استيقظ أهالي منطقة باب الشعرية في ثاني أيام شهر رمضان علي صرخات سعيد جارهم والمعروف بينهم بالطيبة ومشاركة الجميع في الأحزان والأفراح مع الصغير قبل الكبير لم يصدق الجيران أن صرخات الاستغاثة التي شقت سكون الليل قبل اذان الفجر قد صدرت من جارهم الطيب. تجمع كل من سمع تلك الصرخات المدوية ليفاجأوا بأن جارهم عثر علي شقيقته سيدة والتي كانت له بمثابة الأم قبل الأخت الكبري غارقة في بركة من الدماء التي تفجرت من جسدها الممزق. وبفعل حرارة الجو المرتفعة أوشكت رائحة تحلل جثة المجني عليها أن تزكم أنوف المجتمعين من الجيران الذين حاولوا المساعدة بالتوصل إلي مرتكب الحادث للانتقام منه خاصة أن جميع المنافذ والأبواب سليمة وأن المجني عليها تقيم مع ابنها طارق والذي اختفي من مسرح الأحداث وحاول البعض منهم ابلاغه بمقتل أمه غير أن تحريات الشرطة أشارت بأصابع الاتهام إلي ابن المجني عليها خاصة وأنه سبق اتهامه في عدد من القضايا وأن المجني عليها كانت تمتاز بعلاقاتها الطيبة مع الجميع. وبتفتيش محتويات الشقة عثر علي كمية من الأقراص المخدرة وسرنجة بها آثار دماء ولفافة ورقية بها مادة الهيروين المخدر, وتبين من معاينة النيابة للجثة أنها تعرضت للطعن في البطن والرقبة والوجه بأكثر من02 طعنة. انفض الجيران ورجال الشرطة من مسكن المجني عليها وهم في حالة اندهاش غير مصدقين أن ابن المجني عليها هو المتهم الحقيقي في ارتكاب هذه الجريمة التي هزت مشاعر الجميع في الحي الشعبي. وسرعان ما تمكن بعض الشباب من جيران المجني عليها من ارشاد رجال المباحث إلي الأماكن التي يتردد عليها ابنها طارق بمنطقة باب الشعرية.. وبضبطه قرر الابن انه هو من قتل والدته المسنة بعد ان ضادق ذرعا بسيطرتها عليه ومحاولاتها المستمرة حرمانه من تعاطي المواد المخدرة التي ادمنها. وبأعصاب باردة دون أي مشاعر ندم علي جريمته الشنيعة سرد طارق بدايته مع عالم المخدرات منذ تعثره في حياته الدراسية والعملية وإتخاذه منها ملاذا لنسيان مرارة الواقع البائس الذي يعيش فيه ويسكت لحظة كأنه يستعرض شريط حياته الذي أدي به إلي مقتل الأم التي أنجبته وربته وبذلت ما في وسعها حتي صار رجلا ولكنها عبثا حاولت منعه من تعاطي المخدرات فكانت نهايتها القتل والذبح لمجرد الاعتراض علي نزوله من المسكن لشراء تلك السموم التي يتعاطاها. ويضيف طارق قائلا: يوم الحادث شعرت برغبة شديدة في الحصول علي جرعة الهيروين التي تعودت عليها لكن مراقبة المجني عليها لتحركاتي كانت أقوي بعد أن فرضت علي نظاما غذائيا معينا ومنعت وصول الهيروين إلي من بعض أصدقائي الذين كانوا يقومون باحضاره بمقابل كبير كان مثار اعتراض دائم ولوم من جانبها. وعندما حاولت الخروج من المنزل بدعوي تغيير الجو فطنت لحاجتي للهيروين فما كان منها إلا التصدي لي ومنعي من الخروج لدرجة لم أصدقها عندما هددتني بالقتل بالسكين الذي أحضرته من المطبخ واعتقدت في البداية أنه مجرد تهديد لمنعي فقط وعندما لاحظت اصرارها علي منعي لم أشعر بنفسي وأنا أقوم بتسديد الطعنات لها لدرجة لم أستطع معها التحكم في الضرب إلا بعد ان سقطت والدماء تفور من مكان الطعنات وتأكدت من وفاتها. وبمواجهته بالاستيلاء علي أموال المجني عليها اعترف بسرقة مبلغ9 آلاف جنيه من دولابها للتمكن من شراء جرعة الهيروين وباعترافه أمرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيقات تمهيدا لاحالته لمحكمة الجنايات بتهمتي القتل والسرقة.