أفسدت أزمة البنزين فرحة الأهالي ببني سويف بتولي الدكتور مرسي رئيسا لمصر وشهدت محطات الوقود تكدسا كبيرا للسيارات والدراجات البخارية والمزارعين, بينما خلت عدد كبير من محطات الوقود من السيارات لاختفاء البنزين والسولار بها أو بسبب احتراقها وتفحمها وسيطرة البلطجية عليها من جهة أخري. وعلي الجانب الآخر نجد البنزين والسولار متوافرا بكميات كبيرة داخل السوق السوداء المنتعشة والمنتشرة داخل وخارج المحافظة وكأن وقود المحافظة بنقل اليهم عبر الوسيط المعروف بمحطات الوقود التي فقدت دورها في تزويد الأهالي بالوقود إلي نقل تلك الكميات لأصحاب السوق السوداء, ولم تفلح محاولات مباحث التموين بالمحافظة في وقف نزيف البنزين من تلك المحطات لصالح التجار والبلطجية ولم تعد الاطنان التي يتم ضبطها كافية لسد حاجة السيارات الملاكي منها والإسعاف. في البداية يقول محمد عبد الحليم اخصائي اجتماعي دخلت الأزمة منعطفا خطيرا بعد أن أصبح البلطجية يحصلون علي الوقود بقوة الأسلحة النارية فمنذ عدة أيام نشر الأهرام المسائي حادث هاجم فيه مجموعة من البلطجية مدججين بالرشاشات محطة وقود بمدينة الفشن وقاموا باحتلالها واصابة العشرات في وضح النهار بعد أن رفض عامل المحطة تزويدهم بكميات الوقود التي يرغبون في الحصول عليها داخل التنكات البلاستيكية أعلي توك توك خاص بهم لإعادة بيعها في السوق السوداء ولم تكن تلك الواقعة الأولي بل كانت المرة الرابعة التي تتكرر فيها عملية التعدي علي محطات للوقود بعد مهاجمة3 محطات من قبل بالمولوتوف بسبب الخلافات بين البلطجية وتجار السوق السوداء في أولوية تقسيم وقود المحطات, وكان آخرها ما قام به أحد البلطجية بإخراج ولاعة من جيبه وقام بإشعال النيران في أرضية محطة وقود مصر للبترول بجوار ماكينات التزود بالوقود وفر هاربا مما أسفر عنه انفجار تلك المحطة وأخري مماثلة في مركز اهناسيا فضلا عن عشرات البيوت التي اشتعلت فيها النيران بسبب تخزين الوقود بها بعد شرائه من المحطات المنتشرة في مراكز ومدن بني سويف وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء. وطالب محمد توفيق سائق ومعه العشرات من السائقين وأصحاب السيارات بضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة, مشيرين إلي أنها أثرت علي حالتهم الاقتصادية بشكل كبير ودفعتهم لرفع الأجرة, مما يتسبب في وقوع المشادات بين المواطنين واصحاب السيارات. كما اشتعلت أزمة الوقود ببني سويف وتفاقمت نتيجة انتعاش عملية البيع بالسوق السوداء والتي ارتفع فيها سعر الوقود الي3 جنيهات ونصف الجنيه للتر مضافا إليه ماء وهو ما يتسبب في الضرر بمحركات تلك السيارات. وأكد عمرو عثمان موظف بالجامعة اهمية سرعة عودة الأمن وضبط تجار السوق السوداء لتخف حدة أزمة الوقود وناشد متظاهري التحرير بأن يضيفوا بندا جديدا ضمن مطالبهم وهو الشعب يريد عودة الوقود وتساءل: أليست حكومة الجنزوري هي من كانت تختلق تلك الأزمات فما هو سبب استمرارها بعد أن قامت بتقديم استقالتها للرئيس الجديد. ومن جانبه أكد ممدوح غندور مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية أن المشكلة ترجع إلي زيادة الطلب علي الوقود في ظل قلة الوارد ووصول نسبة العجز في البنزين إلي70% وأن شرطة مباحث التموين تعمل بصفة دورية للقبض علي الخارجين وضبط الكميات المهربة. وأضاف أن الهيئة العامة للبترول قامت بالاتصال والتأكيد علي ضخ ألف طن من البنزين في القريب العاجل عن طريق المواسير إلي المستودع الرئيسي بالمحافظة حفاظا علي كميات الوقود من بيعها بالسوق السوداء عن طريق سيارات نقل الوقود ليتم توزيعها علي محطات المحافظة بمعرفة مديرية التموين.