كان لازم أقتله ثلاث كلمات ظل محمد40 سنة فران يهذي بها داخل غرفة الحجز بعد أن قررت النيابة حبسه علي ذمة التحقيق في اتهامه بقتل صديق عمره محمد عامل المراجيح, ودخان سيجارته الذي ينفثه يتصاعد. حتي صار ضبابا يغطي ملامح باقي المتهمين الذين سرعان ما أبدوا تعاطفهم مع محمدالذي أخبرهم بأنه لا يقوي علي ذبح دجاجة لكنها الغيرة علي شرفه الذي لاكته الألسن بعد أن أزكمت رائحة خيانة زوجته أنوف قاطني منطقة سكنه ببهتيم بشبرا الخيمة, لاسيما بعد أن أكدت الفحوص الطبية بما لا يدع مجالا للشك أن ولديه محمود12 سنة, ويوسف8 سنوات اللذين يكدح من أجلهما ويصل الليل بالنهار في عمله لتوفير حياة كريمة لهما ويؤمن مستقبلهما ليسا من صلبه وهو ما كان بمثابة الصخرة التي شطرت رأسه نصفين وأفقدته معني الحياة وغيرت طعم كل شيء في حلقه إلي مرارة لا يقوي بشر علي تحمله. ومن فم تملؤه مرارة الخيانة من أقرب الناس إليه خرجت الكلمات بصعوبة تسابقها الدموع والرغبة في النسيان. بدأ محمد يسرد تفاصيل حياته التي وضعت زوجته وصديقه نهاية لها باعترافهما له بالخيانة وتأكده أن طفليه ليسا من صلبه وإن كانت الأوراق الرسمية تؤكد انهما يحملان اسمه لكن الحقيقة المفزعة أن من انجبهما هو صديقه عويس الذي جمعت بينهما صداقة لأكثر من20 سنة منذ أن تعرفا علي بعضهما البعض في إحدي ليالي مولد السيد البدوي بمدينة طنطا, حيث كان صديق محمد القتيل يعمل علي مرجيحة لأحد أقاربه أمتلكها بعد أن كبرت سن قريبه وظل يتنقل بها من مولد لآخر في مختلف مدن المحروسة حتي استقر به المقام بمنطقة بهتيم ولم يتركه وتوطدت علاقتهما بحكم عملهما في مجال واحد فكان لا يفرق بينهما أي شيء فالأكل والنوم كانا يشتركان فيه. ويستطرد قائلا: لكن بعد ارتباطي بفتاة كانت بصحبة أحد الزبائن أوقعتني في غرامها نظرا لجمالها وكلامها المعسول طلبت من صديقي محمد مساعدتي في طلب الزواج منها من والدها الذي كان يعمل في نفس الكار وعقب ارتباطي بها شعرت أن الدنيا ابتسمت لي وقررت العمل في مهنة مستقرة بعيدا عن الموالد وتنقلت من مهنة إلي أخري حتي احترفت العمل ك طولجي فران ورغم العذاب والمشقة اللذين كنت اشعر بهما يوميا منذ الساعة4 فجرا حتي7 مساء, إلا أن لهفة زوجتي علي حين اعود لمنزلي كانت كفيلة بإزالة أي شعور بالارهاق من جسدي المنهك, ودفعي لمواصلة العمل ليل نهار خاصة بعد أن رزقنا الله بالمولود الأول محمود12 سنة وزاد من السعادة التي كنت بسببها أدعو الله كل صباح أن يختم هذه السعادة بخير اللهم أجعله خيرا. ومضت الأيام ومرت الأشهر وكدت أطير فرحا بقدوم طفل ثان أسميته يوسف8 سنوات وطفل آخر توفي بعد أيام من ولادته فحمدت الله علي عطائه وقطعت العهد علي نفسي أن ينشأ ابني نشأة مختلفة عن نشأتي في الموالد والنوم في الشارع. ويضيف لم ألتفت لحضور صديقي الذي كان يزورني باستمرار ويحضر الهدايا والحلوي لولدي ولم يخطر ببالي وجود أي علاقة بينه وبين زوجتي لثقتي فيهما إلا عندما لاحظت عند عودتي من العمل ذات يوم متأخرا نظرات بعض الجيران وكأنها السهام القاتلة التي تصوب نحوي علي سبيل معاتبتي وأنا لا أدري علي أي أساس ينظرون إلي هكذا حتي افتعل أحدهم مشادة معي وسبني بسير زوجتي علي حل شعرها مع صديقي في فترة غيابي وانشغالي في العمل. ويقول الزوج المتهم في البداية اعتقدت ان البعض قد فسر زيارة صديقي في البيت بشكل خاطئ ولكن كان جيراني علي حق عندما أخبروني وكنت مخطئا عندما تجاهلت حديثهم الذي نال من شرف زوجتي ووصلت سيرتها لزملائي في الفرن فلم أستطع السكوت أكثر من ذلك, وقررت مواجهة زوجتي مرة بعد أخري لكنني تراجعت بعد أن ألحت علي في إنجاب طفل ثالث وبإجراء الفحوصات الطبية اللازمة, أكد الطبيب عدم قدرتي علي الانجاب لاصابتي بالعقم ولا يمكن لمثل حالتي الانجاب فلم أقتنع حتي أكد طبيب متخصص في أمراض العقم والذكورة بما توصلت إليه فحوصات الطبيب الأول من نتائج عندها شعرت بدوار ولم أدر بنفسي خاصة عندما اعترفت لي زوجتي بأن الأب الحقيقي لأطفالي هو صديقي الذي كان يخونني معها بعد زواجنا ويضيف فلم اتمالك نفسي وقد غلت الدماء في عروقي من هول ما سمعت من كلمات أفقدتني اتزاني حتي استيقظت علي كابوس قتل صديقي الذي طعنته بالسكين جزاء لخيانته للصداقة والاعتداء علي شرفي, ولم اتركه إلا جثة غارقة في بركة من الدماء أمام المارة وليس علي لساني غير: غسلت عاري وانتقمت لخيانتي وبالقبض عليه بمعرفة العميد بلال لبيب مأمور قسم شرطة شبرا ثان اعترف بارتكابه لواقعة قتل محمد42 سنة انتقاما لشرفه وبإخطار رامي رمضان رئيس نيابة ثان شبرا الخيمة أمر بحبس المتهم محمد40 سنة علي ذمة التحقيقات.