شدد أعضاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري علي ضرورة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة ودعوا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إلي العمل علي التنفيذ الفوري للانتقال السياسي في سوريا . وعبروا في بيانهم الختامي الصادر في نهاية أعمال الاجتماع الثالث للمجموعة أمس بباريس والذي تلاه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي عن حرصهم علي سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة اراضيها في وقت يهدد فيه النظام من أجل بقائه بتوريط البلاد في حرب أهلية شاملة..مؤكدين علي ضرورة أن يكون لجميع السوريين مكانهم في سوريا الجديدة أيا كانت أصولهم وانتماءاتهم ودياناتهم ومعتقداتهم وجنسهم. وأدان المشاركون في الاجتماع لجوء النظام السوري المتزايد إلي العنف بما فيه القصف واستخدام المروحيات ضد المناطق المدنية..وجددوا مطالبتهم للحكومة السورية بسحب قواتها فورا من المدن وإيقاف دخول قوات الجيش إلي المناطق الآهلة وبالتوقف عن استخدام كافة الأسلحة الثقيلة في هذه المناطق وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وضمان وصول المساعدات الانسانية إلي المحتاجين.وأعرب أعضاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري عن انشغالهم البالغ إزاء التداعيات الاقليمية المثيرة للقلق والناجمة عن استمرار الأزمة في سوريا من حيث الأمن الاقليمي والاستقرار والتنمية الاقتصادية وتدفق اللاجئين.ورحبوا ب يان فريق عمل جنيف المتعلق بسوريا والذي دعا إلي تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بالسلطات التنفيذية الكاملة..كما اتفقوا علي إقصاء كل من يمس بمصداقية الانتقال السياسي في سوريا. وفي غضون ذلك, أكدت المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدي الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون علي ضرورة عدم عسكرة الصراع الدائر في سوريا, محذرة من أن الاستمرار في تسليح أطراف الصراع سيكون له تأثيراته السلبية ليس علي الشعب السوري فقط بل علي المنطقة بأسرها. وقالت آشتون- في بيان عقب مشاركتها في الاجتماع: شاركت أمس في اجتماع لأصدقاء الشعب السوري في باريس والذي يهدف لتأكيد استجابة العديد من الدول والمنظمات لدعم الشعب السوري علي خلفية الوضع المأساوي علي الأرض واستمرار تدهور الأوضاع في هذا البلد. وأشارت إلي أن العنف في تزايد وعدد الضحايا قد بلغ مستويات لا يمكن تصورها مما ينذر بحرب أهلية وشيكة, وحملت النظام المسئولية, مطالبة إياه بإطلاق سراح المعتقلين وسحب القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المدن. كما أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن الزخم المتزايد لمجموعة أصدقاء الشعب السوري يعكس بوضوح اهتمام المجتمع الدولي بمواجهة المجازر التي ترتكب في سوريا وعدم استجابة النظام إلي مطالب الشعب وتطلعاته إلي الديمقراطية والحرية. وقال عمرو في الكلمة التي القاها أمس باسم مصر أمام الاجتماع بباريس يأتي بعد يومين من اجتماع الفصائل السورية الذي عقد مؤخرا بالقاهرة تحت رعاية الجامعة العربية وجمع كافة أطياف المعارضة السورية. وأضاف وزير الخارجية أن اجتماع باريس يعقد أيضا مع اقتراب موعد تجديد بعثة المراقبين الدوليين إلي سوريا..مشيرا إلي ضرورة البت في هذين الاستحقاقين الهامين مع ضرورة العمل لوقف حمامات الدم في سوريا. ومن جانبها, دعت المملكة العربية السعودية إلي تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام السوري بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة السورية, وفقا لخطة كوفي آنان. جاء ذلك خلال كلمة السعودية أمام المؤتمر وألقاها الأمير عبدالعزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودية, ونشرت في الرياض. وقال الامير عبد العزيز إن النظام السوري بات تتوفر لديه القناعة أن اجتماعاتنا بدلا من أن تكون مصدر قلق لديه أصبحت تشكل فرصة تتيح له مزيدا من الوقت للمضي في حربه ضد شعبه وكلنا نتذكر ما قاله الأسد مؤخرا ان بلاده تجتاز بالفعل حالة حرب. وبين نائب وزير الخارجية السعودية أن ما هو مطروح من مبادرات أو أفكار سواء من خلال المبادرة العربية أو خطة المبعوث العربي الأممي المشترك كوفي آنان أو ما رشح عن اجتماع لجنة الاتصال في جنيف قد يقبل نظام الأسد شيئا منها أو يقبلها جميعا ولكنه لن يمتثل في كل الأحوال إلي أي عملية تفضي إلي حل سياسي طالما أن لديه قناعة بحسم الموقف أمنيا, في ظل واقع يضمن له الدعم الدبلوماسي والسياسي وبالسلاح من قبل دولة عظمي. جاء ذلك في الوقت الذي اعتبرت فيه المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا ريما فليحان, في حوار لها مع سكاي نيوز عربية, أن المؤتمر كان مخيبا للآمال, لافتة إلي أن السوريين توقعوا موقفا أكثر أخلاقيا من المجتمع الدولي.