كانت مفاجأة لي وللكثيرين غيري عندما تم اختيار د0هشام قنديل وزير الموارد المائية والري رئيسا للحكومة الجديدة التي يتم تشكيلها الآن, وبعيدا عن الجدل حول عملية اختياره, ورؤية البعض أن طبيعة المرحلة القادمة كانت تحتاج لشخصية اقتصادية في المقام الأول للنهوض بالاقتصاد المنهار حاليا, لكن لن أعلق علي ذلك كثيرا فقد يفاجئنا د0هشام قنديل بأسلوب عملي مدروس, واستقلالية في الأداء والقرارات عن مؤسسة الرئاسة أو أي جهة أخري, وثورية في الأداء لم نكن نعهدها من قبل في الحكومات السابقة, ومع أن د0هشام قنديل قد أكد فور تكليفه بتشكيل الوزارة بأنها ستكون وزارة تكنوقراط, أي وزارات كفاءات في المقام الأول وليست وزارة مخصصة لأحزاب وقوي سياسية معينة, لكن مازالت تصريحات ممثلي هذه الأحزاب تطن في أذني خاصة قياديي حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين وحزب النور عن حصص ونسب معينة أعلنوا أنها ستكون في الوزارة الجديدة وأقل نسبة تم الإعلان عنها هي40% من الحقائب الوزارية لحزب الحرية والعدالة, وفور تكليف د0هشام قنديل بتشكيل الوزارة خرج علينا الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, وأكد عكس كل التصريحات السابقة لغيره أن الحزب لم يشترط نسبة في التشكيل الوزاري الجديد وأنه يرفض المحاصصة بحسب تعبيره لأن اهم كما يقول هو الكفاءة والقدرة. ومع إنتظاري لما ستستفر عنه نتائج الاختيارات للوزراء الجدد خاصة بعد أن علمت أن هناك عددا ليس بالقليل من الشخصيات قد رفضت مشاركتها في الوزارة الجديدة لوجود حالة من الضبابية أمامها للفترة القادمة, وعدم معرفة توجهات الحكومةالجديدة وعلاقتها بحزب الحرية والعدالة ومدي استقلالية قراراتها بعيدا عن مكتب الإرشاد والإخوان المسلمين, ومدي استقلالية رئيس الحكومة نفسه في توجهاته في الفترة المقبلة. لكن لابد أن أقدم كل التحية لحكومة الدكتور كمال الجنزوري التي تحملت مالم يتحمله بشر طوال الفترة الماضية, وقد تعجبت طوال الفترة الماضية التي تأخر فيها تكليف أحد بتشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس مرسي رئيسا للدولة من التوقف غير المبرر عن أي هجوم علي حكومة الدكتور الجنزوري الذي كان مجلس الشعب المنحل يريد بكافة الطرق والوسائل وبشكل غير قانوني أو دستوري سحب الثقة منها بعد شهور قليلة جدا من تكليفها بحجة أنها عجزت عن حل مشاكل مصر العويصة التي عجز عن حلها كل الحكومات السابقة سواء في عهد النظام السابق أو مابعده, وثبت لكل من كان يهاجم هذه الحكومة أنها كانت تعمل في جو لايمكن لأي حكومة أن تعمل فيها, وأنها أنجزت الكثير في وقت قياسي بشكل شهد له الجميع0 ومع توقعي من رئيس الوزارة الجديد أن يكون هناك وزارء حزبيون في حكومته ولاأعرف حتي الآن كيف سيتم اختيارهم وهل سيكون من خلال رئيس الحكومة أم سيرشحها الحزب له, لكنني أتمني أن يكون بهذه الوزارة تناغم بين أعضائها وبين رئيس الحكومة, وأن يعملكل وزير حزبي علي تنفيذ برنامجالحكومة العام أولا وليس برنامج حزبه وتوجهاته وأن تكون مرجعيته هو رئيس الحكومة وليس الحزب الذي ينتمي إليه, أقول هذا لأنني أتوقع أن الوزارة القادمة ستلاقي معارضة شديدة من كثير من طوائف المجتمع خاصة إذالم يتم تشكيلها من وزارء تكنوقراط أي وتكون وزارة كفاءات بالفعلكما صرح رئيس الحكومة الجديدة وبعيدا عن الناحية الحزبية تماما, وأن يكون لرئيس الوزراء الجديد صلاحياته الكاملة في إدارة أمور حكومته حتي تنطلق الوزارة الجديدة لتحقيق برنامجها دون ضغوط من أحد, وأن يكون هدفها في الأساس مصلحة مصر وليس مصلحة أي حزب, وحتي يتم تقبل لقراراتها وسرعة في الإنجاز فيها.