هناك مثل قديم يقول انتظر القطار مهما طال الوقت.. فالقطار لا ينتظر أحدا.. الآن انقلبت الآية وتبدلت الظروف وأصبح الركاب في أسوان ينتظرون قطاراتهم بالساعات علي أمل أن تصل دون جدوي. والقطارات لا تصل من الأساس حتي لا تنتظر أحدا, فالقضبان لم تعد سوي مقرات للمعتصمين والمتظاهرين مما يعطل مصالح المواطنين ومنهم المرضي وأصحاب الحاجة. وبسبب تكرار الأزمة علي مدي الأيام الماضية انتعشت حركة السفر إلي القاهرة والمحافظات الأخري من خلال سيارات الميكروباص وأتوبيسات النقل السياحي, وتحول ميدان المحطة الرئيسي لموقف لها وسط زحام شديد من الركاب, وكأن مثل هذه الأزمات جاءت لتنعكس بالفوائد علي قطاع النقل السياحي الذي يعاني من الكساد بشكل غير مسبوق. وأمام محطة القطارات بأسوان قالت نعمة عبدالمعطي ربة منزل أن ما يحدث في قطاع السكك الحديدية هو مهزلة لا يمكن السكوت عليها ولا نعرف لماذا يصمت المسئولون بالدولة وعلي رأسهم الدكتور محمد مرسي أمامها, وهم يرون كل يوم عذاب المواطنين علي خط الصعيد, وتقول: حجزت تذكرة لي ولوالدتي للسفر إلي أسيوط للعلاج, وعند حضوري للمحطة انتظرت5 ساعات علي أمل أن يصل قطار واحد لأسوان حيث لا تسمح حالة والدتي بالسفر في ميكروباص, وللأسف اضطررنا لالغاء السفر وتأجيل الكشف الطبي. ويروي مهاب حسين عبدالكريم بجامعة أسوان حكاية عذابه مع قطارات الصعيد فيقول كنت قادما من القاهرةلأسوان وفي محطة رمسيس انتظر الركاب ساعات بسبب اضراب السائقين, ثم تأخر موعد تحرك القطار مرة أخري بسبب وجود قطع لشريط السكة الحديد في الجيزة, ولم يتوقف الأمر عند ذلك وفوجئنا عند مدينة ادفو بتوقف القطار9 ساعات بسبب اعتصام عمال احدي الشركات علي الشريط. ويتساءل إلي متي ستظل تصرفات الأهالي بهذا الشكل ومتي سيعودون إلي رشدهم ليسلكوا الطرق الشرعية للحصول علي طلباتهم. وعن ما يحدث في ميدان المحطة بأسوان اشار شعبان حسين بالثقافة إلي أن مصيبة القطارات والاعتصامات علي شريط السكك الحديدية انعكست بالايجاب علي الركود في قطاع النقل السياحي بتوافر العديد من الأتوبيسات لنقل الركاب للقاهرة بتذكرة موحدة كما انعش حركة الميكروباصات إلي المحافظات البعيدة, خاصة أسيوط التي يلجأ لها المئات يوميا من أجل العلاج. أضاف: يجب أن تفعل الدولة تنفيذ القانون الذي يقضي بمعاقبة تعطيل مرافق الدولة ومصالح المواطن ولكن للأسف لايزال الأمن يتعامل بمنطق الاقناع وأسلوب الطبطبة مع من يعطل المرافق العامة في الوقت الذي يحتاج فيه الأمر لشدة وحزم شديدين, فلمصلحة من تتوالي هذه الاحتجاجات, ولماذا يدفع الغلابة الثمن بان يظلوا يعانون من عذاب القطارات والانتظار بالساعات داخل المحطات؟.. الإجابة بكل تأكيد لدي وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية ومن قبلهما اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي عليه أن يتدخل بقواته لردع كل من يرتكب ما يضر الآخرين.