رغم كل المعاناة التي تمر بها المرأة العاملة والتي تكبل كاهلها بالمسئوليات والأشغال الشاقة المؤبدة حتي آخر نفس في حياتها مما يجعلها عرضه للاكتئاب وكل الأمراض المزمنة. وعندما تجلس لتتلقف أنفاسها من دوامة الحياة تحسد ست البيت المتهننة والجالسة في البيت لا شغل لها سوي الطبخ وتربية الاولاد والاستمتاع بيومها اما هي فعليها أن تقوم بالاثنين العمل داخل وخارج المنزل ولكن جاءت دراسة أمريكية حديثة لتبرد قلبنا نحن النساء العاملات وتؤكد لنا ان الاكتئاب يصيب ربات البيوت أكثر من العاملات والأسباب علي مسئولية الدراسة. فربات البيوت أكثر عرضة للتعاسة والحزن مقارنة بغيرهن من الأمهات اللاتي يعملن ويخرجن يوميا طلبا للرزق وقال الباحثون بجامعة ماري واشنطن بولاية فيرجينيا الأمريكية إن النساء اللاتي يتعاملن مع أطفالهن بطريقة الأبوة المكثفة معرضات لخطر الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية التي تتضمن الاكتئاب وتعتمد طريقة تلك الأمهات علي التركيز الشديد والاهتمام غير الطبيعي بالطفل والتدليل والحماية بصورة مخالفة للطبيعة البشرية مما قد يضعهن تحت خطر المعاناة من المفارقة الأبوية حيث تتسبب أيدولوجيتهن في زيادة مشاعر التوتر والشعور بالذنب وقالت كاثرين ريزو عالمة النفس معدة الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة دراسات الطفل والأسرة إن ذلك التفكير الخاطئ يجعل الأم تعتقد أنها أفضل الأمهات علي الإطلاق فهن علي استعداد للتضحية بصحتهن العقلية لتعزيز قدرات أطفالهن المعرفية والاجتماعية والعاطفية وظهر الاختلاف الشديد في المقارنة بين ربات البيوت والنساء العاملات بنظام الساعة حيث ثبت ان الأمهات العاملات أقل عرضة للاكتئاب وأكثر اهتماما بأطفالهن خاصة من الناحية التعليمية والصحية وفي الواقع وتطبيقا علي المرأة المصرية والتي يكفيها ان تكون في مصر حتي تصاب بكل انواع الاكتئاب سواء عملت او لا سألنا الأمهات العاملات وغير العاملات الاكتئاب وصلك ولا لسه؟ تقول ميرفت حزين46 عاما تعمل كمحاسبة في احدي شركات البترول أنها أرملة وتعول أسرتها منذ عشر سنوات ولديها من الاولاد ثلاثة منهم في الجامعة والثانوي ومنذ وفاة الزوج تتحمل المسئولية كاملة ولا يمر يوم بدون مشكلات سواء بسبب الابناء او العمل ولكن لعل احساسها انها قوية ومعتمدة علي نفسها يمنحها الاحساس بالسعادة فكل ما يحققه الأبناء من نجاح ينسب لها وتحقيق نفسها في العمل يجعلها أكثر تفتحا علي الحياة وربما لو انها لم تعمل منذ البداية لاحست بالفراغ بعد ان يكبر الاولاد وينصرف كل منهم لحياته وتري ان الاكتئاب امر نسبي يرتبط بالقوة النفسية والعصبية للمرأة وظروف حياتها فواحدة غيرها ربما كانت وقعت فريسة للاكتئاب بعد وفاة الزوج لكن الحياة تسير والعمل يمنح المرأة الكثير من الاستقلالية والقوة لمواجهة مصاعب الحياة. وتضيف مروة حسن ربة منزل في ال34 من العمر أنها أم لطفلين وزوجها طبيب وأصر علي الا تعمل رغم انها طبيبة ايضا وضحت بطموحها من اجل ارضائه وتحكي ان اول عام كان كارثيا تجلس وحدها لساعات في انتظاره وعندما يعود يكون منهك القوي لا يستطيع الكلام معها تقدم له الطعام وتحاول فتح اي موضوعات للحديث فيرد عليها بانه متعب من العمل وبينما هي بكامل طاقتها وعاوزة ترغي فشعرت بعد فترة بتعاسة وحزن لم يخرجها منه حتي وصول أول مولود لها ورغم انها كانت مشغولة بتربية طفليها كان يراودها دائما حلم العمل وممارسة الطب وكلما عرضت عليه الفكرة كان ينهرها حتي اصابها الاكتئاب ولم تعد ترغب في الاستمرار في الحياة معه حتي انها طلبت الطلاق واستعادة حياتها العملية لكن تحت ضغط اهلها من اجل الاولاد رضخت. وتحكي سما رأفت مهندسة27 عاما وام لطفل واحد انها تمر بيوم مشحون ما بين عملها وبيتها فهي تضطر للقيام بكل أعباء المنزل لأن دخل الزوج لا يسمح باستخدام خادمة وهي بمرتبها تدفع للحضانة واحتياجاتها الأساسية وفي كثير من الاحيان بسبب الضغوط تشعر بالاكتئاب وتدخل في نوبة من البكاء والصراخ بل وتنفجر في وجه زوجها انها تتمني ان تجلس في المنزل معززة مكرمة ويقوم هو بالصرف بالكامل علي المنزل والصرف عليها وتحسد الستات اللي قاعدة من غير شغل وليس حقيقيا ان المرأة العاملة اقل اكتئابا فهي ما بين الاستيقاظ مبكرا واستخدام المواصلات والعمل ومشاكله والسخافات التي تقابلها ثم تعود للمنزل لتقوم بالطبخ والتنظيف والمذاكرة للولد ينتهي يومها وهي مجهدة ومستهلكة. وتعلق الدكتورة امنية رأفت الاستاذ المساعد للأمراض النفسية كلية الطب جامعة القاهرة ان اعراض الاكتئاب عند النساء تتمثل في الشعور بالانحطاط النفسي والحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة وبأن الأشياء التي كانت تسرهن في الماضي لم تعد سارة لهن وينخفض الوزن او يزداد وصعوبة في النوم او يفرطن في النوم والشعور بالغضب والانفعال العصبي او الشعور بالخمول ونوبات البكاء او العاطفة الشديدة جدا والشعور بالتعب الشديد ولا وجود لاي طاقة تذكر ووجود مشكلات في التركيز الفكري وفي اتحاذ القرارات والتفكير الدائم بالموت أو الانتحار وتنصح من تعاني من تلك الاعراض ان تلجأ للطبيب المتخصص وعدم تناول اية ادوية مضادة للاكتئاب بدون اشراف الطبيب لان الاطباء يعرفون اسرار جسد المرأة وتعرضه للتقلبات الهرمونية في اوقات معينة بدءا من مرحلة المراهقة وانتهاء ببلوغها سن الخمسين. ويشير د. أحمد أبو العزايم أستاذ الطب النفسي الي ان نسبة الامراض النفسية تزداد بين السيدات عن الرجال نحو25% وليس جسد المرأة وحده الذي يتعرض للاضطراب الهرموني كل شهر وفي فترات الحمل والولادة ثم سن اليأس انما أيضا روحها وذلك بسبب الضغوط النفسية التي تعاني منها جراء تحملها مسئوليات مضاعفة حيث إن المرأة أحيانا تقوم بدور الأم والأب معا وعليها أن تتحمل الكثير دون شكوي في سبيل أن يدعها تنعم بتحقيق ذاتها من خلال العمل. أما إذا كانت ربة منزل فان الضغوط النفسية تختلف في مضمونها ولكنها لا تسلم منها حيث إن المرأة أحيانا تقوم بدور الأم والأب معا وعليها أن تتحمل الكثير دون شكوي في سبيل أن يدعها تنعم بتحقيق ذاتها من خلال العمل أما اذا كانت ربة منزل فان الضغوط النفسية تختلف في مضمونها ولكنها لا تسلم منها حيث يستمر بعض الرجال في التخلي عن مسئولياتهم والتعذر بالانشغال الدائم في ظل انعدام عمل المرأة إذن في الحالتين تخضع المرأة للضغوط النفسية جراء عدم تفهم الزوج لمسئولياته في مؤسسة الزواج. وحسب رأي خبيرة علم النفس في جامعة ستانفورد الأمريكية سوزان يكسيما فإن سبب حدوث الاكتئاب الشديد هو الاستسلام لمشاعر الحزن والسماح لها بالسيطرة الكلية علي مشاعر الإنسان الأخري وبالتالي الوقوع في دوامة الحزن الدائم والعميق علي عكس الذكور الذين يستطيعون نسيان الحزن بطريقة او أخري. وأخيرا لا تتركي نفسك فريسة للاكتئاب سواء كنت امرأة عاملة أو ربة منزل فكما تقول الحكمة الصينية القديمة ليس في وسعكم منع طيور الحزن من التحليق فوق رؤوسكم ولكنكم تستطيعون منعها من بناء اعشاشها علي شعوركم.