجود مكان منفصل عن أقسام الشرطة يديره أفراد مؤهلون. ودعت اللجنة في تقريرها إلي تشجيع الوقفين الإسلامي والمسيحي علي دعم مؤسسات رعاية أطفال الشوارع, فضلا عن إعادة النظر في طبيعة الدور الذي تقوم به المؤسسات الأهلية والنوادي النهارية ودور الرعاية المتخصصة العاملة في هذا المجال, وكذلك وضع برامج تدريبية وتأهيلية للأخصائيين الاجتماعيين والعاملين في هذا المجال. وشددت اللجنة في تقريرها علي ضرورة تقنين عدد المتطوعين الأجانب العاملين في مجال تأهيل أطفال الشوارع, مع إخضاعهم لرقابة شديدة لضمان عدم انحرافهم سلوكيا. وطالبت بضرورة وضع نظام تعليمي متكامل غير طارد للأطفال, وأن تتم تغطية الأسر المصرية بالتأمين الصحي الشامل, وإعادة النظر في قانون الطفل, والاعتناء بالأسر ذات الصلة بالموضوع. وأرجعت اللجنة أسباب ظاهرة أطفال الشوارع إلي ارتفاع نسبة الأمية والفقر والجهل والتفكك الأسري, وانتشار العشوائيات والمخدرات والبطالة والتسرب من التعليم, وغياب التكافل الاجتماعي والأخلاق الإنسانية والقيم الدينية, فضلا عن إهمال النظام السابق وغياب دور الدولة في الرعاية وكذلك غياب الدور الإعلامي للتوعية بمخاطر المشكلة.